الأقباط متحدون - صورة دم الرئيس وتحليل بوله أولاً
أخر تحديث ١٩:٠٢ | السبت ٤ يناير ٢٠١٤ | كيهك ١٧٣٠ ش ٢٦ | العدد ٣٠٦١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

صورة دم الرئيس وتحليل بوله أولاً

د. خالد منتصر
د. خالد منتصر

 صدقوا أو لا تصدقوا أن أى رئيس وزراء إسرائيلى لا بد أن يقدم تقريراً سنوياً تفصيلياً عن صحته، تخيلوا أن فى إسرائيل التقرير الطبى لحاكم إسرائيل ومخطط سياساتها وصاحب قرار الضغط على زر تفجير قنابلها النووية أهم من إقرار ذمته المالية وصحيفته الجنائية وعلاقاته الغرامية،
هناك فى بلاد المحتل المغتصب يهتمون بإيقاع نبض قلب الرئيس وحركية قولونه ورعشة جفنه وتنميل أطرافه ونقاء بروستاته بنفس درجة الاهتمام التى يتابعون بها قراراته الاقتصادية وخططه الحربية وغاراته العسكرية!

استيقظ العرب على خبر دخول نتنياهو المستشفى لاستئصال زوائد من القولون استكمالاً لملفه الصحى الذى يقدمه فى نهاية كل عام من حكمه، يقدمه للناس وللبرلمان وللإعلام وللرأى العام بكل شفافية وبمنتهى الدقة وبتفاصيل التفاصيل، بداية من تحاليل البول والدم إلى صور أشعة الرنين المغناطيسى والسونار، حبس الإسرائيليون وأعضاء حزب نتنياهو أنفاسهم من نتيجة التقرير، لأنه إذا ثبت من فحص عينة الباثولوجى أن هذه الأورام سرطانية فغالباً هذا تقرير الوداع والخروج من ساحة الحكم بإرادته أو من خلال استجوابات المعارضة التى ستلعب على وتر أن الشعب الإسرائيلى لا يحكمه مريض بمرض خطير عضال يؤثر على قراراته السياسية وبالتالى على مستقبل إسرائيل وشعبها،

الرئيس المريض سيعالج أفضل علاج ويكرم أفضل تكريم ولكنه لن يحكم ويتحكم، وليست فى هذا أى إهانة أو انتقاص من قدر زعمائهم أو بهدلة لمكانتهم من وجهة نظرهم، العواطف والشفقة والمصمصة ليس لها مكان فى السياسة والحكم ومصاير الشعوب. قارنوا هذا الوضع الإسرائيلى بالوضع المصرى عندما طالب البعض من الرئيس «مرسى» بعرض ملفه الطبى على الناس قبل ترشحه للرئاسة بعد أن اتضح أنه أجرى عملية جراحية سابقة لإزالة ورم «ميننجيوما» من المخ، واتضح أيضاً أنه كان يعانى من فيروس سى وعولج بالإنترفيرون.

غرض من طالبوا بتقارير «مرسى» الطبية كان معرفة هل تؤثر هذه الإجراءات الطبية والأمراض والأدوية على قراراته أم لا، هل كان الكبد قد وصل إلى درجة التليف مثلاً، هل كان يعانى من نوبات غيبوبة... إلخ، لم يكن غرضهم التلسين أو التجريس أو التشفى، كلها كانت أسئلة مشروعة ليس لها أى دخل بالتدخل فى الخصوصيات وكشف العورات والقسوة على مرشح رئاسى، ولا ينبغى أن يكون الرد عليها «إن ربك حليم ستار» و«المرض زى النوم عورة». قامت القيامة وهاجت ثائرة الإخوان؛ كيف تسول لكم أنفسكم أن تتطاولوا على فخامة الرئيس؟ وكأنه ليس من حق الشعب أن يعرف صحة رئيسه التى من الممكن أن تذهب بهذا الشعب الغلبان فى ستين داهية وإلى سكة الندامة، وقد حدث وحكمنا رئيس كان كل قرار وكل خطاب وكل تصرف يؤكد أن القدرات العقلية والذهنية متواضعة جداً، وكان أحد مصادر هذا التواضع وهذه الضحالة حالة الرئيس الصحية التى لم يكشف عن تفاصيلها وتركنا فى دائرة النميمة المصرية وليس الشفافية الإسرائيلية.

 
قبل أن نتحدث ونطالب بالانتخابات الرئاسية أولاً أو البرلمانية أولاً لا بد أن نطالب بالتقارير الطبية أولاً.

نقلا عن الاعلامي الطبيب
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع