الأقباط متحدون - عدلى أبادير (1920-2009م) فى ذاكرة الأمة القبطية
أخر تحديث ١٣:٢٥ | الجمعة ٧ مارس ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ٢٨ | العدد ٣١٢١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

عدلى أبادير (1920-2009م) فى ذاكرة الأمة القبطية

د.ماجد عزت إسرائيل

         ولد عدلى  أبادير يوسف نعمان  فى 16 فبراير 1920م،فى قرية "شرموخ" التابعة لمركز ملوى محـــافظة المنيا ـ تعرف محـافظة المنيا بعروس الصعيد ــ  بجنوب مصر، لأسـرة قبطـية وطنـــية  ميسـورة الحال مادياً وعلمياً ؛فــوالده كان أحد رجـــال القــضاء  فى مصر فى منتصف القرن العشرين، ــ لاتزال هناك عزبة فى ذات الناحية تحمل اسم أبــاديرــ ،أمــا والدته فهى السيدة "سنية كيرلس حــزين"،التى تنحدر أصولها إلى عائلتة إلى آل كيرلس أحـدى كبارالعائلات فى عصر الباشـوات حيث أمتلكت العـائلة نحو 700 فداناً من أجود الأراضى الزراعية ،فى مركز دير مــواس، بـذات المحافظة،وهى العائلة التى تصدت لسلطات الاحتلال البريطانى (1882-1956م)  فى صعيد مصر.

      وبالقرب من قــرية شرمـوخ شيد "أبـــادير" قصره بمناسبة زواجه فى مطلع القرن العشرين فى أقطـــاعيته التى يمتلكـــها،التى سرعان ما شيـــدت بها العــديد من المـنازل وعرفت بعد ذلك بـ"عزبة أبادير" ولا تـزال حتى يومنا ،وفى ذات المنطقة عــاش عـدلى أبادير طفولته فى قصر والــده ،وسط والـديه وأخــوته وهم:أنــور وعدلى وماهر وأخـته برتا،وتلقى تعليمه فى مدارس مركز ملوى،وبعدها إلتحـــق بكلية الهندسة جـامعة القاهرة وتخرج فى عـام 1941م، ومارس حيـــاة العملية بعدها مباشرة،فى قت الحرب العـالمية الثانية (1939-1945م)،وفى خلال ذات الفترة شهدت مصر أحداث سياسية ترك آثارها فيما بعد على تكــوينه الفـــكرى و السياسى

التى كان منها أنتفـاضة 1935م،ومعاهـــدة 1936م ، وتــولى الملك" فــاروق الأول حكم مصر"(1937-1952م)،واغتيــال رئيس الوزراء المصرى" النقراشى باشا" على يد جمـاعة الإخــوان المسلمون،حتى قيام ثـورة 1952م.

      على أية حال،أسس عـدلى أبادير فى عام 1944م شركة  عرفت بـ "ناسيــتا" وهى متخصصة فى منتجات الكاوتشوك،وكانت تحتـــل مكانه كـبرى فى عالم الصناعات فى مصر،ولكن بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952م، تضررا إقتــصادياً من قـانــون التــــأميم والإصلاح الزراعى  الــذى أصدره الـــرئيس "جمــال عبد الناصر"(1956-1970م)، فهاجر إلى دولة سويسرا فى أواخر الخمسينيات،وبدأ حياته من جديد فى العمل وتأسيس بعض الشركات وبعد نجاحه عاد إلى وطـنه فى أوائل السبيعنيات لمـتابعه شركته بمصر وظل يعمل بها حتى عام 1986م،حيث لفـقـت له تهــــمه الرشــوة فى قضية الصناعات الكبرى،وغادر على آثرها البلاد عائداً إلى سويسرا،وفى 16 يولـيو 1990م ،أصدرت محكمة أمن الدولــة العليا حكــماً ببـرائته وهو ومن معه،ولكنـــه لم يعــود مـــرة آخرى لمصر منذ عام 1986م حتى بعد وفاته.

        أما عن موقف من القضية القبطية فى مصر،فيعد من أوائل المدافعين عن حقــوق الأقباط،ففى  سبتمبر2004م دعى إلى عقــد مؤتمر دولى  فى مدينة "زيورخ"السوسرية "مسيحيين تحت الحصار العالمى" لمناقشة هموم الأقباط فى مصر،ونال هجـوم من شتى أنواع وسائل الأعلام المحلية والعربية ،وكانت البدايات عن طريق رفع الحقوقى الراحل " شوقى كراس" قضية للمطالبة بحقوق الأقباط ولكن باتت المحـاولات يالفشل، لم يكتف المهندس "عـــدلى أباديــر" بذلك

بل عقد مؤتمرا فى واشنطن فى نوفمبر عام  2005 م شارك فيــــه نخبة من السياسيين، وحضره بعض رجال الكـــونجرس الأمريكى،لم يكن أهتمامه بالأقباط وحدهـــم بل امتداد للأقليات المضطهدة نذكر على سبيل المثال الشيعية، والآشوريين،و الـــقرآنيين، والأكـــراد، والسريان، والأرمــــن، واليــزيديين، والصابئة والمندائيين،ونظم لهم مؤتمرا عالمياً فى مدينة " زيورخ" لمناقشة قـــضايا المهمشين فى الشرق الأوسط،أما عن نظرته إلى الإخوان المسلمون فى مصر فوصفهم بـ "الغـــربان" فى عام 2006 م فى مؤتمر بعنوان"علمنة الدولة"الذى عقد بالقاهرة وفى كلمه التى إلقاه نيابة عنه "عزت بوليس" مدير موقع الأقباط متحدون،والتى على  أثرها اعترض بعض الإخوان الحاضرين وأنصرفوا من المؤتمر،كما تنبأ "أبادير" بثورة 25 ينــاير  2011م ،وتوابعه فى منطقة الشرق الأوسط.

    عرف عن "عدلى أبادير" حبه الشديد لمصر، واشتهر بالعطاء للكنيسة القبطية فتنازل عن قصره بمدنية دير مواس كــوقف لمطرانية المدينة،ووضع وديعــة مالية بأحــد بنوك سويسرا لخدمة القضية القبطية،التى كان من ثمارها ؛قناة فضائية تعرف بـ "كيمى" على القمر الأوروبى ،وموقع الأقباط متحدون ومقره فى مصر،وساهم فى طبع ونشر وتوزيع  الموسوعة القبطية باللغة الأنجليزية التى أعدها الراحل الدكتور"عزيز سوريال عطية " وأيضاء شارك "عـــدلي أباديـر" في تأسيس جريــــدة وطني فى عام 1958م ــ يذكر أن  جريدة وطنى كرمته  فى عام 2008م  ــ مع المرحوم يوسف سيدهم وعدد من أراخـــنة الأقباط (أغنياء الأقباط) وكان اهتمامه الوحيد بالخدمة ونشر الوعي لـدى المصريين كما لم ينقطع عن عطائه لأخوة الرب (الفـقراء) من مسلمى مصر وأقبــاطها،وفى آخـر أيامه بمصرعام 1986م، كان يحــلم بإنشـأء مصنع بمدينة  قـوص لصناعة الـورق، للمساهمة فى حل مشكلة البطالة بصعيد مصر.

   أما حياته العائلية فهو متزوج من السيدة الفاضلة"ثريا بباوى"التى كان والدها من كبار باشوات وأعيان مدينة سمالوط التابعة الأن لمحافظة المنيا،ورزق منها ببنتان هما شهيرة وماجدة،وأبن اسمه شريف،وظل "عدلى أبادير"يتنقل ما بين القاهرة وزيـــوريخ  لمتابعة أعمـــاله فى مصر وأوروبا،حتى وفـــاته فى 31 ديسمبر 2009م،ورفــــضت السلطـات المصرية عودة جثمانه إلى أرض الوطن  لموقفه من القضية القبطية.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter