الديانة الطاهرة النقية هى مفتاح الحياة الحقيقية مع الله
الإنسان الطاهر هو الذى يطرد الحب بحب
عرض / سامية عياد
أعدك يا الله مع اقتراب عام جديد أن أبدأ معك بداية جديدة وأعدك أن إيمانى وديانتى ومسيحيتى تكون طاهرة ونقية وحقيقية ، هكذا يعلمنا قداسة البابا تواضروس الثانى أن نقول لله مع نهاية عام وبداية عام جديد من خلال عظته عن الديانة الطاهرة النقية عند الله ، لكن ما معنى الديانة الحقيقية وكيف نعيشها ؟ يقول قداسته أن الديانة الحقيقية لكى تتم لابد أن تتحقق عدة امور منها أن يلجم الإنسان لسانه ، فمن أكثر الأنشطة التى يمارسها الإنسان فى كل يوم نشاط الكلام والاستماع والكتابة والقراءة لهذا قال داود النبى " اجعل يا رب حارسا لفمى" ، أيضا لابد أن يعرف الإنسان أن البشر ثلاثة أنواع ، إنسان طبيعى يحاول أن يجاهد ولكن بدون نعمة فيظن أن الموضوع بقوته أو بممارسته الطقوس سواء قراءات أو صلوات الى آخره ، لذلك لا يجد تعزية ، وإنسان جسدانى وهو الذى يعيش على مستوى الجسد ويقع فى خطايا متنوعة وبالتالى لا يرتبط لا بجهاد ولا بنعمة ، وأخيرا الإنسان الروحانى هو الذى يعيش حياته ممزوجة بين الجهاد الروحى والنعمة الإلهية ويعرف أن يد الله هى التى تقود كل خطوة فى حياته ، بالطبع الديانة الطاهرة النقية تحتاج هذا الإنسان الروحانى الذى يعرف تماما أن القداسة من الداخل ويعرف وصية ربنا يسوع المسيح "بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئا".
لن تقف الديانة الطاهرة النقية عند هذا الحد بل يعلمنا قداسة البابا تواضروس الثانى أن الديانة الحقيقية لها جناحين ، الأول هو افتقاد الآرامل واليتامى وكل إنسان فى ضيقة وكل محتاج ، باعتبار أنه لا يوجد لهم أى سند وليس لهم دخل أو رعاية اجتماعية ولا أى اهتمام وليس المقصود هنا المساعدة المادية فقط ولكن المقصود هنا كل أوجه المحبة وأعمال الرحمة التى ممكن أن تقدم ، الجناح الثانى للديانة الطاهرة النقية هو "حفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم" وهى مسئولية شخصية بمعنى أن كل إنسان مسئول بأن يقى نفسه من شر العالم ، كما يقول القديس يوحنا الدرجى " الإنسان الطاهر هو الذى يطرد الحب بحب" فهو يطرد حب الدنس أو الشهوة أو الخطية أو أى شىء بحب آخر أسمى منه هو حب الله وبهذه القداسة والنقاوة يستطيع الإنسان أن يعاين الله .
مع عام جديد لابد أن نسرع الى معايشة الديانة الطاهرة النقية بمفاهيمها الحقيقية ولنتذكر دائما قول القديس يعقوب الرسول "إن كان أحد فيكم يظن أنه دين وهو ليس يلجم لسانه، بل يخدع قلبه، فديانة هذا باطلة، الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هى افتقاد اليتامى والأرامل فى ضيقتهم، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم".