عرض/ سامية عياد
"لو هدمت كل كنائس مصر سنصلى فى المساجد ، وإذا هدمت كل المساجد سنصلى فى الشوارع ، وأننا جميعا نبذل التضحية من أجل مصر ومستقبلها" هكذا صرح البابا تواضروس الثانى عقب أحداث 14 اغسطس العام الماضى من حرق ونهب ممتلكات الاقباط وحرق كنائسهم عقب فض اعتصام رابعة ، فكان لهذا التصريح صدى محليا وعالميا وشهد الجميع بوطنية الأقباط .
لقد تعرضت الكنائس والمنازل والمتاجر القبطية للسلب والنهب والحرق ، وبقدر ما كان المنظر مؤلما ، بقدر ما حول الله الضيقة الى بركة حيث تأكد الأقباط أن الكنيسة ليست مجرد حوائط وزخارف بقدر ما هى اتحاد المؤمنين معا مع الله ، تمسك الأقباط بركام الكنائس المحترقة ومارسوا صلواتهم واجتماعاتهم فيها بكثير من الانتماء والفرح والثقة بالله ، اختبر الأقباط أنهم قد يفقدون كل ممتلكاتهم فى لحظة ، وتعلموا إلا يتعلقون بشىء أو شخص أكثر من الله.
فى ذلك اليوم تأكد للجميع كذب ادعاء البعض أننا نحتفظ بأسلحة داخل الكنائس فإنه لو كان هذا الأمر حقيقة لما هاجموا الكنائس أصلا ، وكان الأقباط قد استخدموها فى الدفاع عن أنفسهم ، لقد احترقت الكنائس أمام اعينهم بعد أن نهبوا كل ما فيها ، فضلا عن ذلك كان الأقباط يصلون لأجل مضطهديهم وفوق العبارات المهينة التى كتبها المتطرفون على جدران الشوارع والكنائس كتب الأقباط لهم "نحبكم رغم كل ذلك" ، ولم يرفع قبطى حجرا فى وجه المتطرفين ولم يتفوهوا بكلمة خارجة ضد أى منهم .
بعد هذه الاحداث بادر المجلس العسكرى بإعلان الجيش بإعادة إعمار الكنائس والمؤسسات التى أضيرت فى ذلك اليوم على نفقة الدولة ، وخلال شهور قليلة بدأت عملية إعادة الإعمار حيث تم تقسيم المنشأت التى تدمرت على ثلاث مراحل قاربت المرحلة الأولى من الانتهاء ، كما تعاطف كثير من إخواتنا المسلمين مع الأقباط فعبر البعض من خلال وسائل الاعلام عن وطنية الأقباط وهناك من قدم المساعدات للمتضررين وكثيرون وقفوا مع الأقباط فى حماية الكنائس من المعتدين.
وطنية الأقباط ستظل باقية على مر التاريخ مهما كانت الظروف والمعوقات ولم تتوقف الكنيسة عن تقديم شهداء وقديسين كتقدمات طاهرة للمسيح.