الثلاثاء ٦ مايو ٢٠١٤ -
١٧:
٠٦ م +02:00 EET
السيد المسيح
عرض / سامية عياد
يا للمجد الذى نحياه ، بسبب قيامة الرب يسوع الفريدة ، فهى قد حدثت مرة واحدة، ولم تحدث قبل ذلك، ولم تحدث بعد ذلك، ولن تحدث الى الأبد .
يحدثنا نيافة الأنبا موسى أسقف عام الشباب عن ثلاث سمات تجعل قيامة السيد المسيح فريدة فى نوعها ، أولا : قام ولم يمت ولن يموت ، الذين قاموا من الأموات فى كل العهود تسلط عليهم الموت بعد أن عادوا الى الحياة ، لكن يسوع بعد أن قام ظل يظهر لتلاميذه أربعين يوما ، ثم صعد الى السموات أمام أعينهم ليبقى حيا الى الأبد "أنا هو الأول والآخر والحى.وكنت ميتا ، وها أنا حى الى أبد الآبدين !" ، السيد المسيح كان جسده بلا خطية ولذلك لم يستطع الموت أن يمسكه ولا الهاوية أن تقبض عليه ، بل أنه قام بجسده ونفسه بصورة نورانية لا يسيطر عليها الموت.
ثانيا: قام السيد المسيح بقدرته الذاتية ، كل من أقيموا من بين الأموات قاموا بقدرة خارجة عنهم ، قدرة الله التى تعمل فى قديسيه لمجد اسمه ولأهداف روحية معينة ، أما يسوع فقام بسلطانه الذاتى ، سلطان لاهوته المتحد بناسوته ، وحين انفصلت نفسه عن جسده الإنسانى مات الناسوت ولكن اللاهوت غير المحدود والموجود فى كل مكان ، ظل متحدا بنفسه التى نزلت الى الجحيم لتطلق المسبين ، وفى اللحظة المعينة استطاع اللاهوت أن يضم النفس الى الجسد بعد أن أتمت مهمة إطلاق الأسرى ، وبعد أن أـتم الجسد مهمة سفك الدم لغفران خطايانا .
ثالثا: قام السيد المسيح بجسد ممجد ، جسد روحانى ونورانى فى طبيعته ، لا يتسلل إليه المرض ولا يطاله الموت ، لا تدخل إليه الخطية ، ولا تقترب منه عوامل الفناء ، إنه جسد حقيقى ، ولكنه اكتسب خصائص روحانية ونورانية جديدة ، إنه الجسد الذى تحدث عنه معلمنا بولس حين قال " الذى سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده" إنه الجسد الذى وعدنا به الرب حين قال " مجد السماويات شىء ..وكما لبسنا صورة الترابى ، سنلبس أيضا صورة السماوى .. الإنسان الأول من الأرض والإنسان الثانى من السماء " .
إنه الجسد الذى يحيا بلا طعام ، ولا يجسر الشيطان أن يقترب إليه ، ظهر المسيح لتلاميذه بعد القيامة وأكل معهم ، وطلب منهم أن يلمسوه ليتأكدوا أنه لحم وعظام ، إلا أن ذلك مجرد معجزات حسية ، حتى يتأكد التلاميذ من حقيقة القيامة ، وأنه قام بنفس جسده الذى مات به .
يا من مت من أجل خطايانا وقمت من أجل تبريرنا ، لك المجد ، أنت الحى وستظل حيا الى الأبد ومن هو الحى الى الأبد إلا الله؟!