على الرغم من رفضها للمبادرة المصرية في البداية، وتأكيدها فيما بعد أن المبادرة المصرية لم تعد مطروحة للنقاش، إلا أن وفدا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يأتي الثلاثاء، إلى القاهرة لمحاولة إحياء المبادرة المصرية بعد أكثر من 1150 شهيدا وحوالي 5600 جريحا... 

 

وأوضحت قناة "العربية" أن وفدًا فلسطينيًا توجه إلى القاهرة، للبحث في مشروع الهدنة التي تقدمت به مصر في وقت سابق، وأفادت المصادر بالتوصل إلى توافق فلسطيني لعقد لقاء يجمع قادة حركة حماس والجهاد الإسلامي وفتح في القاهرة، في محاولة جديدة من أجل إحياء المقترح المصري لوقف إطلاق النار.

هذا ويأتي على رأس الوفد عزام الأحمد عن حركة فتح، وموسى أبو مرزوق عن حماس، وزياد النخالة عن الجهاد الإسلامي، وبحضور اللواء ماجد فرج، مدير المخابرات الفلسطينية العامة، توصل إلى اتفاق لاعتماد اتفاق العام 2012.

 

ومن جانبه قال الدكتور علي السمان، رئيس الاتحاد الدولي للحوارات وإنه يبدو واضحا للعيان أن حركة حماس تفضل التضحية بدم الشهداء، وإسقاط مزيد من الشهداء ورفض المبادرة المصرية، لإرضاء الإخوان وقطر وتركيا، ولا أحد يستطيع أن يفهم أن الإجماع الدولي من أمريكا وفرنسا وإيطاليا والأمم المتحدة للتأييد والترحيب بالمبادرة المصرية، وأن يأتي الرفض من حماس، ما يؤكد أن المصالح السياسية لحماس فوق الدم الفلسطيني.

 

وقالت جبهة أحرار المحامين إن "العدوان الأخير الذي وقع في غزة هو مجرد حلقة من مسلسل جرائم الاحتلال الصهيوني، من أجل تركيع الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وشعب يطلب الاستقلال ويرفض الاحتلال، ومن ثمة تصفية قضيته الوطنية، من أجل الحرية والكرامة".

وأوضحت "أن المبادرة المصرية أحد الحلول التي يجب العمل بها للوصول إلى مكسب كبير نحو هذه القضية ووقف الغزو الإسرائيلي الخسيس واللا إنساني، وأشار إلى أن المعبر يجب أن يكون تحت رعاية ووصاية مصر والسلطة الفلسطينية ممثلة في فتح".

كما أكد الدكتور سمير غطاس رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية، أن خضوع حركة حماس الفلسطينية لسيطرة تكتل جماعة الإخوان الإرهابية الدولي وكل من تركيا وقطر، أدى إلى أن اضطرارها إلى النزول بسقف مطالبها السابقة، مضيفا، أن مطالب "حماس"، التي سبق أن أعلنتها لا يمكن تحقيقها الآن، مشيرا إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية أصرا على ضرورة تفعيل مبدأ "نزع السلاح" من غزة.

وأشار رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية إلى أن من أهم مطالب مبادرة القاهرة، وفصائل المقاومة الفلسطينية هي وقف إطلاق النار، وكانت سلطة الطاقة في قطاع غزة أعلنت اليوم، تدمير محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع بسبب القصف الإسرائيلي.

وطالب سعيد عبد المسيح، مدير المركز المصري للتنمية وحقوق الإنسان، حركة حماس بإعلان الجهاد على إسرائيل، بدلا من وقوفها ضد الدول العربية وأهمها مصر وسوريا والعراق، مشيرا إلى أن حل الأزمة الراهنة بقطاع غزة يكون بتشكيل وفد من القوى الشعبية للتفاوض مع الكيان الإسرائيلي بواسطة جامعة الدول العربية، مع رعاية دولية متمثلة في الأمم المتحدة.

وشدد عبد المسيح على ضرورة حل السلطة الفلسطينية للحركات والكيانات التنظيمية حتى لا يكون حل القضية الفلسطينية بيد كيانات تتناحر، وإنما بيد سلطة تحافظ على بلادها.