بقلم : هند مختار
يقول الفقراء والمعدمون والذين لا يمتلكون شيئا ماديا ملموس إلا الغرفة التي يعيشون فيها و(الهدمة) التي يرتدوها أنهم لا يمتلكون شيئا إلا شرفهم ، حتى ظهر فجأة في وسائل الإعلام مصطلح المواطنون الشرفاء ..

فمن هو المواطن الشريف ؟ أخذت أفحص وأمحص لعلني أجد مواصفات تجعل مواطنا شريفا وآخر .... ولا بلاش ،فوجدت تلك المواصفات تنحصر في أنه مواطن مذعور طوال الوقت ، يجلس على الكنبة الأميركان فيرنتشر والتي تساوي آلافات الجنيهات ،يشاهد برامج التوك شو المليئة بالصراخ والسوداوية والتحليلات السياسية والإقتصادية والإجتماعية ،والفنية على الشاشة الإل سي دي أو الإل إي دي والتي تعمل باللمس والتي تساوي أيضا آلافات الجنيهات ، وفي يده ماج النسكافية جالسا في هواء التكييف أو المدفأة يستقبل فقط حتى تشعر أنه قد ظهر فوق رأسه هوائي ...
هذا المواطن الشريف يجب أن يكون بلا رأي إلا رأي الإعلامي الكبير الفاهم أكثر من العالم كله...

المواطن الشريف موقفه أنه بلا موقف وأي مخالف لما يعتقده فهو عميل أو خائن أو مدسوس أو ممول أو طابور خامس , أو انه طرف ثالث على اقل تقدير

من حق أن يكون لكل شخص رأي أو موقف مغاير ولكن يجب ألا يصنع هذا الاختلاف في الرأي أو الموقف خلافا ، ولكن الحاصل أن المجتمع قد انقسم إلى قسمين وكل قسم يرى أنه المواطن الشريف وأنه العالم والآخر حنجوري لا يفقه شيء

نداء لكل المواطنون الشرفاء أن يعلموا أن الآخر شريف طالما لم يرتكب جريمة مخلة بالشرف بحكم القانون والعرف والتقاليد