صرح نبيل فهمي وزير الخارجية المصري في حوار له مع إذاعة بريطانية بأن علاقة الولايات المتحدة ومصر تشبه علاقة "الزواج وليست ليلة عابرة"، الأمر الذي أثار غضبا عارما على وزير الخارجية وصلت لدرجة المطالبات بإقالته من منصبه، كما قارن البعض بين هذا التصريح وبين تصريحات أمين عثمان عن الزواج المصري البريطاني والتي انتهت بمقتله أيام الإحتلال الإنجليزي. 

 

وبعد إثارة الجدل حول التصريحات أضطرت وزارة الخارجية، لتوضيح الأمر حيث قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطي، إن "التصريح المنسوب لوزير الخارجية حول العلاقات المصرية - الأمريكية غير دقيق، وإن ترجمته من الإنجليزية للعربية غير صحيحة".

 

وأضاف: "لم يذكر الوزير أن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة هي علاقة زواج، وإنما ما ذكره هو أنه بخلاف العلاقات العابرة بين الدول فإن العلاقات المصرية- الأمريكية هي علاقات ممتدة على مدى طويل ومتشعبة ومثل الزواج تحتاج لكثير من الجهد والمتابعة، ويتخذ خلالها قرارات عديدة وفي مجالات متعددة، وقد تتعرض بين الحين والآخر إلى بعض المشاكل". 

 

وتابع المتحدث الرسمي، أن "هذا هو بالفعل واقع العلاقات بين البلدين منذ حرب أكتوبر المجيدة، وما شهدته وتشهده هذه العلاقات في الآونة الأخيرة من اضطرابات، وضرورة أن تستند إلى الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي منهما، وذلك وفقا لما ذكره وزير الخارجية في السابق وخلال اجتماعات عديدة أثناء زيارته لواشنطن".

 

وردا على نفي وزارة الخارجية للتصريحات نشرت الإذاعة البريطانية الحوار الذي قال فيه فهمي ذلك، وهو كالأتي: المذيع: المساعدات العسكرية الأمريكية هل تعطيكم ميزات تكتيكية تحتاجون لها؟

 

نبيل فهمي: نعم بالطبع هى مهمة جدا بالنسبة لنا، لأنها (مثل الزواج وليست علاقة لليلة واحدة أو نزوة عابرة تستمر ليوم واحد وتنتهي)، وهذا أمر سيكلف الكثير من المال حال الاستثمار فيه، كما سيتطلب الكثير من الوقت والكثير من القرارات.

 

نبيل فهمي: إنه يقوم على أسس قوية، ويحتاج إلى استقرار، وبالطبع يعاني من بعض المشاكل والسقطات.. لكن أي زواج له مشاكله أيضا.

 

وتعليقا على ذلك قال الدكتور أحمد عبد الحليم عضو المجلس المصري للشئون الخارجية إن وزير الخارجية المصري السفير نبيل فهمي لم يكن موفقاً على الإطلاق عندما شبه العلاقات المصرية الأمريكية بـ "علاقة الزواج الشرعية"، يؤسفني أن تستخدم هذه العبارة ، وبشكل شخصي فالسفير المصري استخدم عبارة "مش عجباني" - بحسب تعبيره-.

وقال"عبد الحليم" إنه لا شك في حسن نية وزير الخارجية المصري و أن كل ما قصده من هذه العبارة طمأنة الولايات المتحدة الأمريكية بأن مصر لاتسعى لقطع العلاقات معها، مشيراً الى أن الجانبين بينهما علاقات مشتركة ووثيقة.

 

وطالب الناشط السياسي محمد أبو حامد – رئيس حزب حياة المصريين – بإقالة وزير الخارجية بعد تصريحاته، وقال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "الوزير نبيل فهمي لا يصلح أبدا وزيرا لخارجية مصر في هذه الظروف الصعبة و يجب إقالته هناك مشاكل كثيرة في وزارة الخارجية و السفارات المصرية".

 

وأضاف "أبو حامد": "يجب على وزير الخارجية نبيل فهمي أن يتقدم بإستقالته بعد وصفه المستفز و المهين لعلاقة مصر بأمريكا بأنه زواج و ليس نزوة".

 

وقال محمود بدر – مؤسس حركة تمرد، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" – "علي فكرة يا وزير الخارجية الزواج الشرعي ده فيه طلاق برضه ... وبالتلاتة كمان !! .. طب بذمتك في راجل يقبل أن مراته هي اللي تصرف عليه وتمنع معوناتها بمزاجها ؟".!

 

طالب الإعلامي عمرو أديب – مقدم برنامج "القاهرة اليوم" على قناة "أوربت الفضائية" – بإقالة وزير الخارجية نبيل فهمي بعد تصريحات الأخير بأن العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر مثل الزواج الشرعي وليس "نزوة". وقال أديب لوزير الخارجية:"ليه بعتنا كدة؟"، مضيفا، وزير الخارجية المصرى "نبيل فهى" لا يصلح ان يكون وزيراً للخارجية، لابد على رئيس الجمهورية أن يقيله بعد تصريحه ان علاقة مصر بأمريكة علاقة زواج.  

 

الجدير بالذكر أن تصريحات فهمي قد أعادت للأذهان تصريحات وزير المالية المصري أمين عثمان، أيام الاحتلال البريطاني لمصر في وزارة مصطفى النحاس باشا، عندما قال إن "العلاقة بين مصر وبريطانيا زواج كاثوليكي لا طلاق فيه".

 

تصريحات "عثمان" أدت لاغتياله لرفض المصريين وقتها وجود الاحتلال البريطاني، فخطط عدد من الشباب الغاضب للخلاص من وزير المالية، وكان من بينهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لمقولته السابقة التي وصف فيها العلاقة بين مصر وبريطانيا بـ"الزواج الكاثوليكي الذي لا طلاق فيه"، وتمت العملية بنجاح في 6 يناير 1946 على يد حسين توفيق، وتم الزج بأنور السادات إلى "سجن الأجانب" دون اتهام رسمي. 

 

وربط الناشط السياسي بين تصريحات فهمي وعثمان، في إشارة إلى مصير عثمان، وقال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "الخارجية المصرية تنفي تصريح الوزير عن علاقة زواج مصر بامريكا اللي هو تصريح مسجل صوتيا واذايع على شبكة الراديو القومية في امريكا وسمعه العالم".

وتابع: "قال امين عثمان ان علاقة مصر بانجلترا زواج كاثوليكي وقتله تنظيم احد اعضاؤه انور السادات ... ولم يعتبرهم أحد ارهابيين بل وطنيين وقتها".