اشرف مفيد | الاربعاء ٢٢ يناير ٢٠١٤ -
٢٨:
٠٨ م +02:00 EET
ارشيفيه
ما إن أعلن المستشار نبيل صليب، رئيس اللجنة العليا للانتخاب نتيجة الاستفتاء على الدستور بالتصويت بنسبة 98.1 لصالح "نعم" حتى أصيب أعضاء الجماعة "الإرهابية" بالهلع وانتابتهم حالة من السعار، فخرجوا إلى الشوارع والميادين قاصدين التخريب وإحداث حالة من الفوضى لتكتمل بهم الصورة "المزيفة" التى حرصت بعض وسائل الإعلام الغربية على الترويج لها فى الخارج على مدى الأيام التى تزامنت مع الاستفتاء على الدستور.
لقد تحول ما تبقى من تلك الجماعة إلى ما يشبه " الثور الهائج" فخرجوا فى مسيرات تحت عدة مسميات "خائبة" مثلهم تماماً, فمنهم من ظل يتباكى على "الشرعية" التى انتهت وصارت مجرد ذكرى.. بينما تعالت أصوات بعضهم أيضا عبر قنواتهم "المسمومة" لتقلل من حجم المشاركة الشعبية فى التصويت على الدستور متجاهلين النسبة التى بلغت 38.6% بإجمالى 20 مليون ونصف من إجمالى عدد الناخبين الذين يبلغ عددهم 53 مليوناً و423 ألفاً و485، فى حين أن نسبة المشاركة فى دستور مرسى لم تتجاوز 32.9%.
ولم يكتف هؤلاء المخربون عند هذا الحد، بل ذهب بعضهم إلى ما هو أبعد من ذلك فأشاعوا أن الاستفتاء قد تم تزويره وأن هذه النتيجة ليست حقيقية ولا تعبر عن جموع الشعب المصرى وكأنهم قد نسوا أن هذا الشعب الذى يتحدثون عنه كان قد خرج من قبل فى 30 يونيه رافضا لهم ولحكمهم الذى لم نر منه سوى الخراب الذى حل على مصر فى كافة نواحى الحياة.
واستمراراً لمسلسل "العنف" الذى تتبناه تلك الجماعة الإرهابية تحولت مسيراتهم من مجرد مظاهرات رافضة لنتيجة الاستفتاء على الدستور، إلى أبواق لنشر الأكاذيب تحركها أياد خبيثة تمسك بـ" الريموت كنترول" من دول عدة دول فى مقدمتها قطر وتركيا وذلك لتضليل البسطاء الذين لايزال عدد غير قليل منهم يصدقهم ويشعرون بالانبهار تجاه أحاديثهم "الوهمية" عن الإسلام وعن الجنة والنار وكأنهم يمتلكون مفاتيح تلك الجنة.
فمن يتابع الأحداث شبه اليومية التى تجرى فى الجامعات المصرية ويشاهد ما يرتكبه طلاب الإخوان من تجاوزات فى حق زملائهم وما يفعلونه من تخريب وإتلاف للمنشآت العامة يدرك تماماً، أن هؤلاء "الطلاب" ينفذون خططاً أكبر منهم تستهدف تشويه صورة مصر وإظهارها أمام الرأى العام العالمى أنها فى حالة انفلات مستمر وهذا بالضبط ما يسعى إلى تحقيقه "التنظيم الدولى للإخوان" بدعم ومساندة من دول سيئة السمعة ومنظمات تتمتع بتاريخ "غير مشرف" لتدخلاتها المستفزة فى شئون الدول.
إن ما يفعله أنصار الإخوان من شغب وعنف بشكل يومى فى أنحاء متفرقة فى تحد صارخ لأجهزة الأمن وضاربين بقانون تنظيم التظاهر عرض الحائط، ليس له تفسير إلا أن هؤلاء قد رفعوا عن وجوههم "برقع الحياء" فلم يعد أحد منهم يعرف معنى "العيب" ولا يسمع إلا لصوت واحد هو صوت " الدولارات" التى تنهال عليهم من قطر وتركيا وبعض دول الاتحاد الأوروبى الداعمة للإرهاب.
والغريب أننا وسط هذه الأجواء "الملتهبة" ما زلنا نسمع من البعض عن ضرورة إيجاد حل سياسى للخروج من هذه الأزمة التى تسبب فيها الإخوان، بل والأغرب من ذلك فإن بعض تلك الدعوات "غير المنطقية" تلقى صدى لدى البعض وكأن هؤلاء الذين يطلقون تلك الدعوات والذين يصدقونهم يعيشون فى كوكب آخر أو قد أصابهم "العمى" و"الطرش" فلم يروا أو يسمعوا ما يفعله أنصار الإخوان من عنف وتصرفات "طيش" لا تصدر إلا من "الصغار" الذين ليس لهم " كبير" يوقفهم عند حدهم.
اعتقد أن الخروج من هذه الأزمة لن يأتى من خلال حل سياسى كما يعتقد البعض، فنحن الآن فى أشد الحاجة إلى الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه فى الخروج إلى الشارع لإتلاف المنشآت أو ترويع الآمنين أو ممارسة أى شكل من أشكال العنف.
إننا فى حاجة إلى أن يرى هؤلاء المخربون "العين الحمراء" من أجهزة الدولة ليعرفوا أننا نعيش الآن فى دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وأنها دولة مؤسسات وليست مجرد عزبة كان يمتلكها الأهل والعشيرة على مدى عام كامل قضيناه تحت حكم الإخوان.
نقلا عن اليوم السابع
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع