عندما جاء الإسكندر الأكبر إلى مصر، قام الكهنة في ذلك الوقت بإقناع الشعب بأن "الإسكندر" هو ابن الآلهة، بالرغم أنه كان غريباً عنهم!!.. والحقيقة.. أن هذا الأمر لم يكن جديدًا على هؤلاء الكهنة فقد أقنعوا المصريين على طول تاريخهم بأن الفرعون هو أحد الآلهة، وبالتالي وجبت عبادته... 

كما كان هناك عادة عند المصريين القدماء أن في حضرتهم أمام فرعون لا يرفعون أعينهم في عينيه ولابد أن يظلوا منحني الرأس أمامه وإلا كان لديهم اعتقاد بأنهم سوف تأذيهم الآلهة!!

 

نفس الأمر تكرر – ولكن بطريقة مختلفة مناسبة لذلك العصر – عندما جاء "محمد على" وتولى الحكم في مصر، وبالرغم أنه أيضًا كان غريبًا عليهم ولم يكن مصريًا إلا أنهم خلعوا عليه لقب "ولي النعم" !! وكأنه "إله" جديد بمفهوم هذا العصر يمنح النعم لمن يشاء ويمنعها عمن يشاء!!
 

وتمر العصور وتتغير الأزمان ... ولكن يظل الكهنة في كل عصر يمنحون "الإلوهية" لمن يشاؤون وظل كهنة الفراعنة يتحولون ويتلونون مع كل عصر وكل زمان، كل ما يتغير فيهم هو مظهرهم وألقابهم ولكن أفكارهم "العابدة المتعبدة" مازالت كما هي ويريدون أن يقنعوا المصريين في القرن الحادي والعشرون ... ووسط التقدم التكنولوجي الهائل بأفكارهم التي عفا عليها الزمن و"تمرد" عليها الشعب!

 

والآن... من المعروف والثابت أن معظم الشعب المصري يحب المشير عبد الفتاح السيسي ويقدره ويثمن دوره ... ولكن هؤلاء "الكهنة المنتفعين" يصرون على تقديسه وجعله في مرتبة الأنبياء والقديسين والآلهة المخلصين الشعب الواقع في الظلمة أحيان أخري... وللأسف فهم يضرون بأنفسهم وبالمشير عندما يحاولون أن يسوقوا الناس بلا وعي إلى "مولد سيدنا السيسي"!!