الأقباط متحدون - عن الإخوان ومدارسهم
أخر تحديث ٢٠:١٨ | السبت ١ فبراير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ٢٤ | العدد ٣٠٨٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

عن الإخوان ومدارسهم

د. رفعت السعيد
د. رفعت السعيد

تصاعدت بعد ٣٠ يونيو، وبعد أن استعاد المصريون مصرهم من براثن الإخوان، الحملة ضد المدارس الإخوانية وأسس وأساليب التعليم الإخوانى التى تستهدف اختطاف تلاميذ صغار إلى الحظيرة الإخوانية كأساس لاختطاف مصر بأكملها. وتدفعنا هذه الحملة لاستعادة الأساس التاريخى للخطة الإخوانية. فمنذ البدايات الأولى أكد حسن البنا رفضه للتعليم الحديث باعتباره انعكاساً غربياً يعلم التلاميذ الضلال والعلمانية. ورفضه للتعليم الأزهرى باعتباره مجرد حفظ لموضوعات دينية وخاليا من الاهتمام الروحى والوجدانى. ونلاحظ أن البنا تخرج فى دار العلوم التى تباعدت مناهجها عن التعليم الحديث وعن التعليم الأزهرى معاً.

 وفى البدء أسس البنا مدرسة صغيرة فى الإسماعيلية تباعدت مناهجها قدر الإمكان عما اعتبره البنا تعليماً غربياً علمانياً، وعندما قوى عود الجماعة بعد تحالفه مع القصر ورجاله شكل وفداً إخوانياً لمقابلة وزير المعارف مطالباً بتعديل مناهج التعليم جذرياً، بحيث يقوم على مناهج إسلامية حقة غير متأثرة بالتعليم الغربى الحديث. وفى أكثر من مقال سجل البنا انتقاده المرير للحكومات لأنها تسمح للبعثات المسيحية بافتتاح مدارس فى بلد إسلامى. وهاجم مناهج المدارس الحكومية لأنها تدرس تاريخ أوروبا ولا تدرس تاريخ الإسلام [عبد القادر عودة – الإسلام بين جهل أبنائه وعجز علمائه]. . وفى عام ١٩٣٨ طلب وزير المعارف إلى شيخ الأزهر تقريراً عن توحيد نظامى التعليم الأزهرى والحديث فأعد البنا تقريراً مطالباً بتعليم غير غربى أو علمانى أو حديث. وإذ نعود إلى الفكرة الأساسية نجد البنا يدعو لمجتمع مسلم ومن ثم لا بد من أسرة مسلمة، ولهذا اهتم بضرورة تعليم المرأة بمناهج تعتمد على الشؤون المنزلية وألح على ضرورة وجود مناهج متمايزة للبنات، ونلاحظ أن هذه المناهج لا تؤهل الفتاة للتعليم الجامعى، فقد أكد البنا دوماً أن دور المرأة هو بناء الأسرة الإسلامية وليس العمل الوظيفى، وكانت خطوته الأولى فى هذا الصدد افتتاح مدرسة «أمهات المؤمنين» فى الإسماعيلية (١٩٣٣).

 وقد بدأت المؤسسة التعليمية الإخوانية فى الصعود عام ١٩٤٦ وهو زمن تحالف البنا مع القصر والطاغية صدقى بما مكنه من الحصول على دعم هائل. وكون البنا لجنة خاصة للإشراف على المدارس الإخوانية. [الإخوان المسلمون – ١٠/٧/١٩٤٦] وكالعادة أعلن البنا عن تبرعات كبيرة مجهولة المصدر لإنشاء مدارس إخوانية. ثم كان محمد حسن العشماوى باشا الذى صمم البنا على تعيينه وزيراً للمعارف، وعلى الفور وبناء على قرار من البنا وجه العشماوى رسالة رسمية للجماعة يدعوها فيه إلى المساهمة فى تعميم التعليم ومشاريع محو الأمية. وقدمت الوزارة للجماعة مبلغاً مقابل كل تلميذ ينضم إلى مدارسها، علماً بأن المدارس الإخوانية كانت بمصروفات، ثم قرر الوزير تقديم الكتب والأدوات الدراسية مجاناً لهذه المدارس، ثم أصدر قراراً بتغطية نفقات المدارس بالكامل. وهكذا أصبح المشروع التعليمى مصدر ربح هائل للجماعة، فالتعليم بمصروفات والوزارة تغطى كل التكاليف.

ويؤكد البنا أن جميع شعب الجماعة، وعددها ألفا شعبة، قد افتتحت كل منها مدرسة أو أكثر [قول فصل – صـ٣٤]. وهكذا حقق البنا مساحة واسعة جداً لنشر أفكاره وسط تلاميذ مدارسه وأولياء أمورهم، وحقق كسباً مالياً هائلاً نظير تظاهره بالولاء للملك وللطاغية صدقى عبر تطبيق أهم المبادئ التى وضعها والتى ما زالت الجماعة تطبقها حتى الآن وهو «لعبة المصالح المشتركة مع الطاغوت»، ولعل هذا يفسر لنا اندفاع طلاب الأزهر مثلاً فى هجومهم الوحشى على جامعتهم ورئيسها وشيخ الأزهر. فالطلاب والفتيات هم من أفقر فقراء الريف الذين تنفق عليهم الجماعة من فيض مالها ما يكفل لهم ملابس وكتبا ونفحات مالية. فتصبح المؤسسات التعليمية المملوكة للإخوان سبيلاً لرفض تحية العلم والنشيد الوطنى، أما طلاب الأزهر والجامعات فتنفق عليهم من بعض حصيلة تعليم أبناء الطبقة الوسطى فى مدارسها ليخدموا أهدافها.

نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع