الأقباط متحدون - مع إحترامي العميق لكل النشطاء والمفكرين الاقباط .. ولكــــن ؟
أخر تحديث ٠٢:٠٠ | الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٣ | العدد ٣٣٠٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

مع إحترامي العميق لكل النشطاء والمفكرين الاقباط .. ولكــــن ؟


الكاتب / مايكل ماهر عزيز

لقــد أثبت المفكرين والنشطـــاء الاقبـــاط للحكومة المصرية وللشعب المسيحي أنهم ليســوا أهـــلاً للثقة وليس في مقدرتهم تحمل المسئولية كاملةً ، فــإنقســــام الاقباط إلي فريقين  ، كل واحداً منهم له رأي مختلف عن الاخر ، منهم ما هو مؤيد لنظام الكوتة ، ومنهم ما هو معارض لتلك الكوتة ، وحديث الفريقين أمام الدوائر الحكومية بذات الوقت وتصريحاتهم المختلفة برفض الكوتة أو بتأييدها .
 
كل هذا يتم أمام مرئ ومسمع أعضاء لجنة الخمسين لتعديل الدستور ، وهذا الامر أضعف من شأن النشطاء الاقباط وقلل من حجمهم ودورهم السياسي في نظر الحكومة المصرية أولاً وبنظر المواطن المسيحي العادي ثانياً ، لقد أصبح هذان الفريقان أمام أعين الجميع عبارة عن مجموعة من المراهقين السياسيين متشتين ومبعثرين ومنقسمين ..
 
هذا الانقســـام في الروئ سوف ندفع جميعاً ثمنه فيما بعد ، لاننا لم نتفق علي أي ألية تحمي مشاركة ووجود الاقباط سياسياً  بوقتنا الراهن ، وكل ذلك يجري أمام دستور يكتب في ظروف عصيبة تحدث فيه مساومات وإبتزاز من السلفيين تجاة الحكومة المصرية المرتعشة والضعيفة ، الشئ المؤسف إنه لم يجلس أياً من الطرفين المختلفان في الروئ للتحاور أو حتي تبني نقاش نافع في مصير شعب يعاني من التهميش والاضطهاد ، ولم يتم الاتفاق بين هؤلاء الفرقاء علي هدف بعينه ، وعلي عكس ذلك نري البعض من هؤلاء النشطاء ممن يتفلسف ويفتي من حاله سبيله ويقولون : " ينبغي أن نفعل ذلك ولا نفعل تلك " وكأن الاقباط عزبة أو محلا تجارياً يمتلكونه .
 
علي الجانب الاخر نري أن الرابح الاكبر في تلك الجولة هى الحكومة المصرية التي لا تريد أن تري الاقباط صوتاً واحداً ، وفصيلاً واحد  يعتد به في الامور الحرجة ، أو يمثلو ضغطاً علي الحكومة مثلما تفعل القوي الاخري التي علي الارض كالسلفيين والاخوان .
 
لقــد فشلنــا جميعــاً بإمتيــاز فــي التعبير عن طموحات شعبنا المسيحي بمصر ، وبات كل واحداً من هؤلاء النشطاء والمفكرين يبحث له عن دوراً ليلمع به حاله أمام وسائل الاعلام المسموعة والمرئية  .. وبالنهاية تبقا الكنيسة القبطية وحدها لتلعب دور الممثل الشرعي والوريث الوحيد المتحدث بإسم الاقباط دون منافس  ، فصوت الكنيسة بالنسبة للاكثرية الان هو المعبر الوحيد عن آمالهم وطموحاتهم الشخصية ، وبعيداً عن ضجيج هؤلاء النشطاء المحسوبين زوراً علي القضية  القبطية .
 
 إنها الحقيقة المؤلمة لقد فشل جميعنا في توحيد الصوت القبطي ونحتاج أن نبدأ من جديد لإعادة ترتيب البيت من الداخل وتوزيع الادوار والمهمات علي الجميع  ، سوف يحتاج هذا الامر منا وقتاً كثيرا ولكن هذا هو الحل الامثل والخيار الاسهل لبداية صحيحة موفقة .. وبالنهاية أتمني من الجميع إعلاء مصلحة شعبنا المسيحي فوق مصالحه الشخصية وشكراً  .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع