كتب : نعيم يوسف
صرح جون كيري، وزير الخارجية الأمريكية، إنه يجري اتصالات واسعة مع كل من مصر والسعودية وإسرائيل وقطر وعدة دول أوروبية بشأن تشكيل تحالف دولي لمحاربة إرهاب تنظيم "الدولة الإسلامية" والمعروف إعلاميا باسم "داعش"، لأنه يشكل خطرا كبيرا في منطقة الشرق الأوسط مما يهدد مصالح بلاده في المنطقة.
هذا شيء عظيم ورائع جدا.. ولكن.. هل تحتاج الولايات المتحدة إلى تحالف دولي لمحاربة "تنظيم إرهابي"؟؟ وأين القوة الباطشة لجيشها، والتي أطاحت بالرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وسحقت جيشه سحقا في نفس الأماكن التي يستولي عليها التنظيم؟؟ وأين القوة العسكرية للولايات المتحدة بكل هيبتها والتي تهدد الدب الروسي في معقل نفوذه في أوكرانيا؟؟ وماذا حققت هذه القوة في حربها ضد "داعش" التي تخوضها، منذ أسابيع؟؟ وهل قتل العشرات من التنظيم الإرهابي كفيل بالقضاء عليه؟؟
أم أن الولايات المتحدة تريد حربا على "داعش" بسواعد عربية كما فعلت في الحرب على الاتحاد السوفيتي في أفغانستان؟؟ حينما حشدت "المجاهدين العرب" من كل مكان للجهاد ضد الاتحاد السوفيتي!! ثم بدأت في الحرب على الإرهاب –الذي صنعته بأيديها- في أفغانستان!! وإلى متى سيظل العالم كله يحصد أشواك ما تزرعه الولايات المتحدة، بدعم التنظيمات الإرهابية، ثم البدء في محاربتها؟؟
وفي سياق متصل أفادت تقارير إخبارية إسرائيلية، بأن الصحفي الأمريكي "ستيفن سوتلوف" الذي قتلته "داعش" يهودي ويحمل الجنسية الإسرائيلية، وذلك وفقا لما قاله "راديو صوت إسرائيل" وصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، وهنا أيضا نعود للتساؤل لماذا لا تأخذ إسرائيل بثأرها من "داعش" مثلما قتلت وأصابت أكثر من عشرة آلاف فلسطيني ثأرا لثلاثة مراهقين إسرائيليين؟؟؟؟
ويذهب "ديفيد كاميرون"، رئيس الوزراء البريطاني، إلى أبعد من ذلك، حيث يؤكد أن بلاده عازمة على "القضاء الكامل" على الوجود الداعشي في الشرق الأوسط، لأنها تهدد بلاده وتحتجز "رهينة" بريطانية!! في نفس الوقت الذي تستعد فيه بلاده لإجراء استفتاء عام على استقلال "اسكتلندا" مما يضع "كاميرون" في بؤرة التاريخ على أنه "آخر رئيس وزراء لبريطانيا العظمى". ويؤكد أن الحرب الدولية على "داعش" أمامها وقت كبير، بينما يتمدد الإرهاب وينتشر في كل مناطق الشرق الأوسط.