رأى المحلل السياسى الفرنسى المتخصص فى الشأن المصرى، جون مارك فيرى، أن الرئيس المعزول محمد مرسى، أثار غضب الملايين من المصريين خلال عام واحد من توليه مقاليد الحكم فى البلاد.
وقال المحلل – حسب ما نشرت صحيفة "ليكسبريس" الفرنسية على موقعها الإلكترونى اليوم السبت - إن مرسى أثبت عجزه عن حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المصرية، وأنه كان من الصعب عليه القيام بذلك بالنظر إلى الوضع الذى تسلم به الحكم والوقت القصير الذى قضاه فى السلطة، "ولكن شيئا لم يمنعه من المحاولة".
وأضاف أن أوضاع البلاد تدهورت إبان حكم مرسى وشهدت أسعار السلع الأساسية زيادة كبيرة، ليصبح المصريون أسوأ حالا بكثير اليوم مما كانوا عليه تحت حكم مبارك، لافتا إلى أن تدهور السلم الأهلى والأمن، الذى يتمسك به المصريون، كانت له آثار سلبية على السياحة التى تعد الرئة الاقتصادية للبلاد بخلاف المناخ السيئ للغاية بالنسبة لرجال الأعمال والاستثمارات.
وأشار إلى أن المصريين يدركون أن الإصلاحات الحقيقية تستغرق وقتا طويلا، حتى أنهم كانوا على استعداد للصبر لو شهدوا تغييرا، معتبرا أن مرسى خسر أيضا الكثير من الدعم بين ناخبيه لأن أداءه لم يتواكب مع وعوده الانتخابية.
ورأى فيرى أن الخطأ الثانى لجماعة الإخوان المسلمين أنهم اعتبروا أنفسهم ممثلين لمصر كلها، دون الأخذ بعين الاعتبار وجود المعارضة والأقليات، فعند وصولهم إلى السلطة، تصرفوا كما لو أنه لا توجد قوى أخرى من خلال التذرع بشرعية الانتخابات مع العلم بأن نجاح مرسى يرجع جزئيا إلى المعارضين الذين رغبوا فى فتح صفحة جديدة.
وأوضح أن الخطأ الثالث للرئيس المعزول والجماعة يتمثل فى تمرير الدستور الذى تجاهل القضاء، مؤكدا أن الخطوات القادمة فى مصر معروفة، ويبقى السؤال ما إذا كان سيتم اتباعها إلا وهى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وصياغة الدستور وإجراء الانتخابات، مستبعدا تخلى قوى المعارضة عن هذه الخطوات وإلا ستكرر نفس أخطاء مرسى.
واختتم فيرى تحليله بالقول "لا نستطيع أن نقول بعد ما إذا كانت هذه الأحداث سوف سيتردد صداها فى البلدان الأخرى التى مرت بالثورات، ولكن شيئا واحد مؤكدا هو أن ما حدث بمثابة جرس إنذار للأحزاب الإسلامية المحافظة فى المنطقة".