الأقباط متحدون - قل قنوات تحريضية ولا تقل قنوات دينية
أخر تحديث ٢٠:٠٩ | السبت ٢٢ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ١٣ | العدد ٣١٣٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

قل قنوات تحريضية ولا تقل قنوات دينية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بقلم خالد منتصر
لا يمر يوم إلا ويظهر علينا الشيخ ياسر برهامى فضائياً أو صحفياً وهو ينادى ويلح ويرجو ويطالب بكل براءة أن تعود القنوات الدينية، زادت نغمة الرجاء
والطلب وتصاعدت حدة إيقاع الإلحاح والتصعيد، تارة تحمل اللهجة توسلاً، وتارة أخرى تحمل فى باطنها تهديداً، فآخر ما تفتقت عنه القريحة البرهامية فى تبرير طلب عودة تلك القنوات هى أن الطلب ليس لمكسب مادى حاشا لله،

أو بغرض انتشار شعبى لا سمح الله، بل هى فقط لإنقاذ الشباب المتدين من براثن قنوات الإخوان!!، والخطة بالطبع معروفة، تسارع الحكومة ويخاف الجيش ويضع المجتمع يده على قلبه مخافة أن ينضم السلفيون إلى طابور الإخوان عبر قنوات الإخوان «رابعة» و«الجزيرة مباشر»، وكأننا نصدق فعلاً أن السلفيين غير منضمين أصلاً للإخوان، وكأننا نصدق أن رابعة لم تكن تضم سلفيين بالآلاف

وكأننا نصدق أن مظاهرات الإخوان لا تضم سلفيين، وكأننا نصدق أن حزب النور هو الممثل الوحيد للسلفيين، وأن قياداته تعبر عن قواعده فعلاً، يا دكتور برهامى كلنا حفظنا الطريقة الياسرية البرهامية المتسللة الرقيقة التى شرحتها بالتفصيل فى واقعة «وضحكت ع الليبراليين فى دستور قندهار الأسبق ولبستهم ف الحيط»، يا دكتور برهامى هذه القنوات قنوات تحريضية وليست قنوات دينية وإلا لماذا لم تغلق القنوات المعتدلة التى همها وشغلها الشاغل فهم الدين وتفسيره بدون تحريض سياسى

هذه القنوات التى تطالب سيادتك بعودتها حرضت على القتل والسحل فى الاتحادية وغيرها، هذه القنوات فضيلتك ارتكبت جرائم كارثية لا تُغتفر، وهى من حرضت على الفتنة الطائفية وسب المسيحيين، هذه القنوات فخامتك استباحت دم إعلاميين وفنانين ومفكرين وسياسيين ومنحت هذه الاستباحة غطاء دينياً، هذه القنوات تاجرت بالدين وزيفت الوعى ودمرت العقول وصحرت الوجدان وشوهت الضمائر لكى يركب أصحابها الـ«فور باى فور» ويسكنون القصور المنيفة ويتزوجون فيها الغيد الحسان مثنى وثلاث ورباع

هذا الشعب خرج فى 30 يونيو ليس احتجاجاً على الإخوان فقط ولكن احتجاجاً على كافة أشكال التجارة بالدين، وعلى رأسها تلك القنوات، المجتمع لم يعد يتحمل المزيد من النار وتأجيج الصراع وزرع الفتنة وإشعال الفرقة والتمزق والتشرذم، لا تقل ولا ترد بالجملة الخالدة «وسايبين ليه قنوات الهلس والرقص ومانعين قنوات تعلى كلمة الله»، أولاً هذه القنوات التى تسميها هلساً يتحمل وزرها وخطرها فرد مشاهد، وآخرها اختلاس لحظات متعة مزيفة أو حقيقية هو من يتحمل مسئوليتها، أما القنوات التى تطالب حضرتك بإعادتها فهى قنوات تدمر أمة وتحرق وطناً بأكمله وتشق مجتمعاً بسكين فتنة لن تخمد، وثانياً هى لا تعلى من كلمة الله بل تعلى من ثروة ملاكها ومن كروش أصحابها وقلاع دعاتها وأرصدة شيوخها!!.

يا دكتور برهامى ضحكتم علينا مرة فى دستور مرسى الطالبانى واستفدنا من التجربة، وإذا ضحكتم ثانية وشربنا المقلب وبلعنا الطعم فنحن نستحق كمجتمع ما سيحدث لنا ولن يبكى أحد علينا.
 نقلآ عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع