أحيا زعماء العالم وقدامى المحاربين اليوم، ذكرى مرور 70 عاما على يوم إنزال قوات الحلفاء على سواحل نورماندي في الحرب العالمية الثانية، فيما حضرت الأزمة الأوكرانية بقوة في هذه الذكرى.
باريس: اشاد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة ب"شجاعة الجيش الاحمر" و"المساهمة الحاسمة لشعوب ما كان يسمى الاتحاد السوفياتي" في انتصار الحلفاء، وذلك في خطاب القاه في الذكرى 70 لانزال الحلفاء في النورماندي.
وقال الرئيس الفرنسي "اريد ان اشيد بشجاعة الجيش الاحمر الذي كان قادرا في منطقة بعيدة من هنا على مواجهة 150 فرقة المانية ودحرها والتغلب عليها".
واشار الى "المساهمة الحاسمة لشعوب ما كان يسمى الاتحاد السوفياتي" في انتصار الحلفاء، وذلك في حضور الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والاوكراني بيترو بوروشنكو.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة تحدث هولاند في مدينة كون التي دمرها القتال لتكريم المدنيين الفرنسيين الذين قتلوا خلال هجوم الحلفاء ووصف يوم الإنزال بأنه "الأربع العشرون ساعة التي غيرت العالم وتركت علامة أبدية على نورماندي."
وأحيا زعماء العالم وقدامى المحاربين يوم الجمعة ذكرى مرور 70 عاما على يوم إنزال قوات الحلفاء على سواحل نورماندي في الحرب العالمية الثانية بينما سعت الدولة المضيفة فرنسا لاستغلال الحدث في التخفيف من الأزمة الأوكرانية.
عروض وفعاليات
ووضعت أكاليل زهور وأقيمت عروض ونظمت إنزالات بالمظلات إحياء لذكرى أكبر هجوم برمائي في التاريخ حين نزل 160 ألف جندي أمريكي وبريطاني وكندي يوم السادس من يونيو حزيران 1944 على شواطيء نورماندي في فرنسا لمواجهة قوات ألمانيا النازية مما عجل بهزيمتها.
وانضم الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعلى جانبيه عدد من المحاربين القدامى بعضهم على مقاعد متحركة إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند في إحياء ذكرى النصر وتأكيد التضامن بين البلدين أمام نصب الجنود الأمريكيين الذين فقدوا أرواحهم في الحرب.
أوباما: انتصارنا صاغ أمن أجيال
وقال أوباما أن ساحل نورماندي الممتد 80 كيلومترا حيث تم إنزال قوات الحلفاء وسط النيران شريط "صغير من الرمال الفضية يتعلق عليها ما هو أكثر من مصير حرب .. يتعلق عليها مسار التاريخ الإنساني."
وأضاف "انتصارنا في تلك الحرب لم يقرر مصير قرن وحسب بل صاغ أمن كل الأجيال القادمة ورخائها."
وشبه أوباما تضحيات الجنود في الحرب العالمية الثانية بتضحيات الجنود الأمريكيين الذين لقوا حتفهم في أعمال قتالية منذ هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على الولايات المتحدة.
وأضاف أن جيل الجنود في 11 سبتمبر أيلول أدرك أن "الناس لا يمكن أن تعيش في حرية ما لم يكن الناس الأحرار مستعدين للموت من أجل هذه الحرية."
زعماء من كل مكان
ويحضر 21 زعيما أجنبيا سلسلة الاحتفالات من بينهم الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا ورئيس وزرائها ديفيد كاميرون ورئيس وزراء كندا ستيفن هاربر والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
لكن في حين أن وحدة الحلفاء وتضحياتهم الدامية تمثل المضمون الأساسي لإحياء ذكرى يوم الإنزال سيسعى الزعماء في أحاديثهم الخاصة لمعرفة آراء كل منهم الآخر في أخطر أزمة أمنية تواجهها أوروبا منذ الحرب الباردة، ألا وهي الأزمة الأوكرانية.
أزمة أوكرانيا
كان ضم روسيا للقرم في مارس آذار الماضي والمواجهة الحالية في شرق أوروبا بين القوات الحكومية وانفصاليين موالين لروسيا قد دفعت علاقات موسكو بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لأدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة.
ويقول دبلوماسيون فرنسيون إن أولوند يأمل في إقناع بوتين بأن يصافح على الأقل الرئيس الأوكراني المنتخب بيترو بوروشينكو على هامش الاحتفالات فيما قد يمثل خطوة أولى نحو تخفيف حدة التوتر.
وتناول الرئيس الفرنسي القضية الأوكرانية في مأدبتي عشاء في باريس يوم الخميس إحداهما مع أوباما والأخرى مع بوتين لكن مسؤولين قالوا إنه لم تحدث انفراجة ملحوظة.
وسئل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي حضر المحادثات إن كان التجمع يمكن أن يذيب الجليد فقال في حديث لراديو آر.تي.إل "سنرى كيف ستسير الأمور اليوم وغدا. ليس من مصلحة أحد أن يكون هناك صراع كبير في أوكرانيا."
وقال إن مسألة فرض الدول الأوروبية مجموعة جديدة من العقوبات على روسيا غير مطروحة في الوقت الحالي.
وعقدت ميركل وبوتين اجتماعا لمدة ساعة في نورماندي يوم الجمعة قال متحدث باسم بوتين إنه "تركز بالكامل" على أوكرانيا. ولم يذكر تفاصيل أخرى.
وفي برلين قال متحدث باسم الحكومة إن ميركل أبلغت بوتين بأن روسيا تتحمل "مسؤولية كبيرة" فيما يتعلق بالمساعدة في إقرار السلام في أوكرانيا.
كان بوتين قد قال إنه مستعد للقاء كل من أوباما وبوروشينكو أثناء وجوده في فرنسا. ولم يعترف الرئيس الروسي بعد بشرعية الزعيم الأوكراني المقرر أن يؤدي اليمين القانونية غدا السبت وإن كان السفير الروسي سيحضر مراسم التنصيب.