الأقباط متحدون - بيانات المخاتلة والهزل في زمن الهرتلة
أخر تحديث ٠٩:٠٠ | الأحد ١٤ يوليو ٢٠١٣ | ٧ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٨٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

بيانات المخاتلة والهزل في زمن الهرتلة

بقلم : مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com

تعودت جماعة الإخوان ومرشدها على بث رسائل إعلامية أسبوعية عبر البريد الإلكتروني يخص بها رموز الإعلام والكتاب والشخصيات العامة ، وتعالى عزيزي القارئ نتوقف عند رسالة للمرشد العام بتاريخ 27 يونيو ، وقبل اليوم الذي حددته جماعة " تمرد " للاحتشاد لرفض حكم الإخوان ، وكيف حاول الرجل أن يبث رسائل إيمانية ، تشير إلى جماعته الطيبة المؤمنة التي هي مطمئنة ، وأن من ليس معهم لن ينالوا منهم ..يقول في رسالة عنونها " كن قوياً " ..
فيا أيها المسلمون في كل مكان:
إن العالم الذي نعيش فيه لا يقع فيه إلا ما يريد الله عز وجل، وإن الخلق لو اجتمعوا على أمر لم يأذن به الله فلن يقع، وأن الخلق لو اجتمعوا على منع أمر أذن الله به فلن يمنعوه، (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (فاطر: 2).
وإن من ينصره الله لا غالب له، وأن من يخذله الله فلا ناصر له: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (آل عمران: 160).
وإن اليقين بذلك يجعل المسلم لا يخشى من الدنيا كلها لو اجتمعت عليه، وذلك بفضل توكله على الله تعالى تحقيقًا: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (آل عمران: 173)، ولمَّا أحسنوا التوكل على الله أفاض عليهم سبحانه من خيراته: (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) (آل عمران: 174).
أيها المسلمون في كل مكان:
إن لله أولياء لا يخشون أحدًا سواه، وللشيطان أولياء يُلْقِي بالرعب في قلوبهم من كل شيء، وقد حَذَّرنا الله من ذلك فقال تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران: 175).

وإن مما لا شك فيه أن الكيد والمكر ضد الإسلام لم يتوقف، لكن الله سبحانه يُحْبِط مكرهم، بل يردُّه إلى نحرهم، ويرجع بالهلاك على أنفسهم: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) (الأنعام: 123)، وقال تعالى: (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) (فاطر: 43)..
كلام كله خوف وتوجس ورعب ومحاولة إظهار العكس وأن غير الإخواني ليس بمسلم لأنه من وجهة نظرهم يمكر ضد الإسلام ويكيد للجماعة .. ثم يبشرهم بالمؤامرة وهي حجة البليد الخايب ..
إن المتأمل في الواقع العالمي، والناظر لما يدور في العالم الإسلامي، يدرك حجم المؤامرة التي دُبِّر لها بليل، وخُطِّط لها في الظلام لوقف المدِّ الإسلامي، ومنع الصحوة الإسلامية في ديار المسلمين من أن تأخذ مداها، وتقتلع ما سواها؛ لتنهض أمتهم، وترتفع رايتهم، فيعمَّ العدل، وتنتشر الرحمة، وتتحقق المساواة، ويتمتع الجميع بالحرية، ويأمن الجميع -من أسلم ومن لم يسلم- على نفسه وماله وعرضه.
ثم يبشرهم بعقاب الماكرين حتى يجاهدون من أجل نصرة الدين ( وهو يقصد بالطبع نصرة الدين ) ..

وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال، كما قال ربنا: (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ) (إبراهيم: 46)، ولكن بعدها مباشرة علاجًا لردِّ الفعل النفسي (فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) (إبراهيم: 47)، إلا أن المسلم وأمام هذا المكر الرَّهيب، وما ينشر من أراجيف، ويُذاع من إشاعات لا يتأثر، بل ولا يتسرب إلى قلبه أدنى شك من وعد الله تعالى لنصرة دينه، وإظهار نور الإسلام: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (التوبة: 32).
وإن المسلم ليزداد إيمانًا وتسليمًا، كلما التفَّ الباطل وتجمع، وكشف عن كراهيته للإسلام، وأعلن عن ذلك وأفصح، وله في الصحابة الكرام الأسوة، حين تجمَّعت الأحزاب، وأحاطت بالمدينة، حتى إن أحدهم لا يقدر على أن يخرج لقضاء حاجته، لكنهم قالوا بلسان الصدق واليقين: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) (الأحزاب: 22).
إن كل من يكره ما أنزل الله، سيحبط الله أعمالهم؛ فـــــ(إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) (يونس: 81 – 82).
إن كل من يكره ما أنزل الله، لو اجتمعوا بقضِّهم وقضيضهم (لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ) (محمد: 32).
ولا تعليق إلا تعليق قارئ موقعنا أقباط متحدون ، فالرسالة واضحة المعالم ، ودعوتها عبر التمسح بآيات الدين التي لا يعمل بها ولا يراها عندما يقرر أن تحارب جماعة شعب !!!

ثم كان بيان الجماعة بع ثورة 30 يونية ، والذي تخفف فيها من الكلام باسم الدين ، فقد وقعت الواقعة ، وكان النزول من على كراسي الحكم والسلطان .. ويحدثنا عن موقعة الحرس الجمهوري.. يقول فيه ..
" في فجر اليوم الاثنين وقبل بداية شهر رمضان بيوم وبينما كان المعتصمون السلميون يؤدون صلاة الفجر إذا بطلقات الرصاص الغادرة وقنابل الغاز تطلق عليهم بكثافة من قوات الجيش والشرطة دون مراعاة لحرمة الصلاة وحرمة الحياة، إضافة إلي العدوان علي حق المعتصمين في التظاهر السلمي، وهذا ما لا يفعله حتى اليهود، الأمر الذي أدي إلي سقوط حوالي 35 شهيداً والرقم مرشح للزيادة إضافة إلي مئات الجرحى.وعندما لجأ عدد كبير من النساء والشباب إلي مسجد المصطفى القريب من المنطقة قامت القوات بحصار المسجد، وهى تعتقل كل من يخرج منه.

إن هذه الجريمة البشعة التي اقترفها قائد الجيش الذي انقلب على الشرعيه ونكث بالعهد والقسم واستولى على الحكم بانقلاب عسكري مكتمل الأركان بغطاء من بعض المدنيين إنما تؤكد مدى وحشيته ودمويته وأنه مُصر على السير إلي نهاية طريق اغتصاب السلطة على جماجم المواطنين المدنيين العزل، وأنه لا يعبأ بحرمة الأرواح أو الدماء، وأن يقتدي في هذا بالسفاح بشار الأسد ويريد أن يسوق مصر – حفظها الله وأهلها – إلى نفس المصير السوري من أجل التحكم في سلطة الحكم من وراء ستار.إن هذه الدماء ستكون بإذن الله لعنة عليه وعلى معاونيه وستكون المسمار الأخير في نعش أطماعه فالشعب المصري لن يخضع ولن يذل للديكتاتورية العسكرية مرة أخري، ولن تزيده هذه الجريمة إلا إصراراً على انتزاع حقه وتقرير مصيره من بين أنياب هؤلاء المغتصبين .
وللقارئ أن يرى كم الكذب والتهديدات العنترية الخايبة والمخاتلة والهزل في زمن الهرتلة ، لأنهم لازالوا يعيشون بقناعات القرون الوسطى ، وكأنه لا فيديوهات صورت شبابهم على أسطح العمارات ، وكيف يحرقون شقق ، ويثيرون الرعب والفزع في منطقة كانت آمنة فحولوها ساحة حرب ، وكانت نظيفة فصار وجودهم لمدة طويلة يمثلون خطراً على البيئة .. وأظن القضية معروضة على القضاء ... ونحن في انتظار كلمة العدالة ، لعلهم يعرفونها ..


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter