مدحت بشاي | السبت ٢٢ فبراير ٢٠١٤ -
٢٥:
١٠ ص +02:00 EET
مدحت بشاي
في مقال هام للكاتبة والإعلامية المتميزة «سهير جودة» بجريدة «الوطن» «الباطل بطلاً».. تناولت بذكاء وحس وطني طيب انتشار ظاهرة تلبيس الحق بالباطل حوادثنا اليومية وتفاعلات الناس في الشارع عبر إعلام باطل مغرض رذيل من جانب بعض نجوم (من كانوا نجوماً وتصاغروا للأسف) في سماء الإعلام ، بالقول والتصريح أو عبر استضافة من عَرفوا أنفسهم بالنخبة أو قدموهم كنشطاء، أو قالوا عنهم إنهم قوى ثورية ، وهي التي لا وجود لها على الأرض!!
توقفت الكاتبة على سبيل المثال عند حدوتة المواطنة التي تم كلبشتها في سريرها بالمستشفى وهي على وشك الولادة، وكيف تم (وفق وصفها) نصب سرادق الندب الصاخب، لتعمل ماكينة «الفتي» في كل الاتجاهات، وإتاحة الفرصة للمتاجرين والمزايدين ليبقى سرادق العزاء مفتوحاً للمشاركة والإضافة، في إطار صناعة البطولات عبر أعمدة الصحف السيارة الحافلة بعناوين الإثارة لمحتوى ومتن فارغ وتافه..
وفي نفس الاتجاه وبتزامن طيب لنشر مقال «جودة» ، وبأداء مهني رائع وغيرة وطنية، استطاعت «أماني الخياط» الإعلامية المهمة وبرنامجها الصباحي واسع المتابعة على هواء قناة «أون تي في»، وكما عودتنا تقديم حلقة رائعة في إطار دورها في مقاومة أفعال السفهاء منا في زمن «الرداءة» (الرداءة التي يدعي زميلها المسائي الطلة البهية «يسري فودة» أنه يناهض فاعليها بينما يقدم بعضهم بحماس غير مقبول «ليلاتي على الله» مع سبق الإصرار).
تناولت «الخياط» حادثة سانت كاترين المؤلمة، وفقداننا لأربعة من الشباب الجميل وهم يجوبون صحراء سانت كاترين في رحلة سفاري في مجال دعمهم للتنشيط السياحي على أرض الفيروز، وتصدت بالمتاجرين بغباوة قلم ورأي لجلد الذات بشكل رذيل من جانب من لا يريدون بمصر ونشاطها السياحي الخير، بادعاء تمثيلهم للمعارضة..
عرضت «الخياط» شريط فيلمي لحادث ياباني لتعقد مقارنة بديعة بين الأداء الياباني والأداء المصري ، وكيف تناغم الجهد الشعبي (بدو المنطقة) مع دور الجيش وطياراته بالقدر المتاح في ظروف مناخية صعبة لإنقاذ الشباب..
وفي إطار الموضوعية استقبلت مداخلة من خبير سياحي في مجال تنظيم مثل تلك الرحلات.. قال الخبير: «كان لابد من تبليغ كل الجهات المعنية بشأن توفير سلامة الرحلة ومن بينها على سبيل المثال جهات إنقاذ و المخابرات الحربية وغيرها، وهو مالم يحدث، وغير مقبول القيام بمثل تلك الرحلات في فصل الشتاء في مثل تلك المناطق، كما يراعى في تلك الرحلات تنفيذ طقوس وواجبات معينة بكل حزم وبتفعيل آلية السمع والطاعة، فالدليل يسبق الجماعة ويتم التوقف كل ساعة للتتميم على الجماعة، وأنه في حال حدوث توهان أحدهم فيجب التوقف في المكان ولا يتوغل بين الجبال كما فعل للأسف المخرج الشاب الرائع محمد رمضان ، على رأي المثل «اللي مايعرفش العوم ماينزلش البحر»..
وكان للأسف من بين ما أثاره كُتاب الخيابة وقالوه على شاشات التلفاز «هو إيه اللي ودى البنات مع الصبيان في رحلة كده ؟»، رغم إن همه همه اللي قبل كده استبشعوا كلام المتشددين عن «أم كباسين» لنزولها ميدان التحرير لما قالوا: «هوه إيه اللي وداها؟»..
أما «رامي رضوان» المذيع الشاب الرائع الذي يشارك «أماني» حلقات البرنامج ، فقد كتب على صفحته الفسبوكية «تحيه كبيرة للبدو ولرجال القوات المسلحه وكل من شارك في انقاذ ضحايا عاصفة سانت كاترين. ولكل ناشري الهذي والفتي اتقوا الله وتحققوا مما تنشرون وتتداولون. وأتمنى محاسبة كل من قصّر وساهم بتواطئه ومعلوماته الضعيفة في وقوع هذه الفاجعة وإلحاق الأذى بهؤلاء الشباب..»..
إنه في زمن الرداءة ، ينبغي أن نحيي ونشجع كل أصحاب الأدوار الوطنية المخلصة ، ونحذر من أصحاب الوجوه التي تبدو مخلصة ووطنية وهي على غير ذلك ، ولعل أصحاب المبادرات اليومية الرذيلة لمصالحة أهل الإرهاب خير مثال على ما نتابعه في واقع نعاني فيه التوهان ونحتاج لمن ينير شمعة لنهتدي بها في مشاوير النضال.
وعليه، طالبين منك كتير ياريس يا اللي جاي (كنت فلان أو علان) تقول لينا هتتعامل إزاي مع اللي بيسموهم القوى الثورية الحنجورية؟،.. وكمان قول لنا هتحل أزمة وجود مؤسسات علمية وتعليمية واقتصادية وإعلامية بمرجعية دينية؟! .. قول لنا علشان نلتحم بيك بحب وبجد...وكمان انت عارف لو فشلت في إقامة دولة العدل والقانون.. دولة حديثة ديمقراطية، هنعمل إيه معاك ولا لأ؟!.. إحنا على طول هنصرخ في وشك لو شوفنا إنك اهملت ولا همك رزق ولادك في الغيط والمصنع، راح تبقي عدو بلادك ، ونقولك يا خاين المسئولية، هنزمرلك كدهو ونطبلك كدهو.. عايزين اللي يصون مبادئنا وينور بالحب طريقنا.. ويغني معانا للحليوة بلدي.. زي ما قال لنا الرائع « صلاح جاهين» الله يرحمه
نقلا عن الوفد
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع