الأقباط متحدون - الكوته القبطيه و المواطنه
أخر تحديث ٠١:١٨ | الأحد ١٠ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ١ | العدد ٣٣٠٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

الكوته القبطيه و المواطنه

صوره تعبيريه
صوره تعبيريه
نادر فوزى
 
ارتفعت اصوات الاقباط والاقليات فى مصر مطالبه بكوته فى البرلمان   . والكوته هى حصه محدده لمقاعد فى البرلمان تقتصر على فئه محدده ينص عليها الدستور ودائما يكون السبب هو حرص المشرع على تمثيل تلك الفئه فى البرلمان خصوصا عندما تعجز هذه الفئه عن الوصول لتلك المقاعد من خلال الانتخابات الحره .
 
والكوته ليست جديده على البرلمان المصرى ففى بدايه ثوره 23 يوليو حرص المشرع على تخصيص نصف البرلمان المصرى للعمال والفلاحين ومازلنا نحتفظ بتلك الكوته حتى الان وكان السبب ان العمال والفلاحين مهمشين خلال حقبه الملكيه وكان من الصعب وصولهم لمقاعد فى البرلمان وفى اواخر عهد مبارك تم تخصيص كوته للمرأه بحوالى ستون مقعد فى البرلمان وكان ذلك  لمحاوله ايجاد توازن فى مقاعد البرلمان بين الرجل المسيطر على البرلمان والسيدات الذين يمثلون اكثر من نصف المجتمع .
 
واليوم ومصر تكتب دستورها الجديد بدأت اصوات الاقباط يطالبون بكوته لا تقل عن خمسون مقعدا فى البرلمان الذى يتجاوز عدد مقاعده الخمسمائه وهى نسبه عادله تعادل عشره بالمئه من المقاعد الكليه .. وكان السبب الرئيسى ان التجارب البرلمانيه السابقه اثبتت فشل وصول اى قبطى للبرلمان عن طريق الانتخاب الحر وطبعا الجميع يعلم ان الشحن الطائفى وانتشار الجهل والاميه واللعب على الوتر الدينى لا يمكن اى قبطى او نوبى او حتى سيده من النجاح ولذلك احجم الكثير من الاقباط عن محاوله حتى الترشح للانتخابات
.
ان مشكله الانتخابات فى دوله تتجاوز نسبه الاميه فيها الاربعون فى المئه فى الحضر وتزيد لتصل اكثر من سبعون فى المئه فى محافظات الوجه القبلى تجعل التجربه الديموقراطيه كلها مسأله فاشله ولقد رأينا فى الاستفتاءات الاخيره ان الاسلام السياسى يستخدم ورقه الدين للوصول الى اهدافه واصبحت نتيجه الاستفتاء تدل على قدره الاسلام السياسى فى الحشد واصبحت منابر الجوامع وخطب الجمعه هى العامل الوحيد لنجاح او فشل اى استفتاء او انتخابات ..وفى ظل هذا التوجه غاب عن الانتخابات البرامج الانتخابيه وهى العمود الفقرى لمفهوم الديموقراطيه وحل محلها القبليه والتطرف الدينى .
 
ان التوزيع الجغرافى للاقباط فى مصر يتسم بالتوسع والانخراط فى كل المجتمع وليس هناك اماكن تجمعات قبطيه او جيتو قبطى بالمصطلح العام مما يجعل انتخاب قبطى مسأله فى منتهى الصعوبه ان لم تكن مستحيله .. وعدم وجود اقباط ممثلين عن شريحه كبيره فى المجتمع يخلق حاله من حالات الاحتقان الطائفى مما يجعل الاقباط يشعرون بالتهميش ويدفعهم للتقوقع على نفسهم ورفض  للمجتمع الظالم الذى لايمثلهم  وهذا امر فى منتهى الخطوره لاى مجتمع  وخصوصا للمجتمعات التى تمر بمرحله اعاده بناء مثل المجتمع المصرى .
 
والمطالبين بالكوته القبطيه يرون ان لابد ان ينص الدستور على تخصيص كوته للاقباط لمرحله انتقاليه لاتقل عن ثلاث دورات كامله للبرلمان يتم خلالها تنقيه المقرارات التعليميه وتغيير الخطاب المجتمعى نحو المواطنه والحد من عوامل الفتنه الطائفيه كما ان لابد للازهر من يقوم بتنوير المجتمع وتنقيه الخطاب الدينى من التطرف ورفض وتكفير الاخر وهذا الامر يستغرق سنوات كما ان الخطاب الاعلامى لابد ان يسير فى هذا الاتجاه لتأهيل المجتمع على ان اختيار نواب البرلمان يكون على اساس مؤهلاتهم وبرنامجهم الانتخابى وليس على ايمانهم او لونهم او عرقهم ..
 
اما عن الاقباط الذين يرفضون الكوته خوفا على المواطنه فأقول لهم  ان نجيب ساويروس لو رشح نفسه امام عامل بوتجاز لخسر بجداره بسبب كونه قبطى .. وان الكوته تؤسس لفكره المواطنه وليس العكس فالمواطنه ان نرى المسلم والمسيحى يتجاورون فى مقاعد البرلمان وليس من المواطنه ان نرى ان المجلس اسلامى بحت سوى من خمسه او سته اقباط معينون لايمثلون الاقباط من اساسه .. دعونا من الاحلام والاوهام  ولنحاول ان نبنى مصر الحديثه التى لابد من ان يشارك فى بنائها كل ابنائها وليس فئه واحده حتى ولو كانت اغلبيه 
 
فمصر تحتاج لكل سواعد المصريين وليس المسلمين فقط ولابد ان تعلوا الاصوات عاليه اليوم قبل الغد مطالبه بكوته للاقباط فهل يجتمع الاقباط والمسلمين على هذا الطلب العادل والعاجل قبل فوات الاوان 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter