شارل فؤاد المصرى | السبت ٢١ ديسمبر ٢٠١٣ -
٠٤:
١٠ ص +02:00 EET
ارشيفيه
نعم عار على كل من شارك فى المجلس العرفى الذى انعقد فى إسنا للمصالحة بين المسلمين والمسيحيين.. هل تعرفون لماذا؟ لأنكم ببساطة شديدة تدمرون الدولة المدنية، وتعودون بها إلى مرحلة البداوة وقعدات العرب والمصاطب، وتنتهكون القانون بدلا من أن تطبقوه، وتتحايلون على المجتمع لأغراض فى نفس يعقوب وتؤججون الفتنة بدلاً من أن تطفئوها، لأن الظالم يستمر فى ظلمه والباغى فى غيه.
والسؤال هنا: كيف يكون لمصر مثل كل هذه القوانين التى نطالب بتنقيتها، حتى يتم الفصل فى القضايا بسرعة، ونلجأ إلى المجالس العرفية؟
كيف يكون لدينا مثل هذا الدستور ونلجأ إلى (دستور) القعدات فى فض المنازعات؟
طبيعى أن يحدث هذا قبل أن تقوم الدولة الحديثة فى مصر، وقبل أن تعرف كل هذه القوانين، ولكن من غير الطبيعى أن يتم تجاهل كل ذلك ونلجأ- باسم وأد الفتنة- إلى ما يسمى «المجالس العرفية».
لماذا لا يقدم المجرمون من الطرفين إلى القضاء؟ ولماذا لا يأخذ القانون مجراه؟ أم أن القانون لا يطبق إلا عندما نريد أن نطبقه؟! وعندما لا نريد نرفع رايات وأد الفتنة وشعار «الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها»، ونعلن، بأعلى صوتنا، أننا سنعقد جلسة مصالحة أو مجلسا عرفيا!
يا سادة.. مرة واحدة يطبق القانون على الطرفين، ويحاسب من أخطأ، ستجدون أن مثل هذه الحوادث ستقل تدريجياَ إلى أن تختفى.
هل تعلمون يا أولى الأمر منا لماذا يفعل الذين يفعلون ذلك، ولماذا كثرت، فى هذه الفترة، المشاكل الطائفية؟.. الإجابة: لأن الذين يرتكبون مثل هذه الجرائم يعلمون مسبقاً أن مجلساً عرفياً، أو قعدة مصطبة أو جلسة صلح، أيا كانت المسميات، سيتم عقدها وستتم مصالحة الجانى على المجنى عليه، وسيخرج من المصطبة، عفوا المجلس العرفى، وقد ازداد (انتصاراً)، لأنه قهر المجنى عليه مرة ثانية، وبمباركة حماة القانون وواضعيه من أعضاء مجلس الشعب.
المجالس العرفية وقعدات العرب تصلح فى البيئة التى يمكن أن تطبق فيها، مثل مناطق القبائل، التى تعيش على الحدود التى لها قوانينها الخاصة، ورغم ذلك هى تحت مظلة الدولة.
أود أن أذكركم بما حدث قبل عشرين عاما فى مصر من خطف الفتيات واغتصابهن، حتى فجرت وسائل الإعلام قضية الاغتصاب الشهيرة المعروفة باسم «فتاة العتبة» فتحرك التشريعيون لتغليظ عقوبة الاغتصاب، ووصلت إلى حد الحكم بالإعدام على المغتصب، إذا أيقنت المحكمة أنه فعل ذلك.
وبالفعل تم تطبيق القانون على عدة حالات، وأدرك المجتمع وقتها أن الدولة جادة فى ذلك الأمر، وبالفعل اختفت تقريبا مثل هذه الجريمة، ولا ترتكب إلا فيما ندر.
هذا بالنسبة لفتاة أو امرأة قد تكون فى النهاية هى أختى أو أختك.. أمى أو أمك.. زوجتى أو زوجتك، فما بالك لو كان من يغتصَب هو وطنك، والأدهى والأمرّ- من المر- هو اغتصابه فى وضح النهار ووسط أهله.
أوقفوا مجالس العار يرحمكم الله.. وأعيدوا لنا مصر التى نعرفها.
كتبت هذا المقال فى ٢٣/ ١٢/ ٢٠٠٧ وقت أن كان حسنى مبارك رئيساً، واليوم وبعد ٢٥ يناير و٣٠ يونيو وما يحدث فى المنيا بين «الحوارتة وبنى عبيد» يؤكد أنه مفيش فايدة.
المختصر المفيد
فى الفتن الطائفية..المقتولون مسيحيون ومن يقدمون للمحاكمة مسيحيون والمحكوم عليهم مسيحيون أيضا..ابتسم أنت فى مصر.
نقلا عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع