الأقباط متحدون - مانديلا في مسيرته الطويلة إلى الحرية
أخر تحديث ٠٥:٢٨ | الاربعاء ١١ ديسمبر ٢٠١٣ | كيهك ١٧٣٠ ش ٢ | العدد ٣٠٣٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مانديلا في مسيرته الطويلة إلى الحرية

د. عبدالخالق حسين
 
كل ما قيل من ثناء وتقدير بفضائل نيلسون مانديلا عن نضاله وتضحياته وحكمته ليس فيه أي مبالغة، بل يستحقه بكل جدارة واستحقاق، خاصة وأن معظم الإشادة به، جاءت من قيادات في مختلف المجالات الثقافية والدينية والسياسية من شتى أنحاء العالم، من رؤساء الدول، وبالأخص الدول الكبرى مثل أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا وألمانيا وغيرها، والتي قامت بتنكيس أعلامها بهذه المناسبة، وهذه من المناسبات النادرة، كما وحضر مهرجان تأبينه في جوهانسبرغ يوم 10/12/2013 قبل تشييع جثمانه زعماء لأكثر من 100 دولة. فقد قال عنه الرئيس أوباما: "اليوم، الولايات المتحدة فقدت صديقا قريبا، وجنوب أفريقيا فقدت محررا عظيما، والعالم فقد ملهما للحرية والعدل والكرامة الانسانية". أما رئيس الحكومة البريطانية، ديفيد كامرون فقال عنه أنه ليس أعظم قائد في زماننا الحالي فحسب، بل وفي كل الأزمنة. وكذلك تصريحات من شخصيات دولية مثل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي قال: "إن مانديلا كان مصدر إلهام للعالم ،علينا أن نستلهم من حكمته وتصميمه والتزامه لنسعى إلى جعل العالم أفضل. " فمانديلا، يمكن مقارنته بالقديسين الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الخير للبشرية أجمع. ومن شدة إعجاب العالم به وصفه بوب غلدوف بـ "رئيس العالم".
 
لقد ضحى الرجل بحريته وحياته العائلية، وعرض حياته للموت في سبيل حرية شعبه، وضرب مثلاً في النزاهة وعفة النفس، والزهد في السلطة والمال والنفوذ، وصار مصدر إلهام  للشعوب المضطهدة في النضال ضد جميع أشكال الظلم. فعندما تمثل امام المحكمة العنصريه عام 1964 في جنوب افريقيا، والتي عرفت بمحكمة تريفونيا Trevonia مواجها حكم الاعدام، وقف مانديلا بكل شجاعة وبلاغة مدافعا عن قضية شعبه قائلا: "لقد حاربتُ ضد هيمنة البيض وحاربت ضد هيمنة السود، وأثمن قيمة وجود مجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه الجميع في تناغم وفي ظل فرص متساوية.. إنها قيمة أتمنى أن أعيش من أجلها وأن أحققها، ولكن إذا ما استدعت الضرورة، فإنني مستعد للموت من أجلها". وبهذه الجملة أحرج القضاة والسلطة العنصرية وكسب الرأي العام العالمي.
 
فمن يقرأ مذكراته (المسيرة الطويلة إلى الحرية Long walk to Freedom) يعرف ما عاناه هذا الرجل العظيم الحكيم على أيدي الحكومة العنصرية، وفي تلك المحاكمة حكم عليه وعلى عدد من رفاقه بالسجن المؤبد حيث قضى 27 سنة من أثمن سنوات عمره في السجن (1964 – 1990) منها 18 سنة مع الأشغال الشاقة في جزيرة روبن (Robin Island) دون أن تكسر إرادته في سبيل قضيته العادلة. 
 
كسب مانديلا شهرة عالمية بسبب مواقفه البطولية الصلبة في سبيل قضيته العادلة، فبدأت حملات شعبية واسعة في الغرب من قبل القوى السياسية التقدمية، ومنظمات المجتمع المدني، والمفكرين الأحرار، وفرق الموسيقية الشعبية، والروك أند رول في العالم، يقيمون المهرجانات الغنائية لحشد الجماهير المليونية، مطالبين بإطلاق سراحه وسراح رفاقه وتحقيق أهدافه النبيلة في الحرية والمساواة والكرامة الإنسانية. ونتيجة لهذه الحملات بدأ المجتمع الدولي تدريجيا في تشديد العقوبات ضد نظام الفصل العنصري (الابارتايد)، التي بدأت في عام 1967. 
 
وبعد 18 عاماً قضاها مانديلا، ورفاقه في قيادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC) في جزيرة روبن، ومع تزايد الضغوط الدولية، وتأثير الحصار الاقتصادي على النظام العنصري، اضطر هذا النظام إلى نقله ورفاقه عام 1982 إلى سجن خاص في كيب تاون يدعى (Pollsmoor prison) ، مع معاملة أفضل نسبياً.
وفي 7/12/1988 نقل مانديلا لوحده إلى بيت خاص تابع لسجن (Vector Verster prison) يبعد عن مدينة كيب تاون حوالي 50 كم، فيه الكثير من وسائل الراحة والرفاهية، وله طباخه الخاص، سمحوا له باستقبال عائلته وبعض الشخصيات لزيارته، الأمر الذي أثار شكوك البعض من رفاقه أن مانديلا باعهم إلى النظام العنصري، وتخلى عن مبادئه التي ضحى الكثير من أجلها، ولكنهم كانوا على خطأ، إذ كان هذا الإجراء محاولة النظام العنصري لتهيئة الأجواء إلى المفاوضات معه للخروج من المأزق. فكما أخبره الضابط المسؤول عن حراسته ومراقبته أن هذه الخطوة هي المرحلة الانتقالية من السجن إلى الحرية الكاملة.
وفي 4 تموز 1989 قابله رئيس النظام العنصري (بي دبليو بوتا) كخطوة أولى في بدء المفاوضات معه. 
وفي 15 أكتوبر 1989 تم إطلاق سراح رفاق مانديلا الذين حُكموا معه في المحاكمة التي سميت بمحاكمة ريفونيا (Rivonia trialists). 
وفي 13/12/1989 قابله الرئيس دي كلرك (خليفة بوتا)، 
وفي 2 شباط 1990 رفع دكلرك الحظر عن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي  والحزب الشيوعي، وحزب (PAC)، 
وفي 11 شباط/فبراير 1990 تم إطلاق سراح مانديلا من سجن فكتر فرستر، لتبدأ مفاوصات مضنية بين الحكومة العنصرية برئاسة ديكلرك ووفد المؤتمر الوطني الأفريقي برئاسة مانديلا، لتنتهي بالنصر المؤزر،  
وعلى أثر نجاح المفاوضات، نال مانديلا ودكلرك جائزة نوبل للسلام في عام 1993، وليصبح مانديلا أول رئيس لجمهورية جنوب أفريقيا الديمقراطية، وبذلك يعتبر الأب المؤسس لهذه الجمهورية بعد تحريرها من نظام الفصل العنصري (Apartheid)، ونفذ مانديلا ما وعد به في التسامح والمصالحة حيث عفا عن كل من أساء له ولشعبه، بل وأقام علاقة صداقة حتى مع سجانيه وصار رمزاً وملهماً للوحدة الوطنية. 
كما تلقى مانديلا أكثر من 250 جائزة، من بينها ميدالية الرئاسة الأمريكية للحرية، ووسام لينين من النظام السوفيتي. يتمتع ماندبلا بالاحترام العميق في العالم عامة وفي جنوب أفريقيا خاصة، حيث غالبا ما يشار إليه بإسمه في عشيرته ماديبا أو تاتا ، وفي كثير من الأحيان يوصف بأنه "أبو الأمة".
 
فما السر وراء كل هذا الاعجاب بنيلسون مانديلا، سواء في حياته، أو التثمين غير المسبوق و الذي انفجر كالطوفان بعد وفاته، حيث خصصت كل وسائل الاعلام في جميع أنحاء العالم برامجها وصفحاتها عن فضائل هذا الرجل وتقديراً له؟  
 
لم يكسب مانديلا هذا الاعجاب بقوته العضلية، ولا بقوته العسكرية وفتوحاته الحربية، ولم ينتصر على النظام العنصري عن طريق قيادة ثورة مسلحة في غابات أفريقيا الجنوبية، بل حقق كل هذه الانتصارات لشعبه ولشخصه بسلطته الأخلاقية (Moral authority) وسياساته الحكيمة، وصبره الجميل واستعداده للتضحية بحياته وحريته من أجل حرية شعبه ليصبح قدوة وملهماً للبشرية. لقد أحرج مانديلا النظام العنصري عندما وضع دستوراً لحزبه (حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ANC) للنضال من أجل قيام دولة ديمقراطية لا عنصرية، لا فرق بين مواطنيها بسبب اختلافهم في اللون أو الدين أو اللغة، الكل  فيها متساوون في الحقوق والواجبات وتكافؤ الفرص أمام القانون. هذه السلطة الأخلاقية هي التي أكسبته إعجاب الجميع بمن فيهم أعداءه، وجعلت منه أشهر سجين في العالم من أجل العدالة لشعبه، ليقوم المجتمع الدولي بنبذ النظام العنصري ويفرض عليه الحصار الاقتصادي، الأمر الذي أرغم السلطة العنصرية على المباشرة في التفاوض مع مانديلا وترضخ لشروطه العادلة. 
 
والجدير بالذكر، أن دعوته للمصالحة والعفو العام عن الذين أساؤوا له ولشعبه لم تكن عن ضعف أو جبن أو خوف، فخلال محاكماته كان متماسكاً وصوته هادراً وهو الذي حاكم النظام وليس العكس، وإثناء سجنه في جزيرة روبن فرض احترامه على الجميع بمن فيهم سجانيه ومن بينهم قساة. كذلك يجب أن نعرف أنه لما ارتكب النظام العنصري مجزرة رهيبة ضد مظاهرة سلمية في (Sharpeville) عام 1960 احتجاجاً على فرض بطاقات المرور على السود راح ضحيتها 69 قتيلاً و180 جريحاُ، عندئذ تبنى حزب مانديلا الكفاح المسلح ضد المؤسسات الحكومية فقط دون التعرض للمدنيين. وبسبب هذا الاعلان تم استدعاء مانديلا ورفاقه من السجن في تهمة سابقة، وأعيدت محاكمتهم هذه المرة بتهمة الإرهاب ضد السلطة، وكان المقرر أن يحكم عليهم بالإعدام، ولكن بسبب الضغوط الدولية استبدل الحكم من إعدام إلى السجن المؤبد.
 
لم تكن المفاوضات بعد إطلاق سراح مانديلا ورفاقه سلسة وسهلة، بل كانت معقدة استمرت نحو 3 سنوات، حاول النظام العنصري شق السود إلى كتل متنافسة وحتى إثارة صراعات دموية فيما بينهم ولكن بلا جدوى. كما وقام متطرف أبيض باغتيال المناضل الأسود كريس هاني (Chris Hani) الذي كان يتمتع بشعبية واسعة، على أمل تفجير الصراع بين السود والبيض ولكن بحكمة مانديلا خابت آمالهم. 
ولم يكن ما تحقق من نصر هو تنازل من الرئيس العنصري ديكلرك بدوافع إنسانية أو يقظة ضمير، بل كان مضطراً لأنه كان تحت ضغوط دولية، وعزلة شبه كاملة مفروضة عليه، و كان يعرف أنه بدون الاستجابة لهذه الضغوط فإن نظامه سينهار اقتصادياً. وقد حاول ديكلرك خلال مفاوضاته مع مانديلا وضع دستور يجرد الديمقراطية من مضمونها، وذلك بفرض حق النقض (الفيتو) في الدستور للأقلية البيضاء، ولكن أصر مانديلا ورفاقه على رفض هكذا مادة. 
ومن المفيد أن أشير هنا إلى حادثة تدل على خبث دكلرك خلال المفاوضات المارثونية، وقد ذكرها مانديلا في سِفره العظيم (المسيرة الطويلة إلى الحرية)، مفادها أن ديكلرك اتصل به تلفونياً قبل بدء إحدى الجلسة بساعات راجياً منه أن يسمح له بالكلمة الأخيرة في نهاية الجلسة. فوافق مانديلا برحابة صدر. ولما حانت اللحظة قام دكلرك وفاجأ الحضور بتهجم عنيف على مانديلا، واصفاً إياه بالغدر والمكر، وأنه غير أمين، مدعياً أن مانديلا يتفاوض مع الحكومة ويتآمر ضدها في نفس الوقت، ولذلك فمانديلا شخص لا يمكن الثقة به!! وبعد انتهاء دكلرك من كلمته قام مانديلا غاضباً وحتى دون السماح من رئيس الجلسة، ورد عليه قائلاً، من الذي يخون الأمانة ولا يستحق الثقة يا سيد ديكلرك، أنا أم انت؟ أنت الذي رجوتني قبل ساعات أن أسمح لك بالكلمة الأخيرة واستجبتُ لطلبك بحسن نية ولثقتي بك على حسن نواياك، لتستغل هذه المناسبة فتتهجم عليَّ وتصفني بكل ما قلت من كلام غير معقول، لذلك فمن الآن وصاعداً لن اسمح لك بذلك. 
 
يحاول البعض التقليل من أهمية ما تحقق بقيادة الرئيس مانديلا بذريعة استمرار الفوارق الكبيرة بين الفقراء والأغنياء، وعدم تمكن مانديلا من القضاء على الفقر. في الحقيقة هذه الفوارق الطبقية لا يمكن التخلص منها في جيل أو حتى جيلين، بل تبقى الفوارق ومع تحسن حالة الطبقات الفقيرة. وكان مانديلا رغم تحالفه مع الشيوعيين في مرحلة النضال إلا إنه كان في جدال معهم حول طبيعة الصراع بين السود وحكومة البيض، فكان الشيوعيون يرونه صراعاً طبقياً، أما مانديلا فكان يراه عنصرياً ولكن تأثر بقراءات كتب ماركسية في السجن. المهم أن النضال بقيادة الرئيس مانديلا حقق أهم أهدافه وهو القضاء على نظام الفصل العنصري (Apartheid) وإعادة البلاد إلى سكانه الأصليين مع الاعتراف بوجود وحقوق المهاجرين البيض وغيرهم كمواطنين من الدرجة الأولى ضمن الوحدة الوطنية.
 
دروس من مانديلا
إن مسيرة الفقيد مانديلا غنية بالدروس والعبر يمكن أن تفيد الشعوب المناضلة في سبيل الديمقراطية والحرية والكرامة الانسانية، وخاصة تلك الشعوب التي تتميز بالتعددية الأثنية والدينية والمذهبية واللغوية مثل شعبنا العراقي. 
الدرس الأول، هو تبني روح التسامح والمصالحة الوطنية. لقد أدرك مانديلا منذ أن غادر السجن أنه لا سلام في جنوبي أفريقا إلا بتطبيق مبدأ التسامح والمصالحة الوطنية، ونبذ روح الثأر والانتقام. وبدون هذه السياسة الكل في خسران مبين. ويبدو أن جميع الأطراف قد أدركوا هذه الحقيقة وآمنوا بها وتبنوها لحكم البلاد. ولذلك نجحوا بأقل ما يمكن من خسائر في الأرواح والممتلكات. 
ولكن هناك عقبة تواجهنا في قضيتنا العراقية وهي قضية الثقافة الاجتماعية(culture) والأيديولوجيات السياسية المتشربة بروح الانتقام والثأر البدوي. فقد حاول الزعيم عبدالكريم قاسم قبل أكثر من خمسين سنة نشر مبدأ (عفا الله عما سلف) و(العفو عند المقدرة)، وطبقه على نفسه قبل غيره، فعفى حتى عن الذين تآمروا على حياته، وأراد أن يتخلص من الطائفية والعنصرية. ولكنه فشل، حيث استغلوا تسامحه وانتقموا منه ولم يتركوا له حتى قبراً يضم جسده الممزق برصاص رفاق الأمس الذين غدروا به. لذلك أكاد أجزم أنه لو كان مانديلا أو غاندي ولدا في العراق لما سمع بهما أحد، و لكان القتل نصيبهما من أول خطوة في النضال. 
فهل يمكن للعراقيين إعادة التفكير في ثقافتهم الاجتماعية، وأن يستلهموا من فلسفة مانديلاً أن لا سلام لهم إلا بتبني روح التسامح والمصالحة الوطنية وقبول الآخر المختلف في اللون والدين والمذهب والعرق، و القبول بحكم صناديق الاقتراع، وإلا ليس هناك منتصر أو خاسر، بل الجميع خاسرون.  
 
الدرس الثاني، في انتصار نضال شعب جنوب أفريقيا بقيادة مانديلا وهو دور العولمة والتضامن الأممي في مواجهة الظلم. فبفضل الثورة المعلوماتية وتقنية النشر والتواصل والمواصلات وتداخل مصالح الشعوب وثقافاتها، صار العالم قرية كونية صغيرة، ومشكلة كل شعب هي مشكلة دولية. فلولا المواقف المشرفة للأحزاب السياسية التقدمية، ومنظمات المجتمع المدني، والإعلام العالمي، وقرارات الأمم المتحدة، ودور المفكرين والمثقفين والفنانين التقدميين الذين أقاموا المهرجانات الغنائية في العواصم الكبرى في العالم لربما نجح النظام العنصري في إبادة شعب جنوب أفريقيا الأصليين كما نجح المحتلون الأوربيون في إبادة السكان الأصليين في أمريكا قبل قرون. 
 
والجدير بالذكر أن الأحزاب اليمينية في الغرب مثل الحزب الجمهوري في أمريكا في عهد ريغن، وحزب المحافظين في بريطانيا في عهد السيدة تاتشر اعتبروا مانديلا وحزبه ANC إرهابياً. والمفارقة أن مانديلا وقادة حزبه بقيت أسماءهم على قائمة الإرهاب في أمريكا إلى عام 2008، وتم رفعها أخيراً بطلب من وزيرة الخارجية آنذاك، كونداليزا رايس لأنها وجدت المسألة محرجة لأمريكا. 
والغريب أن اللورد نورمان تبت، أحد قادة حزب المحافظين في عهد تاتشر، المعروف بتطرفه اليميني علق قبل أيام أن موقف حزبه المناهض لمانديلا  كان صحيحاً وهو الذي ساعد على هذه النتائج الجيدة!! 
 
والحقيقة، كان مانديلا كفاءة فكرية وأخلاقية لا تقدر، فبعد انتهاء فترة رئاسته للجمهورية عام 1999، وعدم الترشيح لدورة ثانية، استمر في نشاطه السياسي والاجتماعي لخير البشرية، فأسس جمعية خيرية لمكافحة مرض الأيدز المتفشي في أفريقيا خاصة، ونجح في كسب مؤسسات مالية وصيحة وشركات مصانع الأدوية ضد هذا المرض. وكان أحد ضحايا هذا المرض هو ابنه الوحيد الذي توفى ولم يتردد مانديلا عن الاعلان أن ابنه كان مصاباً بمرص الأيدز لكي يرفع الوصمة عن المصابين به.
 
وآخر نشاط قام به بمناسبة عيد ميلاده الـ 89 في عام 2007 أعلن أنه والمطران ديزموند توتو قاما بتشكيل مجموعة من كبار رجال الدولة في العالم – تضم كل من غراسا ماشيل، كوفي عنان، إيلا بهات، وغرو هارلم برونتلاند، جيمي كارتر، لى تشاو شينغ، وماري روبنسون و محمد يونس - للمساهمة بحكمتهم والقيادة المستقلة لمعالجة المشاكل الدولية الشائكة، وهذه المجموعة أن تتحدث "بحرية وجرأة، والعمل على حد سواء، علنا أو وراء الكواليس، عن كل ما تحتاج الإجراءات الواجب اتخاذها". وأن يترأس مجموعة الحكماء، المطران ديزموند توتو.
 
 
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter