بقلم: مدحت ناجي
يقول الكتاب المقدس : (ويل للعالم من العثرات.. ويل لذلك الإنسان الذي به تأتى العثرة) (مت 18: 7) (من أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي، فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر) (مت 18: 6) ، وهنا يقصد بالعثرة وهى السقطة ، وتعتبر العثرة خطية مزدوجة تقع على الذى تسبب في العثرة ، وعلى الذى أعثر في بعض الحالات ، وتكون على الذى أعثر في حالات معينة أن يشتهى امرأة جميلة وترتدى ملابس محتشمة ، فمثلاً نجد القديسة يوستينا كانت جميلة جداً واشتهاها شخصاً ما وأراد ان يستميلها بالسحر ، لكن مجرد ذكر اسمها كان يرعب الشياطين وآمن على يديها القديس كبريانوس الساحر سابقاً والاسقف لاحقاً ، لم يكن في جمال القديسة أى عثرة لهذا الشاب الذى اشتهاها وأنما العيب في داخله ، ومن هنا كانت الخطية على هذا الشاب دون يوستينا الشابة .
اننا الآن نجد ابواب العثرة مفتوحة في كل النوافذ ، في أى مكان نذهب إليه ، وغير قادرين أن نهرب منها ، فهى اصبحت موجودة في كل مكان كالهواء ، في الشارع ، في المدرسة ، وسائل الاعلام بكافة أنواعها ، في تصرفات الكبير والصغير ، مع الاصدقاء والاصحاب .
الأطفال يعثرون بسبب تصرفات الوالدين ،و الشباب يعثرون من كل ما يدور حولهم من التكنولوجيا المفتوحة ، وكل منا اصبح مصدر عثرة للأخر سواء بقصد أو بدون قصد ، لم يعد يوجد بيننا قدوة حسنة ، كل يوم نفقد قدوة في صديق ، في شخص كبير يحمل مثل عليا ، الابن يفقد القدوة في والديه ، والتلميذ يفقد القدورة في معلمه ، والمخدوم يفقد القدوة في خادمه ، والشعب يفقد قدوته في رجال الدين .
إن العثرة باتت أمراً موجوداً ونصادفها كل يوم ، لعل ما يشكل ألماً لدى هو مشكلة الحشمة بين الشباب والشابات ، وهنا أقول لكل فتاة كما علمنا قداسة البابا شنودة الثالث " إلبسى بشرط أن لا تكون ملابسك : ضيقة – قصيرة – شفافة " ، كما قال " إن البنت المحتشمة هى التى تحتشم داخل غرفتها الخاصة " ، عزيزتى ، أنتى اختى قبل كل شىء أنا لا أدينك بل أقول لك : على الأقل أن تختار ملابسك التى تحضرى بها إلى الكنيسة ، الله لم يطلب منك أن تعرضى جمالك ولحمك امام الآخرين ، ولا انتى ذاهبة إلى ملهى ليلى بل مكان بيت الرب ، مكان ليس لتكونى شاشة عرض للأخرين ، بل أن تكونى مقروءة من الله ، عفيفة ، طاهرة ، لا تجلبى لنفسك العثرة وللآخرين ، أشير عليكى بأن تقفى عند الجزار ، ستشاهدى انه : يقوم بغطاء اللحم الميت ، ولماذا؟!! حتى لا يتعرض للذباب ، مجر غطاءه يمنع وقوف الكلاب والقطط ، وإذا آثار هذا اللحم الكلاب والقطط فأنه يضطر آسفاً أن يلقى لهم ببعض اللحوم والعظام ، لذلك أسترى لحمك .
إلى الشباب ، الكتاب المقدس يقول " إن أعثرتك عينك " ، فقداسة البابا شنودة يوضح ويقول : الكتاب لم يقل وإن أعثرتك " أمرأة " بل " عينك " ، حاول أن تقدس حواسك ، فعندما يصادفك منظر ما ، فلا تدقق النظر ثانية ، فالأولى لك والثانية عليك ، أطرد كل فكر شرير .
العثرة مؤلمة على التى تصدر منه والتى أعثرته ، فقد يهلك بها الأثنان ، وقد ينجو واحد ويهلك الآخر ، لذلك فليحترس كل واحد منا .إلى هنا اعاننا الرب.