الأقباط متحدون - يا إمامنا ويا بطريركنا.. حنانيكم
أخر تحديث ٠٧:٤٤ | الجمعة ١٢ يوليو ٢٠١٣ | ٥ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٨٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

يا إمامنا ويا بطريركنا.. حنانيكم

الكاتب مدحت بشاي
الكاتب مدحت بشاي

بقلم : مدحت بشاي
لقد لعب الأزهر الشريف فى عهد الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب دوراً وطنياً رائعاً فى مجال تهدئة الأجواء، سعياً لوجود مصالحة وطنية بين فرقاء السياسة والفكر، بداية من محاولة سد الذرائع فكانت مبادراته عبر إنشاء آليات للم الشمل ومنها «بيت العائلة»، وفى أزمنة احتدام الصراع حول ما أطلق عليه مبادئ فوق دستورية كانت دعوته لأهل الفكر أن يتشاركوا جميعاً لوضع وثائق الأزهر الشريف التى وافق على نصوصها كل الأطراف وبأريحية كاملة.

وأخيراً كانت المواقف الأعظم والأكثر جرأة وانحيازاً لشعبنا العظيم عندما تم الإعلان أن الأزهر لا يمنع ولا يرى فى التظاهر السلمى مشكلة، ووصولاً لموافقة فضيلة الإمام على التوقيع على خارطة المستقبل التى حررها جيش مصر العظيم لوقف حالة الاحتراب والصراع الداخلى وانهيار الدولة، وإلقاء كلمة رائعة تطمينية داعمة بتلك المناسبة.

وأيضاً لعبت الكنيسة المصرية الوطنية برعاية البطريرك تواضروس الثانى دوراً رائعاً اتسم بحسن اتخاذ القرار، ودرساً رائعاً فى كيفية إدارة الأزمات، فضلاً عن جرأة المواجهة بصدق وصراحة، والتعاون مع فضيلة شيخ الأزهر الشريف فى كل ماتم اتخاذه من قرارات (بيت العائلة والوثائق وغيرها).. ولعل آخر تلك المواقف قرار الانسحاب من اللجنة التأسيسية لوضع الدستور ليعفى الكنيسة من تلويث ثوبها الأبيض بنقطة سوداء كانت ستحسب عليها تاريخياً ووطنياً، ووصولاً إلى المشهد الأروع لمؤازرة الفريق السيسى والتوقيع على خارطة المستقبل.

ولكننى الآن، أجدنى حزيناً من مواقفهما غضباً من وقوع أحداث موقعة «الحرس الجمهورى»، وإعلان فضيلته الاعتكاف فى بيته، وإعلان قداسة البابا الدخول فى خلوة روحية، وجميعنا نطلب منهما الصلاة، ولكن بشرط الحضور والتواجد فى المشهد الوطنى، وخصوصاً وجود حالة قفز على المشهد من جانب تيارات بديلة للإخوان تضغط من أجل الذهاب إلى دولة دينية.. أرجوكما ليس الآن أوان «القمصة».

إننى عاتب على صياغة نص البيان الصادر عن فضيلة الإمام، فقد طالب بحماية المتظاهرين سلمياً فى إشارة بين السطور لعدم توفر تلك الحماية فى غزوة «الحرس الجمهورى»، أما الأغرب طلب فضيلته إطلاق سراح جميع المحتجزين، وإتاحة الفرصة لهم أن يعودوا إلى حياتهم العادية آمنين مطمئنين، فى الوقت الذى نسعى فيه جميعاً فى جمهورية ما بعد الثورة لإعلاء دولة القانون !! وليسمح لى فضيلته بطرح الأسئلة التالية.. لماذا لم تزعجكم مشاهد المجازر على هذا النحو، والتى ارتكبها الإخوان بتوحش وشكل غير إنسانى فى سيدى جابر وميدان نهضة مصر والمنيل وأيضاً الحرس الجمهورى.. إلقاء الشباب من أسطح العمارات واعتراف القاتل الإخوانى وترديد بعض المصادر اعترافه بأنه من ارتكب نفس الجريمة فى استاد بورسعيد.. اعتلاء الإخوان أسطح العمارات المجاورة لمنشأة الحرس الجمهورى وإلقاء قطع أدوات صحية ضخمة وطوب دون النظر إلى أسفل حين رميها، لأن هدفهم الترويع، فلتقتل أحجارهم من تقتل بوحشية؟!.. عن أى مصالحة تحدثنا فضيلتكم، إننا أمام أمراء حرب عطشى للدماء يستأجرون القتلة والمتظاهرين بكشوف تم ضبطها.. وأخيراً سؤال طرحه صديق فسبوكى: يعتكف المؤمن ويلزم بيته حين تكون فتنة يود اعتزالها، فهل المشهد فى بلدنا مشهد فتنة. وهل استيقظت تلك الفتنة فجأة اليوم غداة مقتلة الحرس الجمهورى فقرر فضيلته اعتزالها، بينما كانت نائمة طوال الأشهر الطوال الماضية حين كان فضيلته فى معترك الأحداث وفى القلب منها؟. المشهد فى مصر ليس مشهد فتنة، وإنما فئة بغت على الأمة بأسرها، والله أمر بقتال الفئة الباغية حتى تفىء إلى أمر الله؟

أما الكنيسة، فقد أصدر الأنبا أرميا بيانا تنظيريا إنشائيا بعيدا عن واقع ما نعيش من أحداث، منها «حينما يتسلل العنف إلى مشروع التغيير، سواء بفعل قوى التغيير أو قوى خارجها، فيمكن التطوير من خلال ورش عمل. إن مجتمعنا يعتمد التظاهرات كوسيلة أساسية للضغط السياسى يمكن أن تتطور فيه تلك الوسيلة، حتى تصبح وسيلة احترافية لا وسيلة هواة، والحاجة إلى التجديد يدق ناقوسه العنف المنظم...».. ورش عمل ده إيه الروقان ده؟!.. فضيلة الإمام.. قداسة البابا، المشهد محتاج لوجودكما كظهير رائع للجيش والشعب فى مرحلة دقيقة فاصلة من عمر الوطن.

medhatbe@gmail.com


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع