الأقباط متحدون - سر وفاة «توت عنخ آمون»
أخر تحديث ٢١:٣٤ | الجمعة ١ نوفمبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٢٢ | العدد ٣٢٩٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

سر وفاة «توت عنخ آمون»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

وجهت دراسة حديثة أجراها الخبير الأثري الدكتور أحمد صالح مدير عام آثار أبوسمبل، أصابع الاتهام للقائد العسكري "حور محب" في اغتيال الملك توت عنخ آمون أثناء نومه، معضدا ذلك بالأحداث والدلائل التي تؤكد أن القائد "حور محب" هو الوحيد المستفيد من اختفاء العائلة الآتونية كلها حيث بدأ في محو ديانة آتون وإخناتون.

وأكد الدكتور أحمد صالح أنه في الذكري الـ"91" لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في الرابع من نوفمبر 1922 ما زالت هناك أسرار لم تكشف بعد عن الملك الصغير، مشيرا إلى أنه قام بإعداد دراسة كاملة بعنوان "رؤية جديدة في حياة وموت الملك توت عنخ آمون"، "سوف تنشر قريبا في كتاب عن الغموض الذي حدث في عصر الملك توت عنخ آمون.

وكشف صالح أن جسد الملك تعرض للفحص أربع مرات في أعوام "1925 و1968 و1972 و2005" ما يجعله أكثر ملوك مصر تعرضا للفحص الجسدي وأكثر من تقنية طبية طبقت عليه، وبالرغم من ذلك لم يتم الجزم بأسباب وفاته.

وأشار إلى أن ملامح الأشعة السينية التي أخذها البريطاني رونالد هاريسون عام 1968 للمومياء هي مفتاح حل سبب موت توت عنخ آمون، حيث أظهرت تلك الأشعة وجود بروز أعلي العنق في المنطقة الخلفية للرأس، ووجود انخفاض دائري بجوار الأذن اليسرى عليه بقعة دم متجلطة، ما يعني أن الملك تعرض للاغتيال بالضرب بآلة أو عصا أثناء نومه.

ورفض "صالح" قبول السبب الذي نشرته الجمعية الجغرافية الأمريكية عام 2005 بأن السبب في موت الملك توت عنخ آمون حادثة عربة أدت إلى كسر مضعف بالركبة وتسمم الجرح ما أدى إلى وفاته، معللا ذلك بأن الملك توت عنخ آمون كان يعاني طوال حياته من التقوس في عموده الفقري، وأن الجرح الذي أشار إليه فحص 2005 هو كسر حدث بعد وفاة الملك وحدث على يد المكتشف هوارد كارتر والطبيب دوجلاس دري أثناء نزعهما للجسد من التابوت.

وقال صالح إن توت عنخ آمون جلس على العرش وعمره عشر سنوات وكانت زوجته تكبره بأربع سنوات، ولا يمكن لأطفال في مثل عمريهما أن يكونا مؤثرين في أحداث في دولة بحجم مصر في وجود خال أبيهما المستشار ورجل الدين "آي" والرجل العسكري المخضرم "حور محب"، وبالتالي فإن ما حدث في عهد توت عنخ آمون هو من صنيعة هذين الرجلين.

ورأى الدكتور أحمد صالح أن الملك توت عنخ آمون أجبر على الانقلاب على ديانة إخناتون، ولم يكن يرغب في ذلك وأن الذي أجبره على ذلك هو الرجل العسكري القوى "حور محب " والذي فرض على توت عنخ آمون ترقيته إلى القائد العام للجيش وهو منصب من مناصب الملك، وذكر حور محب ذلك على مقبرته في سقارة، موضحا أنه عند وفاة الملك كان حور محب يحمل ألقابا مهمة مثل "ربعت" و"أدنو" وهما لقبان يترجمان بالوريث الملكي ونائب الملك، ما يعني أنه كان يمهد له بأن يتولى العرش بعد الملك توت عنخ آمون.

وأضاف أن الملك توت عنخ آمون مات فجأة، ولم يكن مصابا بمرض، وقبلها اختفي أعضاء أسرته بشكل دراماتيكي دون تفسير، فاختفي إخناتون الأب، واختفت نفرتيتي الزوجة، واختفت كل بنات إخناتون ونفرتيتي دونما تفسير، متسائلا: هل هناك مرض خطير أودي بحياة هذه الأسرة أم أن الحياة السياسية والدعوة الدينية الخاصة بإخناتون هما السبب في اختفاء أسرة بكامل أعضائها؟.

وأكد خبير الآثار أن زوجة الملك توت عنخ آمون كشفت في رسائلها التي أرسلتها إلى الملك الحيثي "شوبيلوليوما الأول" أن زوجها توت عنخ آمون تعرض للاغتيال ولكن بشكل غير مباشر في نصوص الرسائل، وقالت إن زوجها نبهورريا (نب خبر رع وهو اسم توت عنخ آمون) مات، وقالت للملك الحيثي إنها تريد الزواج من أحد أولاده وأنها خائفة ولا ترغب في الزواج من رعاياها، وبعد أن تأكد من صدق نوايا الملكة الأرملة أرسل ابنه زانانزاخ والذي قتله القائد العسكري حور محب على الحدود المصرية قبل أن يصل إلى القصر الملكي.

وذكر أنه في النهاية أجبرت على الزواج من خال أبيها ورجل الدين "آي" وعثر على خاتم واحد فقط غير مؤرخ يربط بين اسمها وبين اسم "آي" وهي تحمل على الخاتم لقب الزوجة الملكية ولكنها لم تظهر مع "آي" في أي مناظر تشير إلى أنها زوجته وهذا يعني أنها ماتت في أوائل حكمه.

وأضاف أن الملك توت عنخ آمون مات ودفن ما بين منتصف شهر أبريل إلى أوائل شهر مايو عام "1324 ق. م"، وحدد هذا التاريخ اعتمادا على اللفائف والتوابيت من أكاليل وبوكيهات أزهار التي ألقاها المشيعون يوم دفن الملك ولأن التحنيط يأخذ مدة تبلغ سبعين يوما ولذا فإن الملك مات في شهر ديسمبر "1323 ق.م".

وأوضح أنه من الملاحظ أن القائد حور محب لم يظهر في منظر دفنة الملك توت عنخ آمون والمسجل بمقبرة الملك الصغير، وحضر 8 أفراد فقط مراسم دفن الملك وهم أرملة الملك ورجل الدين "آي" بصفته خليفة الملك، والوزيران "وسر منتو وبنتو" وغير مؤكد الأربعة الأفراد الآخرين، كما يلاحظ أيضا أن الحملتين العسكريتين اللتين أرسلهما توت عنخ آمون إلى النوبة وسوريا كانتا بإيعاز من قائد الجيش حور محب من أجل استعادة الاستقرار بعد الدعوة الدينية لإخناتون.

وأشار إلى أنه لم يكن حور محب ليستطيع أن يجلس على عرش مصر، وترك رجل الدين "آي" والقريب من العائلة الملكية لتوت عنخ آمون، يجلس على العرش، وحاول أن يسيطر على أركان الدولة تماما، ونجحت خطته بعد وفاة "آي" بعد أن جلس الأخير أربع سنوات في الحكم، وصار حور محب أول قائد عسكري ينجح في أن يكون حاكما لمصر.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.