الأقباط متحدون - سلامة قلبك
أخر تحديث ٠٩:٣٥ | الاثنين ١١ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٢ | العدد ٣٣٠٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

سلامة قلبك

الأستاذ صلاح دياب، مؤسس جريدة «المصرى اليوم»
الأستاذ صلاح دياب، مؤسس جريدة «المصرى اليوم»

ها قد دخلت يا سيدى عضوا فى نادينا.. نادى جراحة القلب المفتوح الذى يتعرف أعضاؤه على بعضهم البعض صيفا أكثر منه شتاء، فندبة الخياطة الطولية التى يخلفها مبضع الجراح فى القفص الصدرى لضم الضفتين يداريها مع شهور البرد البلوفر والكرافتة والكول الفراء والصديرى الصوف والشال الأنجوراه.. و..لابد أنك قد سمعتها تلك العبارة التى تقال على سبيل التشجيع، مغلفة بقشرة من زيف الحسد بعد العملية: أيوه يا عم خلاص وبقينا ع الزيرو!! هنا بالذات أسدى إليك نصيحة من عضوة قديمة فى ناديك الجديد: ألا يصعب عليك حالك، أو تروى بحسرة عن كشف الممنوعات المطلوب منك تفاديها لنهاية العمر، وأولها جميع أنواع الجبن إلا القريش منه، والسجائر والسهر والإجهاد والتفكير والتكدير والمرور من خلال البوابات الإلكترونية إلخ.. إلخ.. المهم الأخذ بتلابيب ذلك الزيرو لتعيش حياتك كأنك تعيش أبدا لتكمل مشوارك الخلاق فى ترسيخ دعائم صحافة مصرية حديثة ورائدة ونظيفة تقول للأعور فى عينه يا أعور، وتقول لكل من مد يده لخير الوطن تسلم الأيادى.

 الأستاذ صلاح دياب، مؤسس جريدة «المصرى اليوم»، إذا ما كانت صناعة الكلمة المكتوبة عمله وعالمه - وقد ورث جيناته عن جده الكاتب والصحفى والمفكر الكبير الراحل توفيق دياب - الذى يجذب إليه الآلاف المؤلفة من القراء، إلا أن من لم يسعده حظه بالاستماع الشخصى إلى حديثه الطلى يكون قد فاته الكثير من دفقة الجذب والسحر وخفة الظل.. ومازلت أذكر روايته فى كيف حظى برضاء والده الذى لا يقبل على كرامته أن يدفع له كائنا من كان مليما واحدا من نفقاته، ولبعد المسافة الزمنية والاقتصادية بين الوالد والابن، ظل الأب يسأل ابنه «صلاح» المصاحب له عن تكاليف الجراحة الكبيرة التى أجريت له، فاستأذنه الابن فى تأجيل تناول المسألة لحين ركوب طائرة العودة ليكون قد انتهى تماما من تدوين كل بنود الصرف، حيث دوّن كشفا خاصا بالجنيه المصرى - بعد زعم التحويل - لا يخرج فيه سعر فتح غرفة العمليات فى المستشفى العالمى عن خمسة عشر جنيها، وأجرة الجراح العالمى عن خمسين جنيها، وطاقم التخدير عن ثلاثة عشر جنيها، وحجز غرفة الإقامة والنقاهة عن ثلاثة وثمانين جنيها فقط لا غير.. ويخرج الوالد الشامخ الوقور نظارته ليراجع بنود الكشف، ويطرح كل الأسئلة، ومنها الاطمئنان عما إذا ما كان المبلغ المذكور قد ضم جميع الإكراميات والتنقلات، وأخيرا يعيد للابن جميع ما أنفقه عليه، متنهدا بارتياح من لم يعد هناك، كائنا من كان، له فضل عليه حتى ولو ابنه ومن صلبه.. و..متشكر يا صلاح.. العفو يا بابا.. وترتاح الأجيال بلا صراع!.. وسلامتك يا صلاح.. سلامة قلبك.

نقلاً عن صحيفة الأهرام


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع