تحرير: أماني موسى
نشرت جريدة "الفجر" تحقيق مطول عن ملف اختيار البطريرك على مر العصور ، منذ نشأة الكنيسة وحتى الآن.
وتناول التحقيق بدءًا من انتشار المسيحية في مصر على يد الإنجيلي "مرقس" الذي بدأ بشارته من مدينة الإسكندرية من بيت الإسكافي الوثني إنيانيوس والذي إستضافه في منزله بعد إيمانه بالمسيحية وبدأت الكرازة من داخل منزل إنيانوس الذي أصبح البطريرك الأول بعد مارمرقس الرسول ليتم تأسيس الكنيسة الاولى عام 64م.
و ظلت الاسكندرية من القرن الأول الميلادي حتى القرن الحادي عشر الميلادي هي مكان ومقر الكرسي البطريركي، وكلمة "بطريرك" تعنى "أب الآباء" أو "رئيس الآباء".
*إختيار البطاركة في الكنيسة الأولى :
أوضحت الجريدة إن طرق إختيار البطريرك تنوعت على مر العصور، فهناك من تولىَ مهام البطريركية بترشيح من البطريرك الذي سبقه. إلى أن أصبحت القرعة الهيكلية هي التي تحدد اختيار البطريرك، ولكن القرعة الهيكلية إلى الآن لازالت بين مؤيد ومعارض، وإستخدم الأقباط نظام القرعة الهيكلية بناء على سند من الكتاب المقدس بعهديه مثل :
*القرعة كانت تستخدم لفض المنازعات مثل : " تُلْقَى الْقُرْعَةُ فِي الْحِضْنِ، وَلَكِنَّ الْقَرَارَ مَرْهُونٌ كُلُّهُ لأَمْرِ الرَّبِّ" ( أمثال 16 : 33) , " تَفْصِلُ الْقُرْعَةُ فِي الْخُصُومَاتِ وَتَحْسِمُ الأَمْرَ بَيْنَ الْمُتَنَازِعِينَ الأَقْوِيَاء ( أمثال 18 : 18) .
*القرعة كانت تستخدم في إجراء الطقوس مثل : " وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى ٱلتَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ" (لاويين 16 :8) .
كما تجلى إستخدام القرعة في تاريخ النواة الاولى للكنيسة، حيث ظهر ذلك في طريقة إختيار التلميذ الثاني عشر بدلاً من يهوذا الاسخريوطي، فتم ترشيح متياس ويوسف الذي دُعي برسابا وبعد الصلاة وإجراء القرعة تم إختيار متياس ليصبح التلميذ رقم 12 بدلاً من الخائن يهوذا الاسخريوطي .
معارضي القرعة الهيكلية:
لاقت القرعة الهيكلية هجومًا من البعض مثل الأنبا بفنتيوس أسقف سمالوط الذي أكد في كتابه "حتمية النهوض بالعمل الكنسي" إنها مختلقة ولا أساس لاهوتي أو عقائدي ولا يوجد نص قانوني كنسي يبرر إجراء مثل هذه القرعة، ولا يمكن إيقاف عقلنا عن التفكير السليم الذي يكون بالصلاة وإرشاد الروح القدس، الذي يعمل في إظهار من يحصل على أكثر أصوات للمؤمنين.
وعن لائحة 57 وتعليق البابا شنوده عليها قالت الجريدة: إن اللائحة نصت على عدد محدد الذين لهم حق التصويت في كشوف، ولكنها أيضًا لاقت هجومًا عنيفًا وعليه أصدر المجلس الملي بياناً رسمياً حول إتفاق اللائحة مع الانجيل والمطالبة بعدم تغييرها والتمسك بها وكان ذلك عام 2009.
وكان قد صرح مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث قبل سفره بساعات إلى الولايات المتحدة فى رحلة علاج بأنه لن يسمح بتعديل لائحة انتخاب البطريرك.
وعن اختيار البابا تواضروس بطريركًا للأقباط الأرثوذكس أردفت الفجر : إنه بعد نياحة البابا شنودة الثالث قامت الكنيسة بإحراءات إختيار البطريرك القادم ، وفي يوم الاثنين الموافق 29 أكتوبر 2012، وبعد صوم شعب الكنيسة ثلاثة أيام صوم من الدرجة الأولى ، أُجْرِيَت الانتخابات البابوية في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لاختيار ثلاثة آباء من الخمسة الموجودين بالقائمة النهائية للمرشحين، وذلك بناءاً على عدد الأصوات.
وقد انتهت الانتخابات باختيار كل من: الأنبا رافائيل (حصل على 1980 صوتاً)، الأنبا تواضروس (حصل على 1623 صوتًا، أي في المركز الثاني)، القمص روفائيل آفامينا (حصل على 1530 صوتًا).
وقد حصل الأنبا تواضروس على تذكيات للبطريركية من آباء أساقفة من داخل وخارج مصر، وبعدها تم إقامة قداس القرعة الهيكلية يوم 4 نوفمبر 2012، ووقع الاختيار الإلهي على الأنبا تواضروس البالغ من العمر 60 عاماً، حيث قام الطفل "بيشوي جرجس سعد" (6 سنوات) طفل القرعة الهيكلية بسحب الاسم من بين الثلاثة أسماء وهو مُعْصَب العينين، بحضور اللواء ماهر مراد، مساعد وزير الداخلية حسبما تقتضي لائحة عام 1957.