السبت ١٤ ديسمبر ٢٠١٣ -
٢٦:
١٢ م +02:00 EET
صوره تعبيريه
سر التناول رحلة من الأرض الى السماء
يعطى عنا خلاصا، وغفرانا للخطايا ، وحياة أبدية لمن يتناول منه
عرض / سامية عياد
خبزة جديدة يقدمها لنا قداسة البابا تواضروس الثانى ضمن سلسلة عظات الخمس خبزات والسمكتين التى اعتاد أن يقدمها لنا داخل الكرازة ، وقد تحدثنا سابقا عن خبزات أربعة ويبقى الخبزة الخامسة عن سر الإفخارستيا أو التناول أو شركة حب مع المسيح ، يقول قداسته عن سر الإفخارستيا إن أردت أن أشكر الله آخذ مما أعطاه لى وأقدمه له ومن هنا كانت ذبيحة الخبز والخمر تعبير عن الشكر ، فى العهد القديم كانت تقدم الذبائح وكلها ذبائح دموية تقدم باستمرار اى ان مفعولها قصير ، لكن عندما جاء السيد المسيح وقدم نفسه صارت هذه الذبيحة ممتدة فى الزمن، ففى كل مرة تحضر القداس كأنك فى وقت الصليب تماما والمسيح المصلوب حاضر ، وفى سر التناول تخرج خارج الزمن ، قال السيد المسيح بفمه القدوس "هذا هو جسدى" وهى كلمات نفسها يقولها الكاهن هى كلمة المسيح وفعل الروح القدس وقد تسلم القديس بولس هذا السر العظيم من السيد المسيح ذاته وبعدها ابتدأ يتجول ويؤسس كنائس كثيرة ويسلمهم نفس السر، وصارت حياة الإنسان المسيحى مستمدة من هذا السر ، فالله لم يقدم لنا كلمته مكتوبة أو منطوقة أو مرئية فقط ، بل قدم كلمته أيضا مبذولة ومذبوحة على الصليب والمسيح المصلوب الذى قدم نفسه لنا فداء عنا وعن العالم كله نأخذه فى سر التناول ، فالمسيح فصحنا به نجتاز هذا العالم عابرين الى السماء لذلك فسر التناول رحلة من الأرض الى السماء.
وعن معايشة هذا السر يستكمل قداسته حديثة عن سر التناول قائلا لابد أن نفم هذا السر وأن نستحضر فى أذهاننا ما حدث وقت الصليب ، وعندما نذهب لحضور القداس نضع بداخلنا هذا الاستعداد والحضور "أنا ذاهب لكى ما أقابل ملك الملوك" ، وفى طريقنا لحضور القداس نقول مزمور 122 "فرحت بالقائلين لى الى بيت الرب نذهب"، كما لابد أن نشارك بالجسد فى القداس من خلال ترديد المردات والألحان التى تقال أثناء القداس وجعل نظرنا يتوجه الى أيقونات الكنيسة ، ايضا لابد من معايشة الصلوات ففى صلاة الصلح نقول "قبلوا بعضكم بعضا" اذا لا تحمل ضغينة فى قلبك لأحد، عش انتظار مجىء السيد المسيح فى "أيها الجلوس قفوا والى الشرق انظروا" ، ونعيش الطلبات التى نرفعها من أجل الكنيسة والأساقفة والكهنة وغيرها من الطلبات.
يستوقفنا قداسة البابا تواضروس الثانى عند ما يسميه النعمة الثلاثية التى هى خلاصة سر التناول "يعطى عنا خلاصا، وغفرانا للخطايا ، وحياة أبدية لمن يتناول منه" ، يعطى عنا خلاصا اى أنه لا خلاص خارج الكنيسة ، يعطى عنا غفرانا للخطايا فحياتنا لا تخلو من الخطيئة وكل يوم نريد أن نعيش التوبة ، والتناول نار تحرق الخطيئة وهو نور لطريق حياتنا ونحن نريد الاثنين دواء للخطيئة وغذاء للنمو فى الحياة الروحية ، وحياة أبدية لمن يتناول منه من خلال هذا السر وممارسة هذا السر بوعى والشركة فيه يكون للإنسان مكان فى الأبدية ويتأهل لها .