عرض/ سامية عياد
قيل لها إنها وهى عذراء ستلد فآمنت بهذا ، قيل لها "القدوس المولود منك يدعى ابن الله" فآمنت بهذا ، قيل لها أن "الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك" فآمنت ، أنها العذراء مريم أول مؤمنة فى المسيحية .
المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث يحدثنا عن الكثير والكثير عن العذراء مريم قائلا : لم يكن حلول الروح القدس على السيدة العذراء مريم لمباركتها فقط ، إنما الأكثر من ذلك هى الوحيدة التى حل عليها الروح القدس حلولا أقنوميا ، أى حلولا كإله يعمل فى داخلها عملا إلهيا ، حيث أوجد فى داخلها جنينا بشريا من غير زرع بشر وهذه معجزة ، ايضا قدس مستودعها بحيث أن هذا الجنين لا يرث شيئا من الخطية الجدية ، كما أن هذا الناسوت اتحد داخلها باللاهوت.
العذراء مريم هى أعظم امرأة فى الوجود ويكفى أنها الوحيدة من نساء العالم كله على مر الأجيال التى اختارها الرب لكى تكون حاملة له ، هى التى انتظرها ملء الزمان ، والتى تكلم عنها بولس الرسول عندما قال "ولكن لما جاء ملء الزمان ، أرسل الله ابنه مولودا من امرأة"، ونساء كثيرات مر عليهن التاريخ والرب لم يختر واحدة منها ، الى أن جاءت العذراء ، لذلك نرتل ونقول "نساء كثيرات نلن كرامات ولم تنل مثلك واحدة منهن".
وقد سميت العذراء الحمامة الحسنة ، فهى الحمامة التى أتت بالسلام للعالم والحمامة فى بساطتها وبراءتها وفى نشيد الأنشاد يشبه بساطة ونقاوة الحبيبة بالحمامة "عيناك حمامتان" ، وايضا رمز لها بالمجمرة الذهبية فكما أن النار والفحم متحدين داخل المجمرة اتحد اللاهوت بالناسوت داخل بطن العذراء ، ويرمز إليها أيضا بعصا هارون التى خرج منها فروع حية ، وشبهت أيضا بتابوت العهد المغطى بالذهب وسميت بالكرمة الحقانية التى وجد بها عنقود الحياة وسميت بأم النور لأن المسيح هو نور العالم .
ومن فضائل العذراء مريم فضيلة التواضع ، فالمسيح المتواضع بحث عن إنسانة متواضعة لكى يولد منها ، فهى تقول عن نفسها "أمة الرب" بالرغم من أن الملاك قال لها ستكونين أم الرب ولهذا العذراء لم يرتفع قلبها أبدا بولادة السيد المسيح ، ولم يرتفع قلبها بنشيد الملائكة ولا بالمعجزات التى صاحبت الميلاد، ومن تواضع العذراء أنها مشت وسط الجبال والأودية حتى تصل لأليصابات التى كانت حبلى فى الشهر السادس وظلت تخدمها حتى الشهر التاسع .
يا والدة الإله القديسة العذراء مريم أمنا فخر جنسنا الحمامة الحسنة تشفعى لينا أمام ابنك رب المجد يسوع المسيح من اجل مغفرة خطايانا ....