الأقباط متحدون - غطرسة الزي العسكري
أخر تحديث ١٣:١٤ | السبت ٩ اغسطس ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ٣ | العدد ٣٢٨٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

غطرسة الزي العسكري

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مينا ملاك عازر
دخلت أربع سيارات لعائلة كبيرة بنزينة وطنية التابعة لجيشنا الوطني لتموين تانكاتها بوقود المحطة، ولبطء بسبب عطل في إحدى طلمبات التموين، نزل شاب من أفراد تلك العائلة ليسأل عن سر العطل، ولما عرف عاد لسيارته، وأثناء عودته انتفض أحد الجنود الذي لو هاجمه إرهابيين ما أظنه سينتفض تلك الانتفاضة بل قد يصبح شهيداً ينعيه الوطن

ويبكيه الشاب الذي انتفض ضده، وسأل عن سر نزوله من السيارة، فأجابه عن العلة وراء النزول، فلم يعجبه رد الشاب، واشتبكا اشتباك لفظي لم يتسخدم فيه السلاح، ولم تسل قطرة دم ،وهاجت المحطة، وحاول الكل توفيق الأوضاع إلى أن خرج العقيد المسؤول واشتبك ولم يحل، وزادت النيران تأججاً وأتت الشرطة العسكرية واقتحمت سيارة الشاب وحطمت زجاجها وقبضت عليه

الحمد لله أنقذت البلاد من كارثة محققة، شاب مدني سب فرد القوات المسلحة، هذه هي القصة لتي روتها أسرة الشاب المقبوض عليه، أول شاب يحاكم محاكمة عسرية لسبه فرد قوات مسلحة يقوم بالخدمة العامة!!.

تعالى نفترض أن الشاب وأسرته كاذبين، وأنهم منذ أن دخلوا أخذ الشاب يهتف ضد العسكر، ورفع شارة رابعة، وحطم محطة وطنية، وخرج يجري وراء الجندي، والعقيد من بعده لعله في هذا كله فعل ما فعله الإخوان بل لم يصل لدرجاتهم من تفجير وإطلاق نار وقتل بدم بارد، لم يفعل ما فعله حبارة وانامهم على الأرض وقتل منهم خمسة وعشرين جندي بهدوء، إلا أن الشاب سيُحاكم محاكمة عسكرية وحُطم زجاج سيارته واقتادته الشرطة العسكرية أما الآخرين من حبارة ومن أمثال لم يُفعل بهم شيء من هذا مطلقاً، طبعاً ستتعجب مثلي وتسأل عن السر؟

سأقول لك السر ببساطة، لأن جيشنا يخشى من أن يقال أننا نحاكم معارضيه بمحاكمات عسكرية، ما يعني أنه يقمعهم، ولخشيتهم من المجتمع الدولي يحاكمهم أمام قاضيهم المدني، أما لأن هذا الشاب ليس وراءه مجتمع دولي ولا منظمات عالمية فليوضع في السجن العسكري، ويعامل معاملة الإرهابي بل يا ليته يعامل تلك المعاملة التي يعاملها الإرهابيون.

يا سادة، ما هذه الغطرسة التي يتعامل بها أفراد القوات المسلحة الذين يقومون بخدمة عامة يخدمون الناس في محطات الوقود، إذن ما الذي يتوقعونه من شعبهم لماذا لا يتوقعون عصبية وشد وتساؤلات ونقاشات هل يأبون هذا ويقبلون الهتاف  ضد العسكر!!؟ ما تلك الغطرسة التي تأتي على بعض مرتدي الزي العسكري فتسيء للكل

نحن نحاول أن ننسى بفضل السيسي ما فعلتموه بماسبيرو ومحمد محمود بست البنات، لماذا تحاولون تذكيرنا به؟ لماذا تحاولون تسطير تاريخ جديد من الغضب الشعبي ضدكم؟ رصيدكم لن يسمح بأي تجاوزات عودوا عن ما تفعلونه، وأصلحوا المتغطرسين منكم، وفهموا كل من ينزل ميادين الخدمة العامة أنه معرض لصدامات وإلا فليبقى في معسكره بعيدا عن الناس.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter