خالد منتصر
لم أصدق أنه ما زال هناك على كوكب الأرض أو فى مجرة درب التبانة من يختطف أكثر من 200 فتاة لبيعهن سبايا بسعر 12 دولاراً للرأس تحت شعار الجهاد من أجل الإسلام! لم أصدق ما بثته وكالة «فرانس برس» على لسان أبوبكر شيكو، زعيم «بوكو حرام»، مدافعاً فيه بل وفخوراً باختطاف هؤلاء المسكينات الغلبانات اللاتى كل جريمتهن أن هورمون الإستروجين يسرى فى أجسادهن! هل وصلنا إلى امتهان الدين بهذا الشكل المزرى الفاضح بمنظمة اسمها نفسه معناه كارثى
ترجمة ومعنى «بوكو حرام» بلهجة «الهاوسا» هى التعليم حرام! وبالطبع تعليم البنات هو حرام الحرام، «شيكو» يهدد: سأبيع بنات التسع سنوات فى السوق سبايا وبنت الـ12 سنة سأزوجها قسراً! وقال «شيكو»: «خطفت الفتيات. سأبيعهن فى السوق وفق شرع الله»، وتبجح وبرر خطف الطالبات بالقول: «التربية الغربية يجب أن تتوقف، وعلى الفتيات ترك المدرسة والزواج»
شريط فيديو مأساوى من نوعية الكوميديا السوداء يجعلك وأنت تشاهده فى حالة هذيان وعته وتشتت.. هل هؤلاء بشر متحضرون؟ هل هؤلاء بشر أصلاً؟ كيف يقود اعتقاد دينى نزل لهداية الناس وتهذيب إنسانيتهم وصقل ضمائرهم إلى هذا الخندق الوحشى المتخلف المتصلب القاسى؟! كيف يقتنع بشر بأن الله خلق وكلاء حصريين له كل مهمتهم هى وأد الأنثى التى تمثل لهم وسواساً استفزازياً وصنماً جنسياً
كل بنت هى مشروع فريسة ومقدمة عهر وشيطان دعارة غير برىء ولن يتوب وسيظل إلى الأبد يرسل إشارات الرغبة والجنس إلى الذكور ويستثير كبتهم المزمن، إنها كائن يحتاج إلى حزام عفة وختان بظر ووأد جسد وخنق رغبة واغتيال إنسانية حتى نستطيع، نحن الرجال، أن نركز فى البناء! ولكنى سألت نفسى: لماذا تندهش وأنت قد سمعت فتوى من قبل بزواج بنت التسع سنوات ما دامت تطيق الوطء؟! وقرأت فى رسائل ومحاضرات «البنا» أن تعليم البنت فنون الحياكة هو الأمل والمنتهى! وتصدمك فى عربات المترو وأسوار المدارس وجدران السوبرماركت الإسلامجية عبارات تصنف المرأة زانية إذا تعطرت وشيطاناً إذا أقبلت وأدبرت
وأن حجابها ونقابها قبل حسابها.. إلخ، لا تندهش أو تستغرب، فكل تلك الحركات الإسلامجية التى تدعى وتتبنى الإسلام السياسى سواء كانت إخواناً أو جهاداً أو نوراً أو «بيت مقدس» أو «داعش» ستقودنا فى النهاية، شئنا أم أبينا، إلى «بوكو حرام»، لا تراهن على حركة منهم تخدعك بأنها المرونة والليونة والحمامة والسلامة إلى آخر هذا التلون السياسى الذى ضحكت علينا به جماعة ادعت أنها الوسطية، مثل جماعة الإخوان، كلهم ألوان طيف مختلفة متخلفة لقوس قزح قبيح دميم، كلهم مترادفات لكلمة ساقطة لقيطة مقيتة من قاموس أسود دموى، كلهم ظلال أشباح لجسد فقد صلاحيته مغطى من الشعر حتى أخمص القدم بالبثور والقيح والصديد، كلهم ثانويات لورم سرطانى واحد شرس ما إن يسكن الروح ويتشبث بنخاعها وخلاياها ويسيطر على مفاصلها فلا بد من أن يخربها ويدمرها ويمزقها أشلاء، ولا علاج له ولا فكاك منه.
يا عزيزى.. كلهم «بوكو حرام».
نقلآ عن الوطن