أكد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، أن أجهزة الوزارة تواصل جهودها بالتعاون والتنسيق الكامل مع القوات المسلحة لمواجهة تصاعد أعمال العنف والتخريب لجماعة الإخوان الإرهابية، والتى تهدف لإشاعة الفوضى بالبلاد للإيحاء للكافة بعدم استقرار الأوضاع الأمنية بها.
وأضاف محمد إبراهيم خلال مؤتمر صحفى له بمقر الوزارة ليوم، أن الجماعة انتهجت أقصى درجات العنف خلال التظاهرات والمسيرات على مدار الفترة الأخيرة، والتى تمثلت فى التعدى على المواطنين وكان أبرزها حادث استشهاد المواطن محمد جمال الدين بدير عثمان "سائق السيارة الأجرة" بمحافظة الدقهلية بتاريخ 16 ديسمبر الماضى.
وأوضح وزير الداخلية خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده بمقر وزارة الداخلية، أن ذلك ظهر فى اعترافات أحد عناصر الجماعة المضبوط مؤخراً وبحوزته سلاح آلى وكمية من الذخيرة "وهو الإخوانى" عامر مسعد عبده عبد الحميد، المقيم بالدقهلية والحاصل على بكالوريوس تجارة، الذى تعترف بسابقة تسلله عبر الأنفاق لقطاع غزة، ومعه كل من الإخوانى "أحمد السيد فيصل ياسين"، والإخوانى "محمد أحمد عبد الله الشيخ" وبصحبة الفلسطينى "وسام محمد محمود عويضة"، وتلقيهم تدريبات عسكرية فى غزة على استخدام الأسلحة النارية.
وأشار الوزير إلى أن المتهم اعترف بارتكابه العديد من حوادث العنف ومن بينها إطلاقه النار على المواطن السيد محمد أحمد العزبى، وإصابته حال مشاركته بإحدى التظاهرات المُناهضة لتنظيم الإخوان الإرهابى بالمنصورة، واشتراكه مع العناصر الإخوانية أحمد محمد عبده على الدرينى، ومحمد أحمد جبر خلف، فى إطلاق الأعيرة النارية على أعضاء الحركات الثورية أثناء تظاهرهم أمام ديوان عام محافظة الدقهلية وإصابة ثلاثة منهم بطلقات نارية فى القضية رقم 9852 لسنة 2013 جنح ثان المنصورة.
واعترف المتهم بإطلاق الأعيرة الخرطوش فى الاشتباكات التى وقعت مع أهالى شارع بورسعيد بمدينة المنصورة، مما أسفر عن إصابة عددٍ منهم بطلقات خرطوش، مع قيامه وآخرين من العناصر الإخوانية بإطلاق الرصاص على أحد من مؤيدى ثورة "30 يونيه" مما أدى لوفاته.
واستطرد وزير الداخلية، أن جهود المتابعة والمعلومات كشفت أن الفترة اللاحقة على 25 يناير 2011 خاصة فى فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسى ساعدت جماعة الإخوان على توسيع قاعدتها فى مختلف أنحاء البلاد، وأن الجماعة سعت إلى التقارب مع حلفائها من الفصائل المتشددة لاستخدام عناصرها فى تنفيذ مخططاتها العدائية.
وأفاد بأن المعلومات أكدت قيام الجماعة بفتح قنوات تواصل لعدد من كوادرها مع قيادات حركة حماس الفلسطينية، ومنهم أيمن نوفل، ورائد العطار الذين قدموا لهم مُختلف أوجه الدعم اللوجيستى من خلال استضافتهم بقطاع غزة وتلقينهم بقواعد الأمن وتدريبهم على مختلف الأسلحة بمعسكرات كتائب القسام، وكذا التباحث معهم فى بعض المسائل المتعلقة بالتكنولوجيا العسكرية وأبرزها ابتكار جهازين التشويش على عمل الطائرات، وضبط عملية توجيه صواريخ القسّام، وتطوير عمل أجهزة فك الشفرة، ووضع منظومة لمراقبة الطائرات باستخدام الحاسب الآلى، وتدبير عدد من طائرات الخفاش الطائر، وكمية كبيرة من حمض النتريك.
ولفت اللواء محمد إبراهيم إلى أنه استتبع ذلك الإعلان عما يسمى بجماعة "أنصار بيت المقدس"، والتى يتولى قيادتها الهارب توفيق محمد فريج زيادة، ويحمل اسما حركيا "أبو عبد الله" وجناحها تنظيم "كتائب الفرقان" يترأسه القيادى الهارب محمد أحمد نصر، وكلاهما ثبت تورط كوادرهما فى عدد من الحوادث التى شهدتها البلاد من بينها المحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية، والمتهم فيها كل من هشام على عشماوى سعد وعماد الدين أحمد محمود عبدالحميد، بالإضافة إلى الانتحارى وليد محمد محمد بدر "منفذ الحادث".
وأفاد الوزير بأن ذلك يأتى إضافة إلى حادثى التعدى على نقطة شرطة النزهة، واغتيال المقدم محمد مبروك المتهم فيها كل من المتوفى سعيد الشحات محمد عبد الله، الذى قام بتفجير نفسه باستخدام حزام ناسف حال استهدافه فى وكر هروبه بالمرج مؤخراً"، وسمير عبد الحكيم إبراهيم ويحمل اسما حركيا "شادى"، وفهمى عبدالرؤوف محمد فهمى ويحمل اسم حركيا "هانى" والمطلوب ضبطهم على ذمة القضيتين رقمى 344 لسنة 2013، 423/2013 حصر أمن دولة عليا، بالإضافة إلى المتهمين المضبوطين، وهم "محمد فتحى الشاذلى، وأحمد محمود عبد الرحيم فراج، وأحمد عزت شعبان".
وأكد اللواء محمد إبراهيم، أن الأجهزة الأمنية بالوزارة وجهت على مدار الفترة الماضية عدة ضربات ناجحة لتلك العناصر، أسفرت نتائجها عن كشف تورط العديد من عناصرهم فى حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية بتاريخ 24 ديسمبر الماضى، والذى أسفر عن استشهاد 16 من بينهم 14من رجال الشرطة وإصابة آخرين، وأنه ثبت تورط الهارب أحمد محمد سيد عبد العزيز السجينى يحمل اسما حركيا "مصعب" 26 سنة، ويقيم بشارع الثورة ببلقاس، والمتهم يحيى، نجل القيادى الإخوانى المنجى سعد حسين مصطفى الزواوى، فى عملية رصد ديوان المديرية، وكذا استقبال قيادى التنظيم توفيق محمد فريج زيادة، والعنصر الانتحارى والسيارة المنفذة للحادث.
جاء ذلك فضلاً عن اضطلاع تلك المجموعة بتنفيذ حوادث أخرى، المتمثلة فى حادث السطو المُسلح على محل مصوغات إسكندر بمركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ بتاريخ 20 ديسمبر الماضى، وسرقة 3 كجم من المشغولات الذهبية، تم تسليمها عقب الحادث لقيادى التنظيم توفيق محمد فريج زيادة.
كما نفذ المتهمون – وفقا لوزير الداخلية- عملية إطلاق أعيرة نارية على كمينى "كوبرى جامعة المنصورة، والذى أسفر عن استشهاد ثلاثة من رجال الشرطة وإصابة آخر، وعملية تفجير عبوة ناسفة خلال شهر يوليو الماضى بجوار مديرية أمن الدقهلية، أسفرت عن إصابة عدد من المجندين، والسطو المسلح على إحدى الدراجات البخارية التابعة لمكتب بريد بلقاس خلال شهر رمضان الماضى والاستيلاء على مبلغ نصف مليون جنيه، وإطلاق أعيرة نارية على أحد ضباط القوات المسلحة ومصرع زوجته بمنطقة أرض الجمعيات بمحافظة الإسماعيلية".
وأشار وزير الداخلية إلى أن عمليات الملاحقة الأمنية للعناصر المتهمة بتلك الحوادث، أسفرت عن تحديد هوية منفذ حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية، وهو الانتحارى إمام مرعى إمام محفوظ من مواليد 2 يونيه 1973، ويقيم فى 8 ش يوسف عوض من شارع عرب الطوايلة بالمطرية، مع 7 متهمين آخرين أبرزهم يحيى المنجى سعد حسين وعادل محمود البيلى سالم، وأحمد محمد عبد الحليم السيد بدوى، وتم العثور بحوزتهم على العديد من المضبوطات أبرزها معمل مُجهز لتصنيع المُتفجرات بمسكن الأخير، ومجموعة من الإصدارات الجهادية المتوافقة مع توجهات تنظيم القاعدة، وسلاح آلى ثبت من الفحص الفنى سابقة استخدامه فى إطلاق النار على كمين كوبرى جامعة المنصورة، وحادث سرقة محل مجوهرات إسكندر بكفر الشيخ الذى أسفر عن مقتل مالكه.
كما تضمنت المضبوطات بيانا صادرا عن جماعة أنصار بيت المقدس التى تتبنى فيه الجماعة مسئوليتها عن حادث محاولة اغتيال وزير الداخلية ومذكرات تتضمن كيفية تصنيع المتفجرات والدوائر الكهربائية وزرع الألغام والتفجير عن بُعد، وتصنيع الأحزمة الناسفة وبعض الأوانى المُستخدمة فى عملية تصنيع المواد المتفجرة وقاذف R.P.G مصنع محلياً، وتوالى نيابة أمن الدولة العليا تحقيقاتها مع المضبوطين.
وشدد وزير الداخلية على أن الوزارة عازمة على المُضى قدماً لأداء واجبها فى حماية الوطن والتصدى للبؤر الإرهابية والإجرامية والخارجين عن القانون والشرعية التى أقرها الشعب فى ثورة 30 يونيه المجيدة بكل حزم وقوة وفقاً لأحكام القانون، فى ظل محاولات جماعات الإرهاب الأسود النيل من الاستقرار الداخلى وزعزعة أمن البلاد.
ولفت إلى أن الأجهزة الأمنية تبذل جهوداً مضنية وتقدم تضحيات غالية وتعمل على مدار الساعة بعيون يقظة ساهرة، وقلوب مؤمنة وروح عالية تضرب بيد من حديد على أوكار الإرهاب، ولن يفلح المجرمون.
وفى نهاية المؤتمر، وجه وزير الداخلية رسالة إلى شعب مصر، قائلا "إن ما قدمته الشرطة والقوات المسلحة منذ ثورة 30 يونيه من تضحيات وشهداء جاء لترسيخ وإعلاء الإرادة الشعبية التى عبرت عنها جموع الشعب للحفاظ على استقرار الوطن ضد عبث العابثين، وحرصاً على استمرار المسيرة الديمقراطية، فإننى أطلب من كل أبناء الشعب الاصطفاف بالملايين أمام لجان الاستفتاء، للتأكيد على تلك الإرادة ونتعهد لكم ببذل كل الجهود لتوفير أقصى درجات الأمان فى ذلك اليوم، فإمضوا أبناء وطننا قدماً نحو مستقبل أفضل إن شاء الله".
واعتبر وزير الداخلية على هامش المؤتمر، أن ما يحدث فى مصر هو من تخطيط الجماعة الإرهابية، مؤكدا أن محمد على بشر متواجد فى مصر ولم يغادر البلاد، وأن ما حدث فى جهاز الأمن الوطنى يعد محاولة اغتيال للجهاز وكان مقصود به القضاء على الجهاز تماما، وأن مصر حاليا بها جهاز أمنى سياسى.
وواصل وزير الداخلية، أن الوزارة فى حاجة إلى معدات حديثة تواكب المستجدات على الساحة، وهناك بعض الدول ترفض إمدادنا بتلك المعدات لموقفها من ثورة 30 يونيه، واطمأن كافة الأخوة الأقباط بتأمين احتفالاتهم فى أعيادهم، وأن الداخلية لن تسمح لأى خارج عن القانون أن يعكر صفو احتفالات الأقباط".
واستكمل "من سيقترب من أى كنيسة فهو هالك، وأطالب فى النهاية الشعب المصرى أن يخرج إلى الشارع فى 25 يناير للاحتفال بذكرى الثورة وتفويت الفرصة على جماعة الإخوان بارتكاب أى أعمال عدائية، بعد أن بدأوا يفقدون عقلهم نهائيا، وسوف نتصدى لأى محاولات تعكير صفو المصريين".