الأقباط متحدون - عرش مصر
أخر تحديث ٠٣:٤٧ | السبت ١ فبراير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ٢٤ | العدد ٣٠٨٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

عرش مصر

 د. وسيم السيسى
د. وسيم السيسى

يرفع الستار عن عرش مصر، من الذهب الخالص، حوله ١٤ مندوباً عن يمين العرش، ١٤ مندوبة عن يسار العرش، يمثلون محافظات مصر الـ٢٨، ثم تظهر فتاة تنادى أفسحوا الطريق.. إنها.. القوة.. مندوبة عن مصر القوية، تعتلى القوة العرش، يتقدم منها أحد المندوبين قائلاً: حدثينا أيتها القوة عن نفسك.. حتى إذا راقنا ما تقولين.. توجناك ملكة على مصر!.. قالت: أنا القوة.. العظمة فى طرف بنانى، والنصرة على حد سنانى، أنا سيدة العالمين ووحى الحاكمين، إذا غضبت ففى غضبى الحرائق والدمار، فاتقونى.. تجنبوا أنفسكم ضروب الذل والعار!

هجم المندوبون والمندوبات عليها.. خلعوها من على العرش، وصاحوا فى وجهها:

اسكتى.. اسكتى يا ابنة الظلم الرهيب

كل ما فيك غرور وعناء ونحيب.

ظهرت الفتاة المنادية: أفسحوا الطريق.. إنه المجد! اعتلى المجد عرش مصر.. تقدمت منه إحدى المندوبات قائلة: حدثنا أيها المجد عن نفسك فإن راقنا ما تقول توجناك ملكاً على عرش مصر.. قال: أنا المجد.. أنا الطريق إلى الخلود، أما رمز السؤدد والجاه الممدود، سموى ليس له عنان، وأمجادى ليس لها بيان، أستحق من الحمد حمدين، ونور صباحى لا يعمى عنه ذو عينين سليم الطوية مع الأصدقاء، كالذئب مع الأعداء له عواء! من آمن بى فلن يموت، ومن تعبد فى محرابى منحته الشهرة والجاه والجبروت!

يهجم المندوبون والمندوبات على المجد، ويخلعونه عن عرش مصر قائلين:

اسكت.. اسكت.. يا عنوان العناء

اغرب عن وجوهنا فكل ما فيك فراغ وكبرياء!

تظهر المنادية بعد قليل.. تقول: أفسحوا الطريق لعرش مصر إنه الجمال.. تقدم الجمال.. اعتلى العرش.. تقدمت إحدى المندوبات قائلة: حدثنا أيها الجمال عن نفسك فإذا راقنا ما تقول.. توجناك ملكاً على مصر.. قال:

أنا الجمال.. أنا الوحى لكل فنان موهوب، وملهمه باسمى ما تختلج به القلوب.. أنا شفيق رقيق مع الزهر الباسم، والطير الهائم، هذا العالم لا يتسع لسلطانى، ولا يحتمل جمالى وعنفوانى!.. هجمت المندوبات عليه صائحات:

اسكت.. اسكت.. إنما أنت خيال

زائل يفنى كما تفنى الأمانى والآمال.

لم تظهر المنادية فترة طويلة.. تساءل المندوبون والمندوبات.. أين وطنية؟! قالت المنادية.. إنها هناك.. زاهدة فى عرش مصر، وتقول إنها أمانة تخاف السماوات والأرض من حملها! قام المندوبون والمندوبات، ذهبوا إليها.. أتوا بها أجلسوها على العرش، طلبوا منها أن تتحدث عن نفسها.. قالت:

لماذا دفعتم بى إلى هذا الموقف الرهيب؟!

ليس لدى ما يستحق الذكر سوى قلبى الحبيب الذى يتألم لأحزان البائسين، والذى يجزع إذا سرقت مصر من المصريين، هنا أموت وتحيا مصر أبد الأبدين!

أخذت من جيش وطنى إقدامه وشجاعته، وأخذت من تاريخ أجدادى ضميره وفجر نوره، وأخذت من شعبى صلابته ووحدته.. لست وحدى.. ولكنى بكم.. أنا بكم وأنتم بى.. أنا واحدة فى الكل، وأنتم الكل فى واحدة.. مصر.

إذا كنتم تروننى قوية، فذلك لأنى لم أعد أشتهى شيئاً حتى هذا العرش، كما لم أعد أخاف شيئاً!.. فبكم جابهنا العالم كله وجعلناه يسير على قشر بيض!.. ويقر: مصر قد الدنيا وغيرت الدنيا.

أحاط المندوبن والمندوبات بوطنية، ووضعوا على رأسها تاج مصر، ثم راحوا ينشدون:

مرحباً مرحباً.. أنت خير الكائنات

أنت نبع النور والنبل الجميل القسمات

احكمى احكمى.. أنت خير الملكات.

waseem-elseesy@hotmail.com

نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع