د. أيمن نور ظاهرة غريبة ونادرة وتستحق التوقف عندها
بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
في المقال السابق قدمت لكم مقتطفات من مقالي " خواطر " الجزء المتعلق بالجامعة الأزهرية . ثم مقتطفات من نداء الثورة ردا على خواطر للأستاذ أنطوني ولسن ، أيضا الجزء الخاص بالجامعة الأزهرية . ختمت المقال بمقتطفات من ردي على جبهة اتحاد جاليات الشرق الأوسط وأيضا عن الجامعة الأزهرية وعن " جامعة " اللاهوت .
واليوم كما وعدت أنقل لكم مقالي عن الدكتور أيمن نور . هذه المرة سأعيد نشر المقال كاملا الذي نشرته في كل من جريدة " المستقبل " – أستراليا 19 / 3 / 2005 ، وجريدة " المصري " – أستراليا 31 / 3 2005 ، ووثقته ضمن كتاب " المغترب " الجزء السادس والصادر في أستراليا عام 2006 .
المقال :
" ... المظاهرات اللي تخرج كل يوم أمام نيابة أمن الدولة العليا وأمام النائب العام وأصواتكو اللي كانت تصلني وأنا في زنزانة السجن هذه الأصوات زلزلت الأرض من تحت أقدامهم . هذه الأصوات حولّت سجني الى حرية وحولت حريتهم الى سجن وأنا أعلنت يوم الأربعاء الماضي اعلان هام جدا اني سأخوض انتخابات رئاسة الجمهورية ".
هذه بعض من الكلمات التي ألقاها الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد يوم السبت 12 مارس عقب خروجه من السجن بكفالة مالية لأتهامه في قضايا تزوير . حدث هذا في شوارع القاهرة ولم تتدخل الشرطة رغم انه قال في اللقاء الذي أُجريّ معه في القناة الفضائية " اليوم " وبرنامج " القاهرة اليوم " بعد نصف ساعة فقط من الأفراج عنه .أقول أنه قال أن الأمن حاول أن يضلل كل من جاء لأستقباله عن مكان تواجده .
د. أيمن نور تحدث في برنامج " القاهرة اليوم " وتطرق الى أشياء كثيرة حدثت له منذ تفكيره في انشاء حزب معارض للحزب الوطني الذي يعتبر هو الحزب الوحيد الحاكم في مصر . وهذا ليس بجديد منذ أن تمّ إلغاء الأحزاب السياسية في مصر وظهر نظام الحزب الواحد في شكل حزب سياسي يرأسه رئيس الجمهورية . وهذا يعني أن الحزب يأتمر بأوامر رئيس الجمهورية مباشرة ولا شكّ في أن جميع أعضاء الحزب الحاكم مهما اختلفت تسميات الحزب من هيئة التحرير الى الأتحاد القومي الى الأتحاد الأشتراكي إلى حزب مصر العربي الأشتراكي عام 1978 إلى الحزب الوطني حاليا ، لا يمكنهم معارضة رئيس الحزب الذي هو رئيس الجمهورية .
حقيقة انه قد سمح بإعادة وجود الأحزاب في مصر ، وبالفعل نجد حزب التجمع الوحدوي الذي أسسه الأستاذ خالد محي الدين وهو أحد رجال الضباط الأحرار الذي لم يوافق على طريقة حكم هؤلاء الرجال وفضل الأبتعاد وترك البلاد . والحزب الأن يترأسه الدكتور رفعت السعيد ، ثم حزب الوفد ولكن ليس له نفس قوة حزب الوفد ما قبل الثورة . ومهما كان عدد الأحزاب المعارضة في مصر ، فان الدكتور أيمن نور قد أوضح في لقائه التلفزيوني أن حزبه .. حزب الغد عمره يوم أن تم القبض عليه 89 يوما فقط . ومع ذلك بعد أن حاولوا عدم الموافقة على اشهار الحزب كحزب رسمي في مصر والذي كان مؤسسو الحزب قد احتاطوا عند التسجيل فقدموا للتسجيل بخمسة أسماء حتى يضمنوا اختيار اسم من الخمسة أسماء والموافقة على التسجيل . وعلى الرغم من كل هذا حدث أيضا تلاعب لتعطيل التسجيل . وقبل مرور 3 أشهر على تسجيل الحزب والأعتراف به إذ برئيس الحزب الدكتور أيمن نور يتم القبض عليه بتهمة تزوير أوراق خاصة بالحزب وتأسيسه .
والغريب في هذاالموضوع الأهتمام الأميركي بالدكتور أيمن نور وكان هذا الأهتمام واضحا على لسان وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت وأيضا وزيرة الخارجية الحالية كونداليزا رايس وقد طرح المذيع عمروأديب على الكتور أيمن نور سؤالا بهذا الخصوص . فجاء رده في صورة تهكميةعندما قال :
كونداليزا رايس كانت معايا في الجامعة ، أما مادلين فكانت زميلتي في ثانوي .
واضح من هذا الرد أنه ينفي آية صلة له بالأميركيين . ولكن حقيقة لماذا هذا الأهتمام البالغ برجل مثل الدكتور أيمن نور ؟ هل لأنه عضو في مجلس الشعب ؟ هل لأنه يمثل حزبا جديدا وكما قال هو عن نفسه أنه يمثل جيل شباب سن الأربعين ؟.
ولا إجابات على كل هذه الأسئلة تجعله مميزا وجديرا بهذا الأهتمام .
المعروف عن أميركا أنها مصممة على تطبيق الخارطة الجديدة للشرق الأوسط . خارطة تختلف بدون شك عن خارطة الطريق للقضية الفلسطينية .
خارطة يُراد بها تقسيم هذه الدول ... دول الشرق الأوسط الى دول صغرى بمعنى أن تقسم كل دولة الى دويلات ، وكل دويلة لها حاكم وحكومة . وكل حاكم يبذل قصارى جهده في الحفاظ على كرسيه الذي يجلس عليه . وبدلا من وجود حاكم واحد للبلد يتم تقسيم البلد .. أي بلد في الشرق الأوسط . وهكذا تضيع هوية هذه البلاد ولا يبق ىمنها غير ما سجله التاريخ في الماضي .. مع الأسف الماضي البعيد ، لأننا في الماضي القريب قد ارتكبنا كل الأخطاء التي أوصلتنا إلى هذا الوضع المذري الذي نحن عليه والذي استباح فيه الغير الخوض في وجودنا وعدم وجودنا .
سرنا وراء القوميات ومازال البعض المتخلف ينظر اليها على أنها الحل للوقوف في وجه الأميركان وغير الأميركان . فماذا كانت النتيجة ؟ بالطبع نعرفها جميعا .. إضعاف القومية الوطنية لكل وطن في الشرق الأوسط . وهذا الأضعاف هو السبب الأول والمباشر في عدم الإيمان بالإنتماء لهذا الوطن أو ذاك وعدم الأيمان هذا جعل المواطن ينظر الى حكام غيره خاصة في الدول ذات الموارد الأكثر غنى عن وطنه وتمنى هذا المواطن وحلم بالكسب المادي السريع وإعوج لسانه وتغيرت ملامح وجهه وتغيرت ملابسه التي تعود أن يرى نفسه فيها .
قادنا هذا الى الجري وراء أيدويولوجيات أخرى .. أيديولوجيات دينية بدلا ما كانت قوميات أصبحت تتمثل في الدين والدعوة بأسم الدين لجمع كل دول الشرق الأوسط تحت رايته وإعادة الدولة الدينية .
كل هذا يحدث للمواطن العادي ولا يعرف أي طريق يسلك ، وأي فكر يؤمن وأي طريق يسير فيه؟!. نادينا من بلاد المهجر وقلنا لو كل دولة اهتمت بأبنائها ورسخت في عقول الأبناء أهمية الأنتماء للوطن قبل أي شيء آخر ، فأنا مصري بمولدي في مصر من أبوين مصريين وعلى هذا انتمائي المصري يأتي في المقام الأول قبل أي شيء آخر ، وإخلاصي في عملي من أجل مصر هو الهدف الذي أسعى إليه .
لم أخرج عن صلب الموضوع الذي أكتب عنه . لأن صلب الموضوع هو العمل من أجل الوطن ولرفعة هذا الوطن برفع مستوى الحياة لشعب وطني كله دون تفرقة . تعالوا نقرأ هذا الجزء من كلام الدكتور أيمن نور:
- الحقيقة أنا مش مرشح ضد أي شخص .. أنا مرشح حزب الغد لخوض الأنتخابات ضد مرشح الحزب الوطني . أنا كمان مرشح جيل مش مرشح حزب .. أنا مرشح لأسباب مش من بينها عدم تقديرنا لدور الرئيس مبارك . مش من بينها انه أنجز ما استطاع أن ينجزفي ربع قرن استمر فيه رئيسا للجمهورية . لكن من بينها احترام لقيمة الحياة في هذه الأمة . وأن الأمم الحية أمم تستطيع أن تقدم أبناء جديرة تستطيع أن تتواصل خبراتها .. تستطيع أن تتواصل العطاء .. أنا في الحقيقة مندهش ان البعض يتصور ان أمة بحجم الأمة المصرية فيها 70 مليون مصري وعندنا حضارة وثقافة وكان عندنا في يوم من الأيام تداول للسلطة . نجد أننا أمام اختيار وحيد بسبب عقبة دستورية.
- أكتفي بهذا القدر من الحوار الطويل جدا والذي جعلني أعتقد أن الدكتور أيمن نور ظاهرة غريبة ونادرة وتستحق التوقف عندها ..
** من غرائب الصدف أنني شاهدت و استمعت يوم السبت 5 / 4/ 2014 الى الحوار الذي دار بين الإعلامي الأستاذ عماد الدين أديب " قناة سي بي سي " مع الدكتور أيمن نور في بيروت . وعلى الرغم من مهارة الأستاذ عماد الدين أديب في الحوار ، إلا انني لم أخرج من ذلك اللقاء بشيء جديد . فما زال د. أيمن نور برأي هو " ظاهرة غريبة ونادرة تستحق التوقف عندها " ..
شيء واحد أريد أن أعلق عليه وهو .. طلب الدكتور أيمن نور أن يكون الرئيس القادم مدنيا " منوها ضمن حديثه " حمدين الصباحي . لأن مصر حكمها غير مدنيين " العسكر " متناسيا عام حكم الدكتور محمد مرسي العياط فيه مصر . وأظن إنه كان مدنيا وليس عسكريا . أليس كذلك !.
كذلك تذكرت ما قاله عن " مرسي " .. في لقاء معه قال له د. أيمن نور :
** المسافة بين الرئيس المخلوع مبارك وليمان طره 30 مترا ، أما أنتم فالمسافة 0 3-سنتيميتر .