الأقباط متحدون - العدالة الاجتماعية لما يحلم بيها شاعر!
أخر تحديث ١٧:٣٢ | الأحد ٢٤ اغسطس ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ١٨ | العدد ٣٣٠٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

العدالة الاجتماعية لما يحلم بيها شاعر!

بقلم -مدحت بشاي

 انتهت أيام شهر يوليو  " الموسم السنوي " للهجوم على ثورة يوليو 1952 وجمال عبد الناصر ، ولأن "يوليو" السنة دي كمان تم عرض دراما " صديق العمر" والعامر بحكايات " عامر" مع " ناصر" ، فكان الجدل بزيادة شوية من أول مقولة " يوليو مش ثورة " ومروراً بــ " ناصر إخواني أصلاً " وبالطبع وصولاً لهزيمة يونيو 1967 ، وأذكر أنه بمناسبة الاحتفال بالثورة من سنتين

قررت واحدة من قنواتنا المصرية المتميزة إدارة مناقشة موضوعية حول جوانب النجاح والفشل لثورة يوليو ، والدروس المستفادة ، وفي الحلقة المخصصة حول " الأقباط وثورة يوليو" تم دعوة كاتب تلك السطور ، و في بداية  كلامي كان لي سرد معلومات ات علاقة بالمحور المطلوب مناقشته ليتعايش المشاهد معي مشاهد الطلعة الأولى لناصرالقائد الحقيقي للثورة .. قلت ..لأول مرة في التاريخ الحديث يحكم مصر مواطن مصري .. لأول مرة مصر " جمهورية" .. مستعمر بريطاني ( بريطانيا التي لم يغرب عنها الشمس ) يحمل عصاه ويرحل..

ثم مواجهة حازمة لملكية للأراضي بمئات الأفدنة لمجموعة محدودة من الباشوات والبكوات ورموز الإقطاع ، والغلابة اللي بتزرع وتقلع كان مطلوب ليهم مشروع سريع لمكافحة الحفاء !!... فكانت قرارات يوليو بتمليك الغلابة والمعدمين 5فدادين للمزارع خطوة في سكة تحقيق العدالة الاجتماعية ..

إنها "العدالة" مُفتتح أي كلام حول أي محور لقياس مدى إحداث ثورة يوليو لتغيير الواقع على الأرض .. وذكرت أمثلة بالإضاقة لقانون الإصلاح الزراعي ، مثل تخصيص مكاتب للتنسيق لقبول الطلاب بالجامعات وفق المجموع والموقع الجغرافي ، وثقافة للجميع بدعم وجود بيوت للثقافة في كل المحافظات وأيضا بناء مساكن شعبية واقتصادية وتعاونية ، ووحدات صحية ومجمعات استهلاكية ... كل تلك التوجهات كانت في اعتقادي داعمة لضمان عدم التمييز وبالتالي محل رضا للأقباط ، فإذا أضفنا العلاقة الحميمة الرائعة بين البطريرك والرئيس فالرضا يزيد بدون شك

ولكن ياريت حكاية ناصر وثورته ما كانش فيها تمييز تماما ، لأن قرار إنشاء جامعة علمية لاتقبل للتعلم فيها مواطن إلا صاحب هوية دينية محددة  قرار يدعم فكرة التمييز، وكمان إعلام لا يسمح  بنقل شعائر صلوات المواطن المسيحي من خلاله ، ومناهج تاريخ لا وجود فيها للفترة المسيحية التي امتدت لستة قرون ، كلها أمورسلبية في مجال تعطيل تحقيق العدالة بين الناس ، وكنت أتمنى ألا تنسب لثورة يوليو العظيمة  !!!..

أعود للعدالة الاجتماعية ، وأرى أن رؤية الرئيس "السيسي" وقناعته هامة ورائعة في أن بداية الذهاب والتمكن من  تحقيق العدالة الاجتماعية يكون عبردعم مشاريع تنموية كبرى ، ولذلك كان قرار إنشاء قناة السويس الجديدة بالفعل "ضربة معلم".. فإتاحة فرص عمل ، وتحقيق موارد مالية ، وكمان تخصيص صندوق " تحيا مصر" لمساهمة القادرين لدعم مثل تلك المشاريع، كلها أمور تعجل بتحقيق العدالة .. لقد كنا نقول ونكرر " ياريس إدينا أمارة " إننا رايحين عهد جديد قادرين فيه على التغيير لصالح الغلابة والمعوزين بعقد اجتماعي جديد ، وهاهو الرجل وضربته للبداية الرائعة ..

لكن ياريس ، الناس البسيطة الغلابة فرحوا بقرار رفع أسعار الكحوليات ، وزعلت من رفع سعر بنزين الغلابة بتوع الميكروباس .. زعلانين من عدم الترشيد في مجال الاستيراد بالعملة الصعبة للكثير من السلع الاستفزازية مثل الألاف من نوعيات الشيكولاتة والجبن وأغذية القطط والكلاب وغيرها ...
الناس واخده على خاطرها ياريس من عدم إصدار قرارات حازمة ملموس تطبيقها في مجال ترشيد الإنفاق الحكومي ومراقبة سابقة وأنية للأداء المالي والإداري وعدم الاكتفاء بالرقابة اللاحقة ..

حكاية مستفزة عدم الاستجابة للتعامل بشكل جدي في موضوع الصناديق الخاصة وبشفافية .. حدوتة استمرار عمل عدد هائل من المستشارين على رأس عملهم وبمكافأت كبيرة ..

عبر إعلان تليفزيوني مستفزعن فيللات واسعة أهم مواصفاتها وجود مساحات رائعة لتريض وفسحة الكلاب ، وعلى الغلابة قبول الأمر حكاية غير مقبولة .. وحكاية تدليل الكلاب والنظر برفعة شأنها عن فقراء الأمة قديمة ..  الشاعر محمد مصطفى حمام من أكثر من نصف قرن يقول في تدليل الكلاب ..
يا مدلعين الكلاب والآدمي منسي / ضحكي على الكلب بكاني على نفسي / وفضلت أفكر في سعد الكلب وفي نحسي / وأقول لروحي ياريت الدنيا تتشقلب .. / وادخل في جنس الكلاب وألعن أبو جنسي

ولد محمد مصطفى حمام في " فارسكور " بإقليم " الدقهلية " في يوم 28 جمادي الثاني سنة 1324 هـ الموافق 18 أغسطس سنة 1906 ..توفى والده وهو في سن الرابعة .. تعلم في مدرسة " فارسكور " الابتدائية .. وقد زار " فارسكور " السلطان " حسين كامل " وألقى محمد مصطفى حمام قصيدة ترحيب به في أثناء زيارته للمدرسة التي يتعلم بها .. وكان في ذلك الوقت تلميذاً صغيراً في السنة الثالثة الابتدائية .. فأهداه ساعة ذهبية فاخرة نُقش عليها الإهداء وتاريخه ، وتولى الإنفاق عليه في أثناء دراسته بمدرسة الخديوية الثانوية ..

بعد أن توفى السلطان " حسين كامل " تولى من بعده السلطان " فؤاد " الإنفاق عليه .. إلى أن قامت ثورة سنة 1919 ، وكان له دور فيها .. فقد كان الأزهريون يحملونه على أيديهم ـ وهو مازال صغيراً يلبس بنطلوناً قصيراً ـ ويهتف لهم .. وكان أن استدعاه الملك " فؤاد " وهدده بأن يحرمه من رعايته له إن لم يبتعد عن السياسة ، ولم يقبل " حمام " هذا الكلام .. وابتدأ يعمل بالصحافة والأدب وهو في سن الثالثة عشرة لينفق على نفسه ، على الرغم من أن والدته على قيد الحياة في ذلك الوقت ، وأيضاً هي من عائلة غنية ومعروفة بفارسكور ..
دي حكاية شاعر من حكايات الف شاعر وشاعر كتبوا وصرخوا عن العدالة الاجتماعية
medhatbe@gmail.com


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter