ذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية أن ميليشيات الإسلاميين في شبه جزيرة سيناء وخارجها تعمل على توسيع دائرة الإرهاب في مصر، في ضوء تصاعد الأعمال التي تستهدف قوات الجيش لتدمير المؤسسة العسكرية وإقامة دولة إسلامية.
ونقلت الصحيفة، في تقرير بثته اليوم، عن محللين أن الهجمات الإرهابية في سيناء وخارجها تزايدت عقب ترقية وزير الدفاع إلى رتبة المشير وموافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على ترشحه لانتخابات الرئاسة حال رغب في الترشح.
وقالت: "نظرا للشعبية الكبيرة التي يتمتع بها المشير عبدالفتاح السيسي، فإنه قد يفوز بالانتخابات التي من المقرر أن تجرى منتصف أبريل المقبل، ومن ثم يحصل على فرصة كبيرة لتوحيد صفوف الشعب المصري من جديد".
ونقلت الصحيفة عن ديفيد بارنيت، الباحث في شؤون الجماعات المسلحة في سيناء بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، قوله إن الجهاديين استغلوا فترة الفوضى السياسية والاقتصادية التي مرت بها مصر مؤخرا واعتبروها فرصة لهم لتدمير الحكومة المؤقتة وإقامة دولة إسلامية.
وأشارت الصحيفة إلى تنامي نجم جماعتي "أنصار بيت المقدس" و"أجناد مصر" اللتين أعلنتا مسؤوليتهما عن القيام بأعمال تفجيرية عديدة لاستهداف المنشآت والمسؤولين العسكريين في مصر، كان آخرها تفجير كمائن عديدة للشرطة ومحاولة اغتيال مسئول حكومي كبير.
وقال المحلل السياسي سكوت ستيوارت لـ"واشنطن تايمز" إن الهدف الرئيسي لهؤلاء الجهاديين تجاوز حدود سيناء، فيما تخطت قدرتهم على محاولة اغتيال المسؤولين الحكوميين وتفجير سيارات مفخخة بداخل العاصمة ما نعرفه عن المنظمات الجهادية التي كانت تتواجد سابقا داخل سيناء.
وتعليقا على هذا، أقر ديفيد بارنيت بأن أنصار بيت المقدس أثبتوا خلال الفترة الماضية زيادة مستويات تنسيقهم وتطويرها من خلال شن المزيد من الهجمات خارج سيناء، ووصولا إلى إسرائيل، حيث أعلنت مسئوليتها عن اسقاط صاروخين على منتجع إيلات الإسرائيلي انتقاما للغارات الجوية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه بالرغم من عدم انتساب جماعة "أنصار بيت المقدس" رسميا إلى تنظيم القاعدة، إلا أنها تتشارك مع القاعدة في العديد من الأفكار والتوجهات، فيما ظهرت بياناتها على المنتديات الفكرية للقاعدة والمتواجدة على شبكة الانترنت.
وأشارت "واشنطن تايمز" إلى رد مصر على هذه الجماعات المسلحة، والذي وصفته بـ"القوي"؛ حيث شنت القوات الجوية ضربات ضد معاقل مسلحين مشتبه فيهم بشمال سيناء، مما أدى إلى مقتل 20 شخصا على الأقل واصابة 25 آخرين.
واختتمت الصحيفة تقريرها برصد تعهدات الحكومة المصرية باجتثاث جذور الإرهاب ومحوه، وهو ما قد تم تفسيره بأنها سوف تتصدى لأي شخص يحرض على العنف أو يتحدث إلى أولئك المتهمين بتأجيجه.