د. رأفت فهيم جندي
القضاة المصريين معظمهم شرفاء ولكن شخص واحد مشاغب ممكن له ان يسوء سمعة فريق كامل، نحن المصريون يؤلمنا كثيرا أن نرى سمعة قضاة مصر العظماء تلوكها الالسن في كل مكان وكل جريدة وقناة تلفزيونية بسبب بعض القضاة منهم.
بالطبع نحن نعرف أن القضاء في مصر يجب ان يكون مستقلا، وان الدولة لا يجب عليها ان تتدخل في احكام القضاة من قريب او بعيد، ولكن هل القضاة بدون هيئة تحاسبهم؟ ... بالطبع لا.... وهذه هي مسؤولية الهيئة العليا للقضاء او ما شابهها ولهذا نصرخ لهم.
كيف يستقيم أمامي وامامك وامام الذى ليس له عقل أيضا ان ضمير القاضي يرتاح للحكم بإعدام المئات في بضعة جلسات سريعة، كيف يرتاح ضمير الهيئة العليا للقضاء في مخالفة احكام القانون في أن لا يضار المتهم في استئنافه للحكم الواقع عليه كما راينا في المدرسة البريئة دميانة الذى تغير حكم استئنافها من الغرامة للسجن؟!
كيف يبكم الاعلى للقضاء امام الاحكام على اقباط الخصوص واقباط ملوى الذين تحولوا من ضحية لجانى بفعل بلية القاضي السحرية،
نناشد القضاء الاعلى أن يتحرك بعد ان لاكت الالسنة سمعة القضاء المصرى في العالم، ونود ان ننشر للعالم ان الأعلى للقضاء رد للقضاء المصرى هيبته!
امضيت طول عمرى اعرف ان النيابة عندما تستأنف أي حكم يكون بإحساسها أنه ليس شديدا بالكفاية للجريمة من وجهة نظرها، ولكنى لأول مرة أرى ان النيابة تستأنف حكم الاعدام للمئات للتخفيف منه لأنها غير مقتنعة بشدته!
هل كل هؤلاء المقبوض عليهم كانوا مشاركين في الجرائم البشعة التي فعلت في المنيا؟!
الم يكن منهم من كان فقط متفرجا او مشعلا لسيجارة بجوار الحريق او مشاركا بالقليل الذى لا يستوجب إعدامه؟!
في جريمة الكشح البشعة والتي استشهد فيها 21 قبطي ومنهم طفلة 9 سنوات، قيل ان الجريمة بالمشاع ولم يدان احد بالرغم من هذا الكذب الفاضح، لأن الجناة كانوا معروفين بالاسم، ولكن في قضية المنيا فأن القاضي تأكد من ادانته للمئات وحكم عليهم بالإعدام لان هذا يواكب التيار الجارى في مكافحة الأخوان!
حكم الاعدام الذى صدر في حق 9 اقباط معظمهم ليس لهم ناقة او جمل في الفيلم المسيء هو مهزلة أخرى لبعض القضاة المصريين ولا أقول القضاء المصرى، وكان هذا أيضا لمسايرة الراي العام.
قال قديس ذات مرة لراهب خاطئ "احكم على نفسك يا أخى قبل ان يحكم الآخرون عليك" بمعنى تحكم في شهوتك قبل أن يحكم عليك باقي زملائك، وهذا بالضبط ما نقوله أيضا للقضاء المصرى، "طهر نفسك من الذي حكم على المدرسة دميانة بما يخالف نص القانون، وطهر نفسك من أمثال قاضى الخصوص، والحاكم بإعدام الاقباط الذين لم يشاركوا من قريب او بعيد في الفيلم المسيء." وأيضا محاكمة بشوى المتنصر بتلفيق تهمه له، وغيرها الكثير.
أيها القضاء الأعلى المبجل احكم على البعض منكم -وليس فقط على قضاة من اجل مصر- قبل أن يحكم كل العالم علي القضاء المصرى العظيم والذى نكن له كل الاحترام والتبجيل.