الأقباط متحدون - «دلجا».. قرية فى محرقة الإخوان
أخر تحديث ٠٣:١٢ | الأحد ٢٥ اغسطس ٢٠١٣ | ١٩ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٢٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

«دلجا».. قرية فى محرقة الإخوان

دلجا
دلجا

 لم يكن أهالى قرية «دلجا»، الواقعة بالظهير الصحراوى غرب مدينة ديرمواس فى المنيا، يتوقعون أن فرحتهم ببيان الفريق أول عبدالفتاح السيسى، النائب الأول لرئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، يوم الأربعاء ٣ يوليو الماضى، ستدوم طويلاً، فما كاد أبناء القرية من المسلمين والأقباط يتبادلون التهانى، بعد الانتهاء من سماع البيان، الذى تضمن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، حتى خيم شبح العنف على القرية، وبدأت عمليات البلطجة والسطو على الكنائس ومنازل الأقباط وسرقتها، تحت ستار «الإسلام» وحماية الشرعية، وشهدت الساعات الأولى، عقب البيان، اقتحام مبنى خدمات، تابع لكنيسة مار جرجس الكاثوليك، وتعرضه للسرقة والنهب، ومحاولة اقتحام كنيسة نهضة القداسة، «الإصلاح»، وتهشيم واجهتها، عقب قيام المواطنين بتشكيل لجان شعبية، لحمايتها وباقى الكنائس، لتظل القرية على صفيح ساخن.

 
وكرر البلطجية السيناريو ٣ مرات، ففى اليوم الثانى، ٤ يوليو، حاولوا اقتحام الكنائس، ما تسبب فى مقتل شاب مسلم وإصابة ٦ آخرين، عقب ذلك، عاد الهدوء إلى القرية حتى إعلان فض اعتصامى رابعة العدوية ونهضة مصر، فى ١٤ أغسطس الجارى، فتم اقتحام كنيسة دير الأنبا إبرام والسيدة العذراء، الأثرية، وسرقة محتوياتها، وطالت السرقة الأبواب والشبابيك، وحرق أكثر من ١٨ منزلاً، وتمت سرقتها، وفشل اقتحام كنيسة نهضة القداسة.
 
وفى يوم الجمعة، ٢٣ أغسطس الجارى، رفض البلطجية دخول الجيش والشرطة، لإعادة الأمن والاستقرار، وأطلقوا الأعيرة النارية، وقاموا بالاشتباك معهم، مما دفع الجيش إلى الاستعانة بالطائرات الهيلكوبتر.
 
وكشف أهالى القرية أن بلطجية مسجلين خطرا دخلوا القرية يرفعون صور المعزول ولافتات دعم الشرعية وهم يرددون هتافات: «إسلامية.. إسلامية»، و«بالروح بالدم نفديك يا إسلام»، مؤكدين أن البلطجية ينتشرون فى القرية والقرى المجاورة والنجوع، لترويع المواطنين والأقباط، قبل وبعد ثورة ٢٥ يناير، واستولوا على أراض زراعية، وخطفوا أطفالا ورجالا ونساء أقباطا، للمطالبة بفدية.
 
وكشفت قيادات دينية أن البلطجية تربوا وعاشوا على أيدى قيادات أمنية سابقة، مما دفعهم إلى البطش بالمواطنين، وطالبوا بإرسال حملات، للقبض على الهاربين فى الجبال ومن يروعون المواطنين تحت ستار الإسلام.
 
قال جمال حسين زكى، ٤٧ سنة، جزار، إن الأحداث بدأت، عقب إعلان سقوط الرئيس المعزول مرسى، حيث استغل البلطجية المسيرات التى نظمتها جماعة الإخوان المسلمين وأنصار المعزول فى اقتحام الكنائس، وإشعال النيران بها، وسرقة محتوياتها، وسرقة منازل الأقباط، مشيراً إلى أن البلطجية من خارج القرية، وتم تشكيل لجان شعبية من أهالى القرية، لحماية الكنائس، والحفاظ عليها، عقب اندلاع تلك الأحداث، وما ساعد على ذلك أن نقطة الشرطة لا تعمل حتى الآن، عقب إخلائها، يوم الأربعاء ١٤ أغسطس، ومطالبا بإعادة الأمن إلى القرية.
 
وأضاف ماهر إسحق زكى، ٢٥ سنة، أن القرية شهدت، منذ إعلان إسقاط المعزول، حرق، وسرقة ١٨ منزلاً لأقباط من خلال البلطجية الذين اخترقوا القرية من النجوع والقرى المجاورة، مستغلين مسيرات الإخوان، واستهدفوا الأقباط، دون غيرهم من أبناء القرية، مما دفع بالمسلمين إلى تشكيل لجان شعبية، لحراسة الكنائس ومنازل الأقباط التى تتعرض للاعتداءات.
 
وأشار إلى أن عمليات إشعال النيران واقتحام الكنائس والمنازل حدثت فى شارع العبيد لاقتحام كنيسة نهضة القداسة، «الإصلاح»، التابعة للطائفة الإنجيلية، ثم غرب البلد، واستهدفت الكنيسة الإنجيلية المشيخية، ثم مدخل البلد، واستهدفت مار جرجس، الكاثوليكية، مطالبا بإعادة الهدوء والأمن إلى القرية.
 
وقال ميلاد فرج حلمى، ٣٥ سنة، كهربائى، إن عائلتى العسايفة والجزارين المسلمين وقفوا بأبنائهم، لحراسة الكنائس ومنازل الأقباط، وإن البلطجية استغلوا المسيرات، وحرقوا الكنيسة الأثرية، وحاولوا الحفر بالقرب منها، بحجة أنها مقامة على كنز أثرى.
 
وأضاف سعيد فهمى عبداللطيف، ٧٠ سنة، مزارع: «حرصت على المشاركة فى اللجان الشعبية، لحراسة كنيسة نهضة القداسة، (الإصلاح)، مع أبناء القرية، والمثير أن القرية لم تتعرض طوال الأعوام الستين الماضية لأى أعمال عنف بين مسلمين وأقباط إلا اندلاع الأحداث السياسية وثورة ٣٠ يونيو»، مؤكدا أن الأهالى متضامنون ومتعاونون فى الحفاظ على أمن وسلامة منازلهم، دون النظر إلى هل هى ملك لمسلمين أم أقباط.
 
وكشف فتحى عبدالعال، ٤٨ سنة، أن الأحداث تجددت بقوة، عقب إسقاط مرسى، وفض اعتصامى «رابعة العدوية والنهضة»، وأدت إلى مقتل اثنين من المسلمين والأقباط وإصابة ٦ مواطنين على أيدى البلطجية، لافتاً إلى أن أعضاء الجمعية الشرعية يحصرون منازل الأقباط التى حرقت، لإعادة ترميمها، وعودة أهلها إليها.
 
وطالب أشرف عبدالصبور عبدالرحمن، ٤٠ سنة، عامل بمدرسة، وعبدربه شحاتة عبدالمالك، ٢٥ سنة، الشرطة والجيش بإعادة الاستقرار إلى القرية بدلا من تعرضهم للترويع على أيدى البلطجية، المستغلين المسيرات السلمية.
 
ودعا الدكتور حسن كحيل، رئيس الجمعية الشرعية بالقرية، رموز الدين الإسلامى والمسيحى وكبار العائلات بالقرية إلى عقد جلسة مصالحة يتم خلالها حصر منازل الأقباط والكنائس التى تعرضت للخراب والدمار، وكشف عن وجود بلطجية مسجلين خطرا بالقرية والقرى والنجوع المجاورة استغلوا الأحداث بتنظيم مسيرات وهمية رفعوا خلالها صور مرسى ولافتات تأييد الشرعية، للاستيلاء وسرقة ونهب الكنائس ومحال الأقباط، وامتد الأمر إلى فرض إتاوات على الأقباط، بحجة حراسة منازلهم وكنائسهم.
 
قال القس عصام رمزى أمين، راعى كنيسة نهضة القداسة، «الإصلاح»: «فوجئنا، عقب بيان عزل مرسى، باقتحام أفراد مبنى الخدمات، التابع لكنيسة مار جرجس، التابعة للطائفة الكاثوليكية، ومحاولة اقتحام كنيسة نهضة القداسة، وتهشيم واجهتها، وفى اليوم الثانى، ٤ يوليو، تكررت المحاولات باشتباكات مع المواطنين نتج عنها مقتل مواطن مسلم وإصابة ٦ آخرين، وفى ١٤ أغسطس، عقب إعلان فض اعتصامى (رابعة والنهضة)، تم اقتحام كنيسة دير الأنبا إبراهيم وكنيسة العذراء الأرثوذكسية، وسرقتها، ونهبها، ومحاولة اقتحام كنيسة الإصلاح مرة أخرى، لكن المواطنين قاوموهم، وتمكنوا من حرق، وسرقة، ونهب ١٨ منزلا لأقباط بالقرية، وتكرر السيناريو، للمرة الثالثة، الجمعة ٢٣ أغسطس، بإطلاق أعيرة نارية على الجيش والشرطة، أثناء قدومهم إلى القرية».
 
وأضاف أن القرية بها ٥ كنائس ومبنى خدمات وهى: الأنبا إبرام والعذراء، الأرثوذكسية، ومار جرجس، الكاثوليكية، ونهضة القداسة، «الإصلاح»، الإنجيلية، والكنيسة الإنجيلية المشيخية وكنيسة الإخوة البلاميس، بالإضافة إلى مبنى الخدمات، التابع لكنيسة مار جرجس.
 
وأشار إلى أن البلطجية مازالوا يترددون على دير الأنبا إبرام والسيدة العذراء، بحجة البحث عن آثار، والتنقيب عليها أسفل التربة، لكون الكنيسة أثرية، فهى مقامة منذ أكثر من ١٦٠٠ سنة تقريبا.
 
قال الأنبا أغابيوس، أسقف الأقباط الأرثوذكس بمركز ديرمواس، إن القرية من المناطق شديدة الأحداث، حيث يسكن بها أكثر من ١١٠ آلاف من المواطنين المسلمين و١٥ ألفا من الأقباط، وإن ما حدث كان، عقب سقوط مرسى، حيث تعرضت الكنائس للحرق، والسرقة، حتى امتد الأمر إلى سرقة الأبواب والشبابيك والمقاعد والمراوح وأجهزة الكمبيوتر داخل الكنائس. وأضاف أن الشكل الظاهرى للأحداث يوحى بأنهم الإسلاميون والأساسى يوحى بأنهم البلطجية الذين استغلوا اسم الإخوان بالاندماج فى المسيرات والمظاهرات، ونفذوا عمليات السطو والسرقة، وحمَّل مسؤولين سابقين بالأمن مسؤولية الأحداث، لرعايتهم البلطجية وحمايتهم فى فترات سابقة.
 
وطالب الأنبا أغابيوس المسؤولين بحصر الكنائس والمنازل التى تعرضت للحرق والسرقة والنهب بإعادة بنائها وترميمها، والضغط على رجال الأعمال، للمشاركة فى هذا العمل الخيرى.
 
وقال العقيد خميس أبوالفضل، المستشار العسكرى للمحافظة، إنه سيتم عقد اجتماع للقيادات الأمنية والجيش، بحضور المحافظ، الدكتور صلاح الدين زيادة، واللواء عبدالعزيز قورة، مدير الأمن، واللواء على سلطان، مدير البحث الجنائى، لدراسة إعادة انتشار الجيش والشرطة بمركز ديرمواس، والقبض على الخارجين على القانون، مؤكدا نجاح رجال الجيش فى السيطرة على الأحداث، وإعادة الهدوء إلى مدن وقرى المحافظة.
 
من جانبه، أعلن المحافظ اللواء صلاح الدين زيادة أن أولى أولوياته عودة الهدوء إلى أبناء المحافظة، مسلمين وأقباطا، والقضاء على ما يسمى «الطائفية»، مشيراً إلى أن الظروف الراهنة جددت الأحداث بين الجانبين، فى ظل استغلال المسيرات المؤيدة للمعزول، وانتشار البلطجية.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.