تواجه حركة 6 إبريل أصعب مواقفها السياسية بعد شيوع اتهامات لرئيسها بخيانة مبادئ الثورة والعمالة السياسية للآخرين فبعد الانقسامات التي شهدتها الحركة، تواجه الكتلة الرئيسة بالحركة وزعيمها أحمد ماهر تحديات كبيرة في إثبات المصداقية السياسية سواء من حيث التوجهات السياسية أو مصادر التمويل. وما أثار جدل عنيف داخل القوى الثورية ما بين مصدق لتلك الاتهامات ورافض لها. ما يحدث الآن جزء من آفة إعادة فرز المصريين مع أو ضد، عملية لا يمكن أن يكون لها صدا إيجابي على مساعي تحقيق الوفاق الوطني بين المصريين. 

 

إزاء تلك الاتهامات رفض أحمد سيونى المتحدث الإعلامي باسم حركة 6 أبريل ــ الجبهة الديمقراطية التي يتزعمها أحمد ماهر الحديث بهذا الموضوع، موضحًا ضرورة أن يسأل أحمد ماهر نفسه عن كل علامات الاستفهام الكثيرة التي تحوم حوله، وحول الحركة، وإيضاح ذلك لشباب الثورة والقوى السياسية والرأي العام فهو أقدر واحد لرد على ما ثار من دعاوي واستفهام. 

 

واتفقت مع هذا التوجه مي وهبه عضو اللجنة المركزية لحمله تمرد، التي رفضت الحديث في هذا الموضوع، موضحة أن هذا ليس الوقت المناسب الذي نهاجم فيه كشباب الثورة بعضنا البعض، الأمر الذي يعطى الفرصة للآخرين أن يستخدموا هذا الصراع لخدمة مصالحهم الخاصة، وإقصاء تلك القوى عن المشهد السياسي. وأضافت وهبه بدلا من البحث عن الهجوم على بعضنا البعض، والتخوين نريد من الجميع إعلاء مصلحه الوطن بهذه المرحلة الصعبة التي نمر إذ لا وقت للهجوم المتبادل بين القوى الوطنية. 

 

وفي المقابل شنت بعض القوى الثورية هجومًا حادًا على أحمد ماهر والحركة، من هؤلاء هيثم الشواف منسق تحالف القوى الثورية وعضو تنسيقية ثلاثين يونيه الذي قال: لا أحد ينكر أن هناك علاقات أمريكية قديمة مع الحركة وتحديدًا بين مؤسسة فريدم هاوس وحركة 6 إبريل، وأن ماهر نفسه له علاقات مريبة جدا - حسب قوله -بالخارج وغير واضحة أو مفهومه، ولذا أطالب ماهر والحركة بالإعلان بشفافية كبيرة ماهية ونوعية تلك العلاقة للقوى الثورية تحديدًا والرأي العام. 

 

وأضاف الشواف أن أحمد ماهر له آراؤه المتغيرة، فبعد أن قال أن ما يحدث بمصر ثورة لإرادة شعبية، عاد قال أنه انقلاب عسكري. إلا أنه أوضح أن خطورة تلك الاتهامات تنال من شباب الثورة وتشوه صورتهم بوصفهم عملاء للخارج وقد تصل لحد التخوين السياسي. 

 

وطالب الشواف كل ما لديه دليل واضح ضد أي كيان من الحركات الثورية أو اتهام لأحد شباب الثورة وحيازة أموال غير معلومة المصدر، لابد أن يقدمها مباشرة للنائب العام، حتى تتكشف الحقيقية للجميع، فمن يعمل في العمل العام عليه أن يلتزم بالشفافية، فما بالك بالعمل الثوري لشخصيات تطالب بتطهير المؤسسات من الفساد مثل أحمد ماهر. 

 

وأكد الشواف، أن 6 إبريل كان لها دور تاريخي في يوم ما وربما يكون هذا الدور سبب في الخلل الحالي، ما يظهر لماذا حدثت اتصالات بين أحمد ماهر ودول ومنظمات خارجية، ما تسبب في الهجوم على الثورة وعلى جميع النشطاء الثوريين نتجه هذا السلوك غير مفهوم. 

 

واعتبر الشواف أن الحركة تقوم على الإعلاء من شأن الكيان الخاص بها على حساب الوطن، وهذا فكر إخواني بحت ومن المفترض أن أي كيان ثوري يقوم بإعلاء مصلحه الوطن. 

 

واتفق معه محمد عطية عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية بقوله: إن حركة شباب 6 أبريل تتعرض للكثير من الاتهامات، جميعها تدور حول التخوين والعمالة والتدرب في صربيا والتمويل من منظمات خارجية مثل فريدوم هاوس وهو ما تنفيه الحركة دائمًا .إلا أن الحركة حسب توصيفه قد انتهت الآن، لم يعد لها القدرة في الحشد والتوعية وانتهى دورها إلى الأبد. وبدا ذلك جليًا بعد الانتخابات الداخلية للحركة التي استبعدت العديد من الكوادر الشبابية التي استقالات فيما بعد، وما أعقبتها من تسببها في تفتيت الأصوات وتلفيق والمزيدات بين الشباب. وقد ساعدت تلك البيئة على شيوع اتهامات التخوين والانشقاقات داخل الكوادر وشباب الحركة فلا داعي لحديث عنها الآن. 

 

وأضاف عطية، أن لا أحد ينكر تاريخ الحركة فهي حركة سياسية مصرية معارضة ظهرت سنة 2008، بجهود بعض الشباب المصري. ظهرت في الساحة السياسية عقب الإضراب العام الذي شهدته مصر في 6 أبريل 2008 بدعوة من عمال المحلة الكبرى وتضامن القوى السياسية فتبناه الشباب وبدأوا في الدعوة إليه كإضراب عام لشعب مصر.. وأغلب أعضاء الحركة من الشباب الذين لا ينتمون إلى تيار أو حزب سياسي معين. وحرصت الحركة على عدم تبنيها لأيدلوجية معينة حفاظا على التنوع الأيديولوجي داخلها ولما تفرضه ظروف مصر من ضرورة التوحد والائتلاف ونبذ الخلاف.كما أنها من الأوائل الذين دعوا للحشد وثورة 25 يناير. 

 

فيما وقفت بعض الحركات موقفًا وسطاً، إذ يرى هيثم الخطيب منسق اتحاد شباب الثورة أن حركه 6 ابريل ليست كتله صماء وليس أحمد ماهر وحده هو الحركة بل هو متحدث باسم 6 ابريل ولهم أعضاء وأرائهم مختلفة ولا يمكن أن يتهم كل أعضاء الحركة . 

 

وأضاف الخطيب أن ماهر سيظل لغزًا لا نستطيع كشباب ثوره أن نفهمه، ودلالات كلمة لغز أننا لا نستطيع أن نقول أنه غير وطني بل فيه جانب كبير من الوطنية ولا نستطيع أن نقول أنه ليس على اتصال بالخارج بل هو له عده اتصالات بالخارج. وأيضا هو لغز لمواقفه المحيرة فبعد ثوره 30 يونيه، قال ماهر أن ما يحدث في مصر ليس انقلابًا عسكريًا وكان على علاقة بالإخوان قوية، وهو من دعم الرئيس محمد مرسى في جولة الإعادة رغم أننا كشباب ثورة كنا نرفض الإخوان، وكانت مكافأته من الإخوان بذلك الوقت تعينه كأحد مستشاري الرئيس، ولكنه رفض وبعد ذلك وافق أن يكون احد أعضاء اللجنة التأسيسية بالدستور.. ولذا فهو لغز كبير مطلوب منه أن يرد على هذه الاتهامات والاستفهامات الذي تحوم حوله. 

 

وامتدت تلك الحيرة لشريحة أخرى من القوى الثورية، عبر عنها أحمد السكري عضو المكتب السياسي لحزب الغد وعضو تكتل القوى الثورية بقوله: عندما نتحدث عن حركة 6 ابريل الآن يصيبنا الدهشة هل هم مع 25 يناير وبالتبعية مع 30 يونيه أما أنهم عملاء لأمريكا والغرب ينفذون أجندة أجنبية على الأراضي المصرية.. أم أنهم إخوان قلبًا وقالبًا وخلايا نائمة الإخوان. وإذا كانوا ينتمون للتيار الثوري فكيف يصفون ثورة 30 يونيه أنها انقلاب على الشريعة كما ورد على لسان الأخ أحمد ماهر الذي قال عنه مديره في العمل المهندس ممدوح حمزة لماذا سافر ماهر إلى أمريكا 26 مرة منذ 25 يناير إلى الآن، وما هو الداعي لذلك. وهذا يوضح قرب العلاقة بين ماهر والغرب.

 

ووأضاف أنا اسأل سؤال هنا: مبارك أخذ كذا حكم بالبراءة أثناء حكم الإخوان لماذا لم تدعوا 6 ابريل إلى وقفة واحدة ضد هذا الحكم والآن يدعون للحشد والتظاهر ضد حكم البراءة على مبارك وهذا الموقف يوضح موقفهم من الإخوان دائما متفقين ومع بعض في كل تظاهرة. والشاهد من جميع مواقف أحمد ماهر هي نفس مواقف الخلايا النائمة للإخوان. 

 

وتابع: أنا هنا أتحدى احمد ماهر لو استطاع النزول إلى ميدان التحرير ولو هو كما يقول ينتمي إلى شباب الثورة ينزل للميدان. وفي المقابل عندما تتكلم جبهة طارق الخولى نسمع صوت العقل صوت الثورة وهذه الجبهة تؤمن بالتكتل مع بقية الشباب الآن في الاتحاد قوة. 

 

 

فيما سلكت قوى ثورية أخرى موقفًا مخالفاً، من هؤلاء أيمن عامر منسق الائتلاف العام لثورة يناير، الذي قال: إن هناك انفصاما في الشخصية الثورية والسياسية لبعض القادة السياسيين لحركات الثورية والأحزاب السياسية في ظل الظروف المتوترة التي تمر بها البلاد. ويرى أن الهجوم على حركة 6 ابريل تتوقف على الثبات في المبادئ وأن موقف أحمد ماهر هو تقييم لموقف وانحياز لما يراه من وجهة نظره أنه الصواب فلماذا كل من يدعم الإخوان يتهم بالتخوين كما هو الحال في تخوين محمد البرادعى وخالد داود؟. 

 

ويرد على الاتهامات الموجهة إلى الحركة، خالد المصري المتحدث الإعلامي باسم حركه شباب 6 ابريل بقوله: تحملنا من الاتهامات والمزايدات ما يفوق القدرة علي الوصف والاحتمال على مدار خمس سنوات هي عمر نضال حركتنا خلال عهود المخلوع ومجلسه العسكري والمعزول وما تبعه من استبداد جماعة الإخوان واستغلال ما اعتقدناه بكونهم شركاء نضال لأجل الوطن وحريته وكرامة أبنائه. 

 

وأضاف أننا الآن نمر في أيام عصيبة على وطن ينزف الدم ويصارع إرهابا لم يشهد مثيله علي مدى تاريخه العتيق. ولا أحد ينكر ثورة مجيدة كنا نحن أحد أسبابها، وأننا لم نكن يوما أداة لأي سلطة أو حكرًا لوصاية أي فصيل، كنا وسنظل حكرًاً لشرف هذا الوطن و حريته وكرامته وبوقاً لعلو شأنه وشأن أبنائه. 

 

وأوضح المصري، عندما نادينا بحرمه الدم كان همنا الأول هو المواطن وقداسة دمه من مبدأ انتمائنا للإنسانية والدين والحق. حيث يدمي قلوبنا ما نعانيه من هجوم لا مبرر له ولا سند وليت من يدعونه ينطقون بما هو حق بل باطل مقصده التربص بأبناء وطن قضوا سنوات في النضال ودفعوا العزيز والغالي لأجل عزه شأنه ورفعه أبنائه. 

 

ويتعجب المصري متسائلا: كيف يمكن أن تصدقوا أفواها طالما نطقت بالظلم والعداء والافتراء علي ثورتنا. وحرضت علي متظاهري يناير الشرفاء وإعلاما صنيعة نظام سقط ورموزه هم أنفسهم من رموز إعلام النظام السابق..؟ 

 

وأضاف أيضًا كيف يصدق الرأي العام هذه الاتهامات دون سند أو دليل أو برهان مشيرا أن هذه الادعاءات يتم تكرارها منذ سنوات ولم يأت أحد حتى الآن بدليل إدانة قاطع واحد يثبت صحة ما يقال عن الحركة. 

 

ويرى المصري أن محاولات تشويه الحركة، نهج مخطط لإقصائنا نحن شباب يناير الشرفاء من ساحة النضال الوطني والتي كانت لنا شرفا لا استحقاق. واتهم في ذلك الإعلام الخبيث الذي يشوه الحركة ويشكك في صدق نوايانا ويسعي إلي تقسيم جبهة شباب وشرفاء هذا الوطن. مؤكدًا أن الحركة تنادى دائما بالسلمية وانتهجنا اللاعنف، كان هذا مبدأنا بالكفاح والمقاومة كما ندين الإرهاب.. ندينه إدانة قاطعة لا مراوغه فيها و لا مزايدة أو متاجرة بدم. 

 

وقال المصري إن 6 ابريل وشبابها خرجت فقط للعمل لما نراه صالح الوطن ولم ولن نستسلم مهما تكالبت المحن ولا يغرنكم صبرنا وتروينا فنحن نؤمن بقوه منطقنا وليس بمنطق الأفواه الزاعقة أفواه الكذب والافتراء. كنا دوما نصطدم بمن يعلي مصلحة شخصه أو تياره أو جهته الأمنية ويوليها أهميه عن مصلحة الوطن ويدفع لجر الحركة لمسار وفقا لما يرتئيه فقط وهو ما أدى لتعدد جبهات تنتحل اسم حركة شباب 6 ابريل ظنا منه أنها غنيمة قنص أو صيد سهل يحقق بها أهدافه.. ولكن تبقى حقيقة واحدة أن الجميع طامع في سرقه نضالنا وبقينا نحن ثابتين صامدين لا نتزحزح عن مبادئنا ولا يثبط عزمنا جاهل جهول أو طامع متآمر 

وناشد المصري كل من يوجهون لحركة 6 أبريل اتهامات أن لا ينسوا أنهم أبناء ميدان واحد تقاسمنا طعامنا وأمالنا ووقفنا في وجه الاستبداد واجهنا الموت وصارعنا المجهول معا وطالبهم أن لا يدعوا أدعياء النضال والثورة المضادة يفرقوا صفنا.. فما بينا لا ينقضي ولا ينتهي طالما تنبض قلوبنا بحب هذا الوطن.