أثار إعلان منظمة الصحة العالمية منذ عدة أيام اعتبار فيروس إيبولا وباءً يصعب السيطرة عليه، الرعب لدى الكثيرين، خاصة بعد ارتفاع عدد الوفيات الناتجة عن الإصابة بهذا الفيروس إلى ما يقرب من 950 شخصا، خلال أشهر قليلة فقط، مما يثير تساؤل “ماذا لو وصل فيروس إيبولا مصر؟”. تاريخ الإصابة يكشف أنه متذبذب، حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فقد ظهر المرض لأول مرة عام 1976
وكانت الإصابات تتمركز فى الكونغو والسودان، وذلك لمدة عدة سنوات، ثم لم تسجل منظمة الصحة أى إصابة بفيروس الإيبولا لمد 15 عاما، ما بين عامى 1979، 1994، ومنذ 94 وحتى 2012، تذبذبت أعداد المصابين إلا أن أعداد المصابين لم تتجاوز 100 مصاب خلال العام وكانت متوسط حالات الوفاة 60%، إلا أن فى شهر أبريل الماضى، أعلنت منظمة الصحة العالمية على أن وباء الإيبولا قد بدأ يضرب بقوة من جديد، حيث قضى على ما يقرب من 223 مريضا من أصل 315 مريضا، وخلال شهر مايو ويوليو.
عاد فيروس الإيبولا ليضرب من جديد بشكل أكثر عنفا وقوة حيث أصاب ما يقرب من 1604 حالة، توفى منهم ما يقرب من 950 شخصا، كما أن خلال 4 أيام فقط قضى فيروس إيبولا على ما يقرب من 57 شخصا. الحمى النزفية تضرب أفريقيا.
يقول الدكتور أحمد رمزى أخصائى طب المناطق الحارة والأمراض المعدية ومكافحة العدوى، واستشارى بهيئة الأمم المتحدة، على الرغم من انتشار المرض منذ ما يقرب من 38 عاما، إلا أن الموجة الأخيرة تعتبر هى الأعنف، والأكثر شراسة فى تاريخ فيروس إيبولا، ولأن العالم أصبح قرية صغيرة يسهل من خلالها الانتقال والسفر، أصبح من الصعب السيطرة على الإصابة.
ويضيف رمزى، أن الخطورة الثانية لفيروس إيبولا منذ ظهوره وحتى عام 2012 كان ينتشر بوسط أفريقيا، إلا أنه عاد من جديد فى غرب أفريقيا، مما يعنى أن الفيروس يمكن أن ينتقل إلى أى مكان. ويشير إلى أنه لا يوجد ما يمنع من انتقال فيروس الإيبولا إلى مصر، كما أن دول العالم معرضة لنفس الخطر، لكننا لسنا معرضين إلى الإصابة بأصل الفيروس، بل نحن معرضون إلى انتقال العدوى إما عن طريق البشر أو الحيوانات.
ويضيف، لا توجد أى طرق وقاية من هذا الفيروس، لأنه حتى الآن لم يكتشف السبب الفعلى لانتقال الفيروس، وكل ما ينصح به إذا كان هناك شخص موجود بالبلاد المصابة، وتواجد فى أى مكان آخر وشعر بأعراض الإصابة، فإنه يجب أن يتم عزله، ومحاولة مساعدة المريض على تجاوز تلك المشكلة سريعا. كما أن منع السفر إلى البلاد الموبوءة ليس له أى تأثير على منع انتقال العدوى، والتوعية، ومحاولة نشر الوعى من خلال الندوات الثقافية هى الحل.