>> الاستخبارات الأوكرانية: رصدنا مكالمات تكشف عن أوامر روسية للانفصاليين بـ"إطلاق النار للقتل"
عبرت ثلاث مدرعات خفيفة على الأقل ترفع العلم الروسي وشاحنة تحمل رجالا بأسلحتهم، صباح اليوم، مدينة "كراماتورسك" في شرق أوكرانيا. وقالت وكالة أنباء "فرانس برس" إن "القافلة توجهت نحو مدينة سلافيانسك، وهي آخر مدينة سيطر عليها المسلحون المتمردون على سلطات كييف الأحد الماضي". وأكدت وكالة "إنترفاكس أوكرانيا"، إن "المدرعات كانت تشارك في عملية مكافحة الإرهاب، التي أطلقتها حكومة كييف ضد الانفصاليين وقد دخلت البلدة، حيث أوقفها متظاهرون موالون لروسيا وسيطروا عليها".
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن "أي مدرعة عسكرية لم تتم السيطرة عليها على الأراضي الأوكرانية"، فيما دخل حوالي 20 مسلحا وملثما صباح أمس مبنى بلدية "دونيتسك" كبرى مدن شرق أوكرانيا، ولم يمنع المسلحون موظفي البلدية من الدخول أو الخروج من المبنى، مؤكدين أن مطلبهم الوحيد هو إجراء استفتاء حول اعتماد "الفيدرالية" في أوكرانيا.
في الوقت ذاته، قالت وكالة الاستخبارات الأوكرانية إنها اعترضت اتصالات بين القيادات العسكرية الروسية في شرق البلاد، تكشف عن أن القيادات الروسية أصدرت أوامر للمقاتلين الموالين لـ"موسكو" بـ"إطلاق النار للقتل"، بعد أن شنت "كييف" عملية عسكرية لطردهم. وقالت الاستخبارات الأوكرانية، في بيان: "الاتصالات التي اعترضناها تبين أن ضباطا نظاميين في الاستخبارات العسكرية الروسية يقودون بكل وضوع عمليات التآمر في شرق أوكرانيا، وأصدروا أوامر بإطلاق النار للقتل ضد الجنود الأوكرانيين".
وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن مسلحين موالين لروسيا أسروا عسكريين أوكرانيين اثنين في منطقة "لوهانسك" بشرق البلاد، وقالت الوزارة إن "الرهينتين"، وهما ضابط وجندي، اعتقلهما "متطرفون" بعدما توقفا قرب بلدة "كراسنيي لوش" لإصلاح مركبتهما، وتم اقتيادهما إلى مكان مجهول.
من جانبه، اتهم رئيس حكومة أوكرانيا آرسيني ياتسينيوك الجانب الروسي بـ"إقامة جدار برلين جديد يهدد أمن أوروبا"، وقال "ياتسينيوك": "أحداث اليوم.. بدأت بتعريض أوروبا والاتحاد الأوروبي للخطر. أصبح من الواضح الآن أن جيراننا الروس قرروا بناء جدار برلين جديد والعودة على عهد الحرب الباردة"، فيما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، من أن "أوكرانيا أصبحت على شفير حرب أهلية، بعد إعلان الحكومة الأوكرانية أنها أرسلت الجيش للتصدي للانفصاليين في شرق البلاد". وقال "الكرملين" الروسي، في بيان، إن "بوتين أكد لـ(ميركل) أن إجراءات الجيش الأوكراني تمثل لجوءً غير دستوري للقوة ضد المتظاهرين السلميين".
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن "نموذج الدولة المركزية في أوكرانيا توقف عن العمل"، داعيا إلى الانتقال لبنية فيدرالية غداة مفاوضات يتوقع أن تكون حاسمة لمستقبل البلاد. وأضاف: "الدولة الموحدة في أوكرانيا توقفت عن العمل. أسسها انهارت إثر سلسلة من التقلبات السياسية. تبني الفيدرالية سيكون وسيلة لضمان إحساس كل من مناطق البلاد بالطمأنينة واعتبارها أن حقوقها مضمونة وأن تقاليدها ونمط عيشها محفوظة".
في الوقت ذاته، أعلنت الولايات المتحدة استعدادها لفرض عقوبات جديدة على موسكو في حال فشل الاجتماع الدولي الذي يعقد في جنيف اليوم، في محاولة جديدة لحل الأزمة الأوكرانية. واعتبر البيت الأبيض أن "سلطات كييف تواجه وضعا غير مستقر في ظل تمرد الانفصاليين"، واصفا العمليات العسكرية الأوكرانية بأنها "مدروسة"، فيما أكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، أن "الإدارة الأمريكية لا تفكر في تقديم مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا".