يقول الباحث والمفكر سليمان شفيق، إن المصريون في الخارج يختلفون عن باقي الجاليات الأجنبية، فهم يأخذون معهم عاداتهم وتقاليدهم، وثقافتهم وفكرهم معهم.. وقد صدق هذا القول، وانطبق تماما على الأحداث التي تبعت ثورة الثلاثين من يونيو، ففي الوقت الذي كانت الخارجية المصرية تعاني من تخبط، وعدم قدرة على مجابهة الرأي العام الخارجي بالأحدث في مصر، نتيجة لظروف تغيير قياداتها الغير بعد ثورة يونيو إلا أن المصريون في الخارج، كانوا على قدر الحدث، وواجهوا الدول الغربية وتصنيفها للثورة على أنها "انقلابا عسكريا"... 

لم ينفصل المغتربون عن بلادهم، وعاشوا مشاكلها وأزماتها في غربتهم، ودعموها بالقدر الذي يستطيعونه، كما أحبطوا مخططات الإخوان الخارجية، كما فعل إخوتهم في الداخل من إحباط للمخططات الإخوانية الداخلية، فلم يدخر الجميع جهدا إلا وبذله سعيا لتحقيق المصلحة العليا لبلادهم ووطنهم.. 

ومنذ البداية.. وتزامنا مع المظاهرات التي خرج بها المصريون في 30 يونيو نظمت العديد من الجاليات المصرية في الخارج مظاهرات لدعم التحركات داخل مصر، في ميادين عامة في بلادهم في الخارج، كما قاموا بسلسلة مظاهرات شملت العديد من الدول الأوروبية للتأكيد على "ثورية" 30 يونيو، بعد محاولات وصفها بأنها "انقلابا عسكريا". 

ولم يقتصر الأمر عند حد المظاهرات فقط، فقد واجه المصريون في الخارج، الحملة الدعائية التي قامت بها جماعة الإخوان المسلمون، وذلك عن طريق الندوات التعريفية بحقيقة الأحداث في مصر، والتي شملت العديد من الدول الغربية أهمها الولايات المتحدة، وكندا، هذا بالإضافة إلى الأفلام الوثائقية التي تم عرضها في المؤتمرات التي أقيمت هناك. 

وعقب الثورة، وتزامنا مع الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر، دشن "اتحاد المصريين في الخارج" حملة تبرعات لدعم الاقتصاد المصري، كما أكدت عدة جاليات مصرية في كندا، وفرنسا ودبي دعمها لخارطة الطريق حيث تم تنظيم مظاهرة في باريس، لدعم خارطة الطريق. 

وخلال الانتخابات الرئاسية، والاستفتاء على الدستور الجديد، كانت لـ"طوابير" الاقتراع في السفارات المصرية في الخارج، أبلغ الأثر في توصيل الرسالة بدعم المصريين في الخارج لخطوات خارطة الطريق التي تجري داخل مصر، حيث احتشدت السفارات بالطوابير الفرحة الراقصة على -غير العادة- من المصريين المغتربين عن بلادهم. 

وعلى الصعيد القانوني، كان المصريون –وخاصة أقباط المهجر- حاضرون وبصفة قوية، حيث قاموا بتقديم عدة طلبات للكونجرس الأمريكي لوضع جماعة الإخوان المسلمين "منظمة إرهابية" مع تقديم الأدلة التي تدعم ذلك. 

وفي نفس السياق قام أقباط المهجر بتقديم العديد من الطلبات للبرلمان الأوروبي لتصنيف الجماعة على أنها "منظمة إرهابية" وقد عقد البرلمان الأوروبي عدة جلسات استماع للأقباط لتقديم الأدلة التي بحوزتهم وللاستماع لوجه نظرهم في تصنيف الإخوان "جماعة إرهابية"، حيث حققوا تقدما ملحوظا في تغيير وجه نظر كثير من الساسة الغربيين عن حقيقة الأحداث في مصر.