الجمعة ٤ يوليو ٢٠١٤ -
٠٠:
١٢ ص +03:00 EEST
الأنبا بولا و"ماسبيرو"
كتب : نعيم يوسف
تعرض الأنبا بولا، أسقف طنطا ورئيس المجلس الإكليريكي، إلى انتقادات واسعة من قبل بعض النشطاء الأقباط، لدرجة الدعوة لمظاهرات ضده أقيمت فعالياتها أول أمس الأربعاء، بالتزامن مع العظة الأسبوعية للبابا تواضروس الثاني، وذلك بعد تصريحاته بشأن مذبحة ماسبيرو مع الإعلامي "تامر أمين" حيث قال أنه يجب التسامي عن الملفات القديمة وتركها والتسامح فيها.
وقد أثارت هذه التصريحات غضب العديد من النشطاء والذين رأوا أنه ليس من حقه التصريحات السياسية، بالإضافة إلى أنه ليس من حقه أن يدعوا إلى "ترك الملفات القديمة"، ما اضطر الأنبا بولا إلى الخروج في مداخلة هاتفية مع برنامج "في النور" على فضائية "سي تي في" ليوضح أن موقفه وموقف البابا من هذه المذبحة واضحا، وقد ذهب هو بنفسه ومعه ملفات بالشرح والتحليل لتوضح من هو القاتل الحقيقي للأقباط، مؤكدا أن دمائهم علية عليه جدا ولم يقصد أبدا ما تمت إشاعته.
وأشار أسقف طنطا إلى أن دعوته الأساسية كانت تهدف إلى عدم الانسياق للوقيعة بين الأقباط وبين النظام الجديد، وتساءل عن سبب إثارة هذه الواقعة الآن على الرغم من مرور سنوات عليها، ولم يفكر أحد في إثارته مشيرا إلى أنها محاولة للوقيعة بين الأقباط والسيسي ويتم استغلال هذه الواقعة فيها.
وعلى الرغم من هذا التوضيح إلا أن الكثيرون لم يقتنعوا به وأصروا على تنظيم الوقفة الاحتجاجية ضده.
والسؤال هنا: ماذا لو كانت دعوة الأنبا بولا إلى التسامح كليا في الملف بأكمله؟؟ أليس هو رجل دين؟؟ ما هو المطلوب من رجل دين "مسيحي"؟؟ هل المطلوب منه أن يدعوا إلى حمل السلاح أو حتى الانتقام الأرضي؟؟ إن دعوته إلى التسامح بصورة كاملة في الملف لا تتعارض أبدا مع كونه رجلا للدين بل لو قال العكس لأصبح متعارضا متناقضا.
والسؤال الآخر: هل دعوته للتسامح تتناقض مع قيام بعض المدنيين بإقامة دعاوى قضائية للقصاص من قاتليهم؟؟ هل دعوته هذه منعت المطالبة بدمائهم في مظاهرات معلنة للجميع في ميادين عامة؟؟ أم أن المطالبة بدمائهم تكون فقط بمظاهرات "داخل الكاتدرائية" لـ"مطالبته هو" بدماء شهداء ماسبيرو والكف عن التصريحات بشأنهم؟؟؟
وفي النهاية: من هو المستفيد من الوقيعة بين الأقباط والنظام الجديد الذي ساهموا بشكل كبير ومباشر في صناعته؟؟؟