الأقباط متحدون - «يا عيون مصر الحزينة.. اللى خانك واللى خانّا لا هو حسين ولا هو مينا»
أخر تحديث ٠٦:٥٦ | السبت ٢١ ديسمبر ٢٠١٣ | ١٢ كيهك ١٧٣٠ ش | العدد ٣٠٤٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

«يا عيون مصر الحزينة.. اللى خانك واللى خانّا لا هو حسين ولا هو مينا»

ارشيفيه
ارشيفيه

 عدت من دبى قبل انتهاء مؤتمر طبى لحضور الحفل الرئاسى بقصر الاتحادية، ابتهاجاً بالدستور الجديد، وبعد الكلمات الرائعة للأستاذ عمرو موسى، والسيد رئيس الجمهورية، أخذنا الصور التذكارية، وكانت مفاجأة سارة لى عندما صافحنى السيد الرئيس، وقال لى: أهلاً يا دكتور وسيم. أحسست أن أصحاب الفكر لهم عند هذا الرجل مكان ومكانة، فما كان منى إلا أن عانقته وقبلته! رجل وإن لم تربطنى به أواصر الدم، فقد ربطتنى به أنبل صلات المواطنة والوفاء.

 
عودة للمؤتمر فى دبى، وفى أمسية جميلة على ظهر باخرة للعشاء، بدأت المناقشات السياسية كالمعتاد.. كان بجوارى أ.د. عبدالحميد يوسف، أستاذ المسالك بجامعة عين شمس.. يحاور أحد الزملاء ويقول له: مجرم فى مجزرة للدير البحرى «حتشبسوت» يعين محافظاً على الأقصر؟! يرد عليه الطبيب: غير صحيح! يقول د. عبدالحميد: خريطة حلايب وشلاتين؟ يرد الآخر: مفبركة!.. يقول عبدالحميد: تصريحات محمود عباس للميس الحديدى؟.
 
يرد الطبيب: لابد من التأكد مما نسمع!
 
يقول عبدالحميد: طفل الإسكندرية الذى ألقوه من فوق العمارة ومات واعترف الجانى؟ يرد الطبيب: فوتوشوب!
 
هنا تدخلت لأن الموقف احتدم.. قلت: أحدكما يتحدث من مخ الغرائز، الأمومة، الخوف، الغضب، وهو ما يطلق عليه العلماء «المخ القديم»، ودكتور عبدالحميد يتحدث من المخ الحديث cerbral cortex بما فيه من عقلانية ومنطق، والمؤسف أن الخيوط العصبية بين المخين قليلة جداً، لذا قالوا عن المخين: فارس على ظهر حصان قوى بدون لجام!.. وقالت أم كلثوم «الهوى غلاب»!
 
فلا يحاول أحدكما إقناع الآخر، ولمن يريد التفاصيل فعليه العودة لكتاب جانونج.. وظائف الأعضاء الطبية Ganong med. physiology.
 
ما هو التنوير؟!.. التنوير هو إضاءة المساحات المظلمة فى العقل الجمعى.. سواء كانت هذه المساحات دينية أو سياسية، أو تاريخية أو علمية أو أى فرع من فروع المعرفة، والتنوير له وسائل عديدة.. منها الكلمة المكتوبة، ومنها الصورة المرئية، لذا قالوا: صورة واحدة تساوى مليون كلمة، فما بالكم إذا كانت الصورة حقيقية.. ملموسة ومحسوسة، إنها التجربة الرائدة، التى يجب أن تحتذى من كل العاملين بالإعلام.. إنها تجربة الدكتورة هالة الطلحاتى.. مدرس الإعلام بجامعة النهضة ببنى سويف!.. أخذت طلاب الجامعة فى عشرين زيارة لأهالى الشهداء، وكان من ضمن الشهداء: الجندى يوسف كمال «قوات مسلحة».. وحين خرجت لهم أم الشهيد واحتضنت الطلاب جميعاً: ردينة مصطفى، ميرا محب، نورهان خالد، وكأنها مصر تحتضن أولادها، وكان الشهيد قبل استشهاده وضع كلمات أغنية حزينة.. غناها بنفسه.. تقول:
 
يا عيون مصر الحزينة.. ارمى حزنك كله فينا
 
اللى خانك واللى خانا.. لا حسين ولا هو مينا
 
اقتلى الفتنة الخبيثة.. جوه جامع أو كنيسة
 
الصليب فارد إيديه.. والهلال محنى عليه
 
قلب واحد مش هتلاقيه.. غير فى مصر اللى عايشة فينا.
 
وراء هذه المبادرات الإنسانية دكتور صديق عفيفى، وأعضاء هيئة التدريس، المنح الدراسية، الزيارات الميدانية، فكانت عزاء ما بعده عزاء لأسر الشهداء.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع