أسامة سلامة | الثلاثاء ٣١ ديسمبر ٢٠١٣ -
٥٣:
١٠ ص +02:00 EET
ارشيفيه
كثير من المصريين متشائمون، وينظرون بتوجس للعام الجديد، ويتوقعونه عاما سيئا مليئا بالاحداث الدامية، وعدم الاستقرار، ولكنى ورغم ان نهايات عام 2013 تؤدى الى التوجس، فاننى متفائل بالسنة الجديدة، واتوقع ان تشهد نهاية للدماء المراقة، وبداية للاستقرار.
ولا أبنى توقعي على النجوم والأفلاك مثل المنجمين وقارئ الطالع، ولا على الأحلام والتمنيات فقط مثل الحالمين البعيدين عن الواقع، ولكنى ابنيها على مقدمات تؤدى الى نتائج.
لقد شهد عام 2013 رغم مراراته واحدا من اعظم الثورات المصرية في 30 يونيو، وهو حدث كبير، له تبعات قوية، مثل الزلزال الذى له توابع مزعجة، وكان علينا ان ندفع ثمن الثورة، والتي لن تتحقق نتائجها بالسهولة التى كان يتوقعها او يتمناها البعض.
لقد بدأنا السير في الطريق في منتصف العام المنصرم، وفى العام الجديد سنقطع اغلبه ان لم نصل الى نهايته فعلا، قبل 30 يونيو واجهنا جماعة ارهابية وعصابة مسلحة ، وكان ابعادها عن الحكم املا بعيد المنال عند كثيرين،
ثم جاءت الثورة لتزيح الكابوس ، وتبعد مرسى واهله وعشيرته عن الحكم، وكان هذا بداية الطريق وليس آخره كما اعتقد البعض.
لقد ظلت جماعة الإخوان توطد نفسها في كافة أرجاء البلاد ومؤسساتها على مدى ما يقرب من نصف قرن منذ اخرج الرئيس الراحل قياداتها من السجون أوائل السبعينات من القرن الماضي، واستطاعت أن تتسلل الى القرى والنجوع والمدن في الصعيد وأرياف الوجه البحري، وإلى عشوائيات القاهرة والمدن الكبرى مثل الاسكندرية والمنصورة واسيوط، ولعبت في تلك المناطق دور الحكومة بعد أن اختفت الدولة وخدماتها من تلك الأماكن.
كما استولت على معظم مجالس إدارات النقابات المهنية، وسيطرت على الخدمات بها، مما منحها قدرة على الحركة بين ابناء الطبقة المتوسطة.
وكانت الجامعات واحدة من التجمعات التى ركزوا عليها من أجل جذب مزيد من المنتمين اليها مستغلين غياب وضعف الأحزاب السياسية، وبسبب استخدامهم الشعارات الدينية، وادعائهم الطهارة، واشاعة اضطهاد نظام مبارك لهم، حصلوا على تعاطف المواطن البسيط.
وفى ظل هذه الظروف فأن نزع هذه الجماعة من المجتمع ليس سهلاً، وخاصة بعد أن انضمت اليها جماعات مسلحة، تدرب اعضائها على العمليات الارهابية في افغانستان.
كما أن ضياع حلم الإخوان وانحدارهم من القمة الى السفح، ومن قصر الرئاسة الى السجن، لن يدعوه يمر بسهولة وهو مثل ما قالت قيادتهم دونه الدم، ولهذا بدأوا في الاغتيالات والعمليات الارهابية كآخر كارت يلعبون به، من أجل عودتهم للمعادلة السياسية بعد أن فقدوا التعاطف الشعبي الذى كانوا يحظون به قبل اعتلائهم الحكم، ولكن العام المنتهى شهد بداية النهاية لهم، وسيشهد العام الجديد نهايتهم، فمن المؤكد أن قواهم ستنهار، وان عمليات اجهزة الأمن في القبض على اعضائها المتورطين في الإرهاب سيضعف من قوتهم، والتي ستظل نارها تضعف شيئا فشيئا حتى تخمد تماما.
ومن هنا فان عام 2014 سيرى نهاية الارهاب وعودة الاستقرار وتعافى الاقتصاد، ولكن علينا ان نقوم بواجبنا وأوله الذهاب الى الاستفتاء وهو خطوة حاسمة للقضاء على الجماعة، واذا نجحنا في هذا الاختبار فستكون بداية تحقيق التوقعات المتفائلة، وسيكون عاماً 2014 سعيداً للشعب المصري.
نقلا عن مبتدأ
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع