كشف انهيار كوبري "عزبة النخل" عن انهيار سياسات الحكومة نفسها وليس فقط انهيار البنية التحتية للعديد من المشروعات التي قامت بها الشركات التابعة للحكومة في أخر 10 سنين قبل الثورة، كما أمتد الفساد في هذه الشركات إلى ما بعد الثورة.
 

وأبرز صور انهيار سياسات الحكومة هو غياب الرؤية لديها، وغياب الخطط البديلة، والإبداع، والحلول السريعة، والحلول ذات المدى الطويل أيضاً، ..حيث تشعر بأن هذه الحكومة فى غياب تام عن كل ما يحدث فى الواقع على أرض مصر..
 

وبعد انهيار الكوبري، سرعان ما خرجت التصريحات الحكومية بالطرق البديلة.. وقطارات المترو الإضافية.. وتغيير المحاور المرورية.. وسرعة رفع المخلفات.. وسرعة تشكيل لجنة للفحص..ولكن على أرض الواقع الأمر مختلف تماماً ..تماماً ..تماماً..
 

والواقع يقول أن هذا الكوبري كانت إحدى الشركات الحكومية قد أجرت له صيانة منذ فترة قريبة جداً .. بالإضافة أن هذا الكوبري ليست له بدائل صالحة للاستخدام تسهل على المواطنين السير بسهولة ويسر من المناطق العشوائية "عزبة النخل والخصوص والمرج" إلى المناطق العشبية "عين شمس" .. وبإعتبار سكان العشوائيات والمناطق الشعبية ليسوا "بشراً" فعندما تتفضل عليهم حكوماتهم بمشاريع تنموية .. لا تفكر على الإطلاق فى إنشاء مشاريع – طرق – بديلة... وتعتبر الحكومات أنها تتصدق عليهم بهذه المشاريع!!!
 

نفس الأمر بالنسبة للمترو فقد تم الدفع بقطارات زيادة من محطة "سراي القبة" أى أن الشركة قد زادت قطارات فى منطقة بعيدة تماما عن الحدث وتركت محطات "حلميه الزيتون والزيتون والمطرية وعين شمس وعزبة النخل والمرج والمرج الجديدة" – وهى المناطق صاحبة المشكلة – بدون أي زيادة في عدد القطارات لا لسبب إلا أن هذه المناطق يسكنها مواطنون من كوكب أخر يدعى "الفقراء"...
 

أما بالنسبة لرفع المخلفات ولجان التحقيق والفحص .. وخلافة فمن المعروف أن أي دليل يورط أي مسئول سوف يتم التخلص منه مع رفع المخلفات ،ولنا في كل لجان الفحص والتحقيق التي نعيشها كل يوم أعظم مثال..
 

إن هذا الشعب أستطاع أن يصبر طويلاً على فشل الحكومة وتهميشها له وعدم الإهتمام به ..ولكنى أعتقد أنه صبره لن يطول على غباؤها!!