الأقباط متحدون - سد الفساد
أخر تحديث ٠٤:٠٧ | السبت ٢٢ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ١٥ | العدد ٣١٠٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

سد الفساد

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مينا ملاك عازر
تقوم بلادنا برحلة عبر الزمن، وتمر على الأيام في طريقها نحو المستقبل، فتتمرر الأيام، وكلما مر عليها يوم ابتلعته بصعوبة، وفي رحلتها تسير على مجرى طويل اسمه النيل أصحابه كثر، وهي الوحيدة التي تُنهي عليه، تحلم بلادنا العزيزة أن تستفيد به منذ زمن بعيد، بيد أن ذلك لا يحدث برغم بناء سد عليه ظنته عالي واسمته هكذا.

لكن القدر لم يمهلها إذ مع تزايد أبنائها تناقص إنتاج السد، ومع تنامي أحلام البنين تزايد حملها للطين، فساءت أحوالها وساد الفساد، وانحنت البلاد بفعل السنين وسرقة الفاسدين، وزادت الطينة بلة حينما قررت إحدى البلاد التي يبدأ من عندها أحد منابع النهر بناء هي الأخرى سد، وقلقت البلاد وهرتل سادتها فباعوا البلاد على الهواء وأساءوا لها، وساقوا فيها، ولما ثار العباد على أولائك الأسياد، وجد الحكام الجداد الأحوال سيئة، فلام عليهم دعاة الأخوة وكأنهم المسؤولون.

ومن بجاحة السادة القدامي، قالوا وقالوا وكأنهم ما فعلوا شيء، لا هبلوا على الهواء ولا ساهموا في وقوع البلاء ولا أيديهم تلطخت بالدماء، وعابوا على إدارة البلاد وأخذ الكل يندب حظه، ويحاول وقف بناء السد والتفاوض مع الآخرين والتحاور معهم والأخذ والعطاء لكن أحد لم يفكر في بناء سد لوقف نهر الفساد.

نعم يا سادة، ألم تلحظوا أننا قمنا بثورتين ونهر الفساد لم يقف ولم ينضب وكأن له راعي رسمي حتى أنه ازدهر في أشد عصور التشدد الديني وادعاء التديُّن، وشهد عنه رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات عن كيف صارت الأحوال من سيئ لأسوأ في القصور الرئاسية التي رعاها مدعي التدين؟ وكيف تعاملوا مع أموال البلاد والعباد كأنها أموال خاصة؟ ويا ليتهم فعلوا هكذا، فلو كانوا فعلوا ما كانوا أهدروها هكذا، ولذا نحتاج من اليوم أن نشرع في بناء سد الفساد حتى لا تغرق فيه البلاد حتى الآذان فيوحل الفساد.

الكارثة أننا مشغولون بحروب يشعلها لنا أعدائنا لإلهائنا عن بيت الداء حيث يقطن الفساد وخراب الذمم والضمير الميت، لا ألوم على شعب مصر ولكن هل لم يكن من بين الملايين التي نزلت تندد بفساد مبارك في ثورة يناير وخيانة مرسي في يونيو، رجال خربة ذممهم، وتركوا مدارسهم وعملوا مدرسين خصوصين لزيادة الدخل مع أنهم لو كانوا باشروا أعمالهم في مدارسهم لنهضت مدارسهم، ووفروا على آباء كثيرين أموال طائلة، وهل لم يكن من بينهم موظفين مرتشين تعللوا بالغلاء وقلة الأرزاق مع أنهم يجلسون في مكاتبهم لا يعملون؟

ولو كانوا عملوا بدون رشاوي لوفروا أموال أخرى طائلة، كانت كل هذه الأموال جديرة بنهضة البلاد والعباد لتستخدم في الاستثمار وبناء المشاريع وكانوا بذلك وفروا فرص العمل، هل لم يكن من بين من نزلوا اناس منتفعين، أكيد كان هناك منتفعين من كل نظام بدليل أنك لو نظرت لشاشات التلفاز ستجد من أكلوا على كل الموائد في سبيل لقمة عيشهم، صفقوا لمبارك ومن بعده المجلس العسكري ثم لمرسي وحتى الآن للنظام الحالي!.
المختصر المفيد اتقوا الهل يا شعب مصر - بقدر ذكركم له في حديثكم- فتنهض البلاد.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter