بقلم / حنان بديع ساويرس
- لا أدرى بأى صفة يتحدث شيخ الأزهر د. أحمد الطيب عن جواز بناء الكنائس من عدمه لا سيما أنه ليس بجهة مُختصة أو جهة أمنية أو حتى قانونية !! ففى تصريح غريب يحمل لنا السُم فى العسل تشوبه الطائفية ويوضح ما يَكمُن بصَدر الشيخ الجليل والذى كان يعتبره البعض مِثال للوَسَطية !! فقد صرح مُنذ أيام فى حضور قداسة البابا تواضروس والذى ذهب له بدوره لتقديم التهانى بالعيد لا سيما ان قداسته كان خارج البلاد للعلاج أثناء عيد الفطر قائلاً بأنه "يجوز بناء الكنائس فى مصر ولكن بما لا يضر بالأمن القومى للبلاد "
- كما نُشر هذا التصريح أيضاً ببوابة الأهرام بتاريخ السادس من أغسطس والتى أكدت فيه أن شيخ الأزهر قال إن الدين الإسلامي لايمنع بناء الكنائس ، مؤكدًا أحقية الأقباط في بناء كنائسهم بحرية كاملة مع مراعاة الجوانب الخاصة بأبعاد الأمن القومي في هذا السياق.
- فهكذا مَن شيخ الأزهر وهو "مواطن مصرى مُسلم " على "المواطن المصرى المسيحى " أى مثله كمواطن مصرى " ببناء الكنائس لكن بناء مشروط !!!
- والشرط هو الا يضر بناء الكنائس بالأمن القومى لمصر ؟!!
- فياللعجب فهل بناء الكنائس أيها الشيخ الهُمام هو من سيضر بأمن مصر القومى ؟!!
- فمعروف أن الأمن القومي أساسى للحفاظ على بقاء الدولة وهذا يحدث من خلال إستخدام القوة الإقتصادية والعسكرية والسياسية ومُمَارسة الدبلوماسية ويكون التركيز على القوة العسكرية هو الأفضل للحفاظ على أمن الدولة القومي لحماية الحدود والأمن الداخلى فى حالة الحروب الأهلية .
- فأنا أعلم أن تهديد الأمن القومى لأى بلد يكون بسبب الإرهاب أو سوء الحالة الإقتصادية أو تهديد يأتى من بلد آخر أو إختراق حدودنا المصرية أو بناء سد كسد النهضة أو التعدى على قناة السويس أو الإستيلاء على قطعة من أراضينا كحلايب وشلاتين أو جزء من سيناء كما كان سيحدث فى عهد " الإخوان المُسلمين" تحت رعاية مُرسى والمُرشد .
- لكن الذى لا أعلمه ولم يَرِد أبداً بخاطرى هو أن الصلاة وبناء دور العبادة هو من سيهدد أمننا القومى !!
- أعلم أن تفجير كنيسة كالقديسين هو تهديد للأمن القومى .. لكن بناء كنيسة يهدد الأمن القومى فهذا ما لايصدقه عاقل !!
- أين كنت عندما حرق الإخوان مئات الكنائس ولم تعلق بأن هذا تهديد للأمن القومى .. فهل حرقها سلام للأمن القومى وبناءها تهديد له !!
- فقد تعودنا على مثل هذه التصريحات الطائفية من بعض الشيوخ لكن عندما يأتى مثل هذا التصريح من شيخ الأزهر فهنا لابد أن نتوقف بُرهةَّ ، والوقفة يجب أن تكون من الأخوة المُسلمين قبل أن تكون من المسيحيين ، فليتهم ينصحون الشيخ الفاضل بالتوقف عن مثل هذه التصريحات الطائفية التى لا تجلب سوى الفُرقة والتعصب فنريد التعليق من الفئة التى نعتبرها مُعتدلة ووسَطية ،ولكنها للأسف صامتة حينما نسمع تصريحات مثل هذه ونسمع دوى صراخها ربما فى موضوعات أقل شأناً من هذا .
- فعندما يقول شيخ الأزهر أن بناء الكنائس تهدد الأمن القومى فهذا معناه أنه يعطى إشارة لكل مُتربص ومُتعصب أن يجمع رفاقه مُكبرين مُهللين لحرق أوهدم كنيسة يتم ترميمها أو إعمارها أو عند بناء جديد حتى لو كانت بتصريح قانونى لا ريبة فيه ، كما إعتدنا طيلة السنوات السابقة على ذلك بأن يتجمع الغوغاء لحرق وهدم كنائس ولا يتورعوا فى قتل من بها وقت وجودهم بها ، وكأنهم يَستبدلون دور الدولة فى تطبيق القانون وتنفيذه وفى نفس اللحظة !!!
- فكنا السنوات الماضية نتهم السلفيين والإخوان فى هدم وحرق الكنائس لكن بعد هذا التصريح أشك أن حرق وهدم الكنائس أقتصرت عليهم فحسب بل أن هذا لا ينفى مُشاركة أتباع الأزهر طالما أن شيخ الأزهر يرى أن الكنائس تهدد الأمن القومى !!
- فضيلة الشيخ .. متى هددت الكنائس الأمن القومى حتى فى الوقت الذى كان يجتمع فيه المُغرضون يشيعون عنها بشكل مُباشر أو غير مُباشر عن طريق أتباعهم من الإعلاميين أو شيوخ الفضائيات بأنها مخازن للأسلحة !! .. ومع فض إعتصامات رابعة وحرق الكنائس لم تجدوا به حتى سكين مطبخ ، وليست أسلحة !! ولكن أثبتت الأيام العكس بأن الإخوان هم من كانوا يخزنون الأسلحة بالمساجد .. وأظهرت الأيام أن من يفعل شئ مُريب يعتقد أن كل الناس تفعل مثله أو يفعل هو الجُرم ويتهم الأبرياء بأنهم هم فاعلوه !!
- لن أقول هل هذا جزاؤنا أننا أحتملنا حرق كنائسنا فى صمت بعد إعتصام رابعة لأننا لن ننتظر من أحد جزاء أو مزايا على موقفنا تجاه الوطن ، لأننا عندما فعلنا ذلك فعلناه عن قناعة وحباً فيه ، وليس مُجاملة لأحد .. فالخاسر الأعظم هم الأقباط وكنائسهم التى حُرقت لا سيما بصعيد مصر فهى عبارة عن أطلال إلى يومنا هذا بخلاف المسجد الوحيد الذى تم حرقه من الإخوان لطمس معالم جرائمهم به وليس لأنه دور عبادة كما يتشدق البعض من حين لآخر بأن الإخوان كما حرقوا الكنائس حرقوا أيضاً المساجد أقول بخلاف مسجد رابعة التى تم ترميمه خلال أيام قلائل لا تُعَد على أصبع الأيدى الواحدة !!
- فكم تعرض قداسة البابا للتهديد والسبائب بسبب وقفته الوطنية والتهديد للكنائس والأقباط لم ينقطع إلى يومنا هذا .
- فكما لقوم عادة عندما نحتاج الأقباط نتحد أونحى للعالم بأننا مُتحدون وعندما تبدأ الإنفراجة يظهر كلاً على حقيقته ونكشر عن أنيابنا ونظهر ما فى بواطننا وما تحمله الإبتسامات المُصطنعة المرسومة على..