في الوقت الذي أنخرط فيه المصريون في انتخابات الرئاسة المصرية والتي تجري اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء، في كل أنحاء الجمهورية، إلا أن الغرب والعالم الخارجي، كان له وجهة نظر مختلفة ورؤية أخرى لهذه الانتخابات، حيث اهتم البعض بما سوف يحدث بعد الانتخابات. 

 

وفي هذا الصدد نشر مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي المقرب من دوائر وزارة الخارجية في واشنطن تقريرا كتبه أربعة من الخبراء في شئون الشرق الأوسط، حول مصر عقب الانتخابات، التي رجح الكثيرون فوز وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي فيها بنسبة كبيرة، متوقعا، أن يواجه السيسي دولة تعانى الكثير واقتصادا في حالة فوضى وتمردا في مستوى منخفض، في إشارة للإرهاب.

 

وقال "ستيفن كوك"، وميل مجلس العلاقات الخارجية، إن انتخاب السيسي هو الخطوة الثانية في خارطة الطريق التي وضعت عقب الثالث من يوليو، بعد الاستفتاء على الدستور، مشيرا إلى أن الانتقال للديمقراطية لن يبدو أنه محتمل، مضيفا أن انتخاب السيسي ليس نقطة تحول، بل هو استمرار لمسيرة التطور السياسي التي بدأت منذ عزل مرسى، والذي أسماه كوك بـ"تقويض الديمقراطية التي كانت هدف ثورة 25 يناير".

 

في الوقت ذاته اهتمت شبكة سكاي نيوز الإخبارية بمشاركة أقباط مصر في الانتخابات الرئاسية، وأعدت تقريرا عن ذلك قالت فيه السيدة إيمان مجدي كانت تجلس على أريكة في منزلها البسيط بمنطقة الزاوية الحمراء بالقاهرة، لمتابعة البرامج التلفزيونية السياسية التي لا تتحدث سوى عن الانتخابات الرئاسية المقررة خلال ساعات.

وأضاف التقرير أن هذا الاهتمام المختلط بارتياح ظهر على تعبيرات وجه ربة المنزل ذات السبعة والأربعين عاما، يختلف عما كان عليه الأمر قبل عامين، عندما كان يفصلها عن التصويت في انتخابات الرئاسة أيضا مجرد ساعات.

 

فيما أبرزت "رويترز" خبرا عن إطلاق البعض لـ"هاشتاج" #مش_نازل، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، يدعو إلى عدم المشاركة في الانتخابات وقالت "رويترز" إن الحملة لاقت رواجاً، وأورد المشاركون الأسباب التي دفعتهم إلى المقاطعة، إذ حمّل بعضهم صوراً لضحايا فض اعتصام "رابعة العدوية"، وصور لطوابير من الرجال المسنين أمام اللجان الانتخابية صباح اليوم في دلالة على مقاطعة غالبية الشباب الانتخابات.

ونشر مستخدمون آخرون صوراً قديمة لانتخابات رئاسية جرت في عهود سابقة وبلغت نسب الفوز فيها 99 في المائة. 

 

بينما اهتمت صحف الإمارات في افتتاحياتها اليوم الاثنين، بالانتخابات الرئاسية التي تجرى اليوم في مصر والتي تمثل محطة فارقة في خارطة المستقبل، حيث أكدت صحيفة "الوطن" أن مصر اختارت بكل مؤسساتها وفئاتها وقواها السياسية والنقابية باستثناء جماعات الإسلام السياسي المتطرفة السير في خارطة المستقبل حتى النهاية منتقلة من مرحلة إلى أخرى بسلاسة وعزيمة حاولت جماعة الإخوان تشويهها وإجهاضها، ولكن إصرار الشعب المصري وصلابة مؤسسات الدولة أزاحت العوائق التي كان يتوقع أن تقف أمام هذه المسيرة التي تبلغ ذروتها اليوم بفتح صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية.

 

أما التلفزيون الإسرائيلي فقد سلط الضوء على الانتخابات الرئاسية المصرية قائلًا إن "مصر تنتخب الرئيس وسط وضع أمني مشتعل وغير مستقر في جميع أنحاء البلاد بما في ذلك شبه جزيرة سيناء"، وقد أشارت القناة الثانية الإسرائيلية، إلى سلسلة الانفجارات التي تعرضت لها مصر في الآونة الأخيرة، ومقتل شرطي مصر الجديدة في بداية الشهر الجاري إثر انفجار عبوة ناسفة.

وأوضح التلفزيون الإسرائيلي أنه بعد ساعات قليلة من هذا الحادث، قتل جندي مصري آخر بعد أن فجر انتحاري نفسه قرب نقطة تفتيش عسكرية، وأن هذا الحادث، هو جزء من سلسلة من حوادث العنف التي تتعرض لها البلاد، والتي تضمنت أيضا هجومًا انتحاريًا قرب حافلة للسياح في سيناء مؤخرًا.

 

ومن جانبه أكد سفير جورجيا بالقاهرة ارتشيل دزولياشفيلي، على أن بلاده تدعم طموحات الشعب المصري نحو تحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية وأن الانتخابات الرئاسية تعد خطوة نحو تحقيق هذا الهدف، معربا عن تفاؤله بأن تشهد مصر مستقبلاً أكثر إشراقًا وأن تتخطي التحديات.

وأضاف السفير الجورجى أن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية يساعد مصر على المضي قدما في طريق الديمقراطية، مؤكدًا أن جورجيا ستظل دائما مع الشعب المصري وتحترم اختياراته، موضحا، أنه سيشارك في مراقبة الانتخابات الرئاسية اليوم وغدا ومتابعة التطورات في مصر لما تتمتع به مصر من تأثير كبير.