الأقباط متحدون - العدل أم القانون !
أخر تحديث ٠١:١٧ | الخميس ١٢ يونيو ٢٠١٤ | بؤونة٥ ش١٧٣٠ | العدد ٣٢١٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

العدل أم القانون !

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم : مايكل دانيال
هم خلاص ها يشيلوا كل أشغالات الطريق يا بيه ؟؟

كان هذا هو السؤال الذي القاه علي مسامعي سائق تاكسي كنت قد ركبت معه بالامس و انا في طريق عودتي الي المنزل بعد يوم عمل طويل .. لم أرد ان ادخل في حوار طويل قد يتسم بالسفسطائيه في حال ان كنا مختلفين في وجهات النظر فآثرت ان ارد بكلمات مقتضبه هي :
"صدقني انا سمعت زيك ان فيه حملات نزلت عند دار القضاء العالي و شارع طلعت حرب .. بس ماعنديش اي أخبار  "
فطن أنني لا اريد الدخول معه في الحوار فقال منهياً الحديث : "انشاء الله خير و ربنا يحمي مصر" !
الي هنا أنتهي هذا الحوار البسيط و الذي لم يتعد الجمل الثلاث السابقه بيني و بين هذا السائق الذي يتمني كل الخير لبلادي ،  و لكن صخب الافكار مع حوار أخر كان يدور في عقلي ..

قلت لنفسي :
 -  .. لطالما أردنا ان نكون دولة متحضرة ، و طالما طالبنا بتطبيق القانون ، و انا أحد الذين نزلوا الي الشوارع و الميادين في عمل ميداني للمطالبه بذلك و ها هو يتحقق "
صوت أخر بداخلي كان يصرخ :
 -  .. و ماذا عن هؤلاء الشباب الذين آثروا ان يقفوا تحت امطار الشتاء او قيظ شمس الصيف الحارقة ليكسبوا جنيهات قليله قد لا تكفي لعيش كريم بدلا من السرقه ! "
كنت في صخب من الافكار المتضاده .. 
-    .. أليس اشغال الطريق بمفروشات هو عمل مخالف للقانون !
-    .. و أين هو هذا القانون الذي وفر لهم لقمه عيش كريمة تغنيهم عن الوقوف طوال اليوم في الشارع ..  !
-    و ماذا عن الطريق و الذي يزدحم بسبب هؤلاء و الذين يقطعون ما يقرب من نصف الشارع و ما يترتب عنه من أختناق مروري و ... و ... !
-    و ماذا عن الفقراء و الذين لا يستطيعون شراء الملابس من المحال غاليه الثمن و يبحثون دائما عن هؤلاء الشباب الذين يبيعون في الشارع ليتمكنوا من الشراء !
-    و ماذا عن حوادث التحرش و التي تحدث لفتيات تقطن في بنايات يتمركز تحتها هؤلاء الباعه !
-    و ماذا عن شباب آخر بالفعل أكثر من رائع و يتسم بالرجوله و النخوة ، لا يملك سوي هذه المعروضات كــ رأس مال له ، يقتات من ربحها قوت يومه و خصوصاً بائعي الكتب و معظمهم - و هذا للعلم - من الحاصلين علي مؤهلات عليا  !
-    و لكن يجب ان نطبق القانون ..
-    و ماذا عن العدل الالهي و الذي أعطي للجميع الحق في الحياه !!
طريق مقفل أمامي ، فانا لا أدافع عن الخطأ و لكن أدافع عن الحق في حياه كريمة و أدافع و بشراسه عن الفقير و الذي اصبح مستغلاً من الجميع !
مجرد سؤال علي الهامش :
-    هل ستوفر الدوله بديلاً لهؤلاء الشباب !!
للأسف الشديد ، هناك اشكاليه كبري في موضوع الباعه الجائلين و الذين يفترشون الارصفه ، فلا يليق ان نعيش بداخل دوله لها السياده و الكلمه العليا في المنطقه العربيه بأكملها ، و عاصمتنا مشوهه بالباعه الجائلين !
و لا يليق ان يكون في نفس ذات الدوله شباب من خريجين المؤهلات العليا ، لا يجدون سبيل للربح سوي ان يفترشون الأرصفه !

نقطة و من أول السطر :
الحل ليس فقط في ازاله أشغالات الطريق و لكن في توفير مكان لائق لانشاء سوق به محال صغيرة و مدعم من الدوله و بذلك يكون ايجار المحال فيه بثمن زهيد ، و الاهم هو ان يكون ذلك السوق في مكان حيوي و ليس في المدن الجديدة و البعيده عن اماكن تمركز القوي الشرائيه لهذه المنتجات رخيصة الثمن  و التي غالبا ما تكون من الفقراء !
مجرد رأي :
اقترح ان يتم دراسه فكرة هي تحويل مقار الحزب الوطني البائد الي مولات تحتوي علي عدد كبير من المحال الصغيرة للغايه و التي قد تصل الي مجرد (فاترينه) للعرض ، و يتم تأجيرها فقط للشباب المحتاج بسعر رمزي شهرياً ، و بهذا نكون قد وفرنا لهؤلاء الشباب فرصه عمل كريمة ، كما نكون بذلك قد حافظنا علي المظهر الحضاري للعاصمه من التشوه ، و الاهم هو اننا بذلك نكون قد وفرنا للفقير و الذي يبحث عن الارخص دائماً فرصه لشراء كل ما يلزمه دون ان يتحمل فوق ثمن المنتج ثمناً اضافيا هو أيجار المحل و الذي يصل في بعض الاماكن الي عشرات الالاف من الجنيهات ، و هو نفس السبب  الذي يدفعه دائماً للبحث عن من يبيع في الشارع ..  
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter