الأقباط متحدون - رأي ورؤى
أخر تحديث ٠٩:٠١ | الاثنين ١٦ يونيو ٢٠١٤ | بؤونة ١٧٣٠ ش ٩ | العدد ٣٢٢٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رأي ورؤى


" سانت كاترين "

شيرين الغرابلي
أزمة ضحايا سانت كاترين ، أو ما عرفت إعلاميا بـ " العائدون من سانت كاترين " كانت كاشفة لكثير من التفاصيل المؤلمة التى يعيشها مجتمعنا من حالة تخبّط وتيه ، كما كشفت بالنسبة لى شخصياً شيئاً غاية في الغرابة فيما يخص التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعى وخاصة " الفيس بوك " .

فقد تجاوز الأمر كونها شبكات تجمع الاصدقاء والمعارفة ومن هم يشتبكون معاً في دوائر علاقات قريبة سواء كانت عمل أو صداقة طفولة أو ماشابه .

أن الاخبار التى تحمل شيئاً إيجابياً أياً كانت لا تنتشر بالشكل الذى تنتشر به أية أخبار تحمل طابعاً تحريضياً ضد الدولة المصرية وتعمق حالة الاحتقان الجماهيري ضدها والتى في الغالب تتخذ من الانسانية شعاراً لها ، وهو أمر مبرر بالنسبة لى ، فنحن شعب متحضر وعاطفى يعير لقيم الانسانية والحرية والكرامة كل اهتمام ، وأمام أي حالة إنتهاك لهذه القيم ، ينفعل بها ويتأثر بها فيصمت العقل وتشتعل الروح غضباً .

خاصة وأننا لدينا ميراث كبير من الانتهاكات من جانب السلطة ، تجعل من السهل تصديق أي أشاعة أو أي خبر فيسبوكى أياً كان .

ففى عصر المعلومات المصورة ، الصور تتكلم والتعميم يسود المشهد ، ويبدء الاصدقاء في التعليق بعد أن يختلفوا على قراءة الصورة كلاً بحسب تجاربه في الحياة ،ثم ندخل مرحلة التصنيف كلاً بحسب توجهه وأراؤه وإنحيازاته ، ثم تليها مرحلة ترك الصورة محل الخلاف وتبدء مرحلة التعصب للرأي وتنتهى بتبادل الاتهامات بين الاصدقاء والمعارف التى في احياناً كثيرة تصل حد السُباب والاحتقار وأشياء أخرى ، ثم تنتقل المعركة إلى شاشات التليفزيون والجرائد والمواقع الالكترونية ، ويجد المشاهد نفسه أمام برامج توك شو ينتظرها على أمل أن يجد فيها ما يبعث في نفسه الامل في غد أفضل أو من يُناقش ميراث مشاكله اليومية التى لم يجد لها حل بعد ، أو من يُبلغه أن أحدهم في أي مكان وضع حجر أساس واحدة بإتجاه بناء مستقبله أو مستقبل أبناؤه .

وفي واقعة الشهادة الفيسبوكية المتعلقة بشبابنا العائدون من "رحلة الموت " -التى أدمت قلوبنا جميعاً- وبعد أن عرفنا الحقيقة من شهود حقيقيون وليس من "شاهد ما شفش حاجة" ، وفي الغالب "قالوله" .

تأكدت من أن منظومة الاعلام والصحافة كأحد أهم أدوات المعرفة والتنوير ليست بخير ، فقد بلغ الاستسهال حد لم تعد تحتمله مصر وشعبها وأقتصادها ، الاعلام أصبح يعتمد شبكات التواصل الاجتماعى التى تحوّلت إلى"شبكات تناحر إجتماعى" سبيلاً لعرض الحقيقة أو البحث عنها.

لأجل مصر وشعبها ، آن الاوان لأقرار " ميثاقاً للشرف الاعلامى " أو " مدونة سلوك " ، من خلال تشكيل هيئة وطنية لتنظيم البث المرئي والمسموع ، تحافظ على دور الاعلام في ممارسه واجبه الوطنى في التنوير وعرض الحقائق بدون تهويل ولا تهوين ولا توظيف وفقاً لأهواء سلطة رأس المال .
وتحفظ للمواطن حقه في معرفة الحقيقة .

نقلآ عن الدستور


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع